صورة لا تُصدق .......إبنٌ يذبح أمه
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ، والصلاة والسلام على من اختاره الله 0
أما بعد
بكت دموعي لما رأت حزن البائسين ثوب جسدي ، وتعانقت أجفاني لما رأت خلاصة عمري تخرج من مقلي ، ولو كان النحيب يُعيد مجد دين أمتي لبكيتُ نفسي وولدي ، وما زاد بأسي إلا أن كفي حملت أنملتي لمسح دمعتي فأطفأت نور حدقي ، فيا نفسي على أمتي ، ويا أمتي على نفسي 0
لا أدري ووالله لا أدري بأي صورة أصور حال أمتي ، ولو كان دم قلبي يجسد لكم رسالتي لكان أرخص فداء قلب ابنتي 0
إخوتـــــــاه / تداعت الأمم لدمار دين أمتي
إخوتـــــــاه / اتحدت أحقاد الأمم في كل بلد ، وتحالف الأوغاد في كل قطر ووطن ، ورسموا لهم خطا , وجعلوا لهم أهدافا ، فخطاهم طمس مآثر الديانة ، وأهدافهم دثر أصول العقيدة0
وأمانيهم : (( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء))
وتحالفوا على : (( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ))
ومن مرادهم : (( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً))
ومن مرادهم : ((يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ))
ومن مرادهم : (( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ))
ومن مرادهم : ((يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ))
ومن مرادهم : (( وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ ))
ومن مرادهم : (( وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ))
ومن مرادهم : (( وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ))
ولهم أملٌ منشود حققناه اليوم وهو : (( وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً ))
ولاؤهم لنا يتصور في : (( وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظ ))
وحبهم لنا يتمثل في قوله تعالى : (( وَلا يُحِبُّونَكُم ))
#*#*#*#*#*#*#*#*##*#*#*#*#*#*#*#*#*#*#*#*##
إخوتـــــــاه : إن قوى الشر اليوم أصبحت يداً واحدة على أمتنا المنحورة ، بحرابٍ من دروع حماها ، المتمثل في بعض أبنائها ، الذين قال الله فيهم ((وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ )) بل توحدت أيدي هؤلاء الخونة ، مع أولئك االعفن ، حتى أصبحت الأمة تنحر من داخلها وخارجها ، فأصابها نزيف داخلي قتَّال ، وجراح خارجي مهلك ، فتدفقت دماؤها ودموعها ؛ لا حزناً من عدوها فاضت مدامعها ،ولكن بسبب تمثُل رسالة الجبناء في بعض من عدّتهم لها حصناً ، فكانوا حراباً في سوداء فؤادها 0
إخوتـــــــاه : تعددت سبل الدمار ، وتعاظمت إمكانيات العدو ، فتعانقت نحو عقيدة الأمة ، كقنبلة عنقودية ، منتشرة الفساد ، ومستشرية البلاء ، حتى لا تكاد تنظرإلى مشربٍ من مشارب هذه الأمة ، ولا جزء منها ، إلا وأصابته رماح الموت ، فسالت أنهار دمائها ، فانطلق أبناؤها يُفَصِلون من دمائها ثياب الراقصين ، ويصنعون من أشلائها قُرُبات للمنافقين ، ويتخذون من أنينها نغمات العاشقين ، ويُتاجرون بجراحاتها فيصنعون من ذلك حياة المترفين ، وصفات الغافلين ، حتى يأتيهم (( صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ )) وتلهج ألسنتهم بـ(( رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ )) وقتها تموت النفوس بسيوف الندم عندما تتذكر (( وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ )) 0
إخوتـــــــاه : كنا فيما مضى ليس لنا من خطرعدونا إلا أن يُزهق أرواحنا ، فنقابله بوجوه تريد المنايا ، فنصنع ساحات الوغى بقوة الإيمان ، فنعانق العدو بالمنون راهبا0
أما اليوم اختلف الحال ، وعظُم الخطب ، واتسعت رقعته ، فأصبح الخطر يُزهق العقيدة عياذاً بالله 0
إخوتـــــــاه : تأملوا معي الرماح المسمومة التي أصابت جوهر أمتي 0
أولاً 000 الأفكار المنحرفة المستوردة التي أصبحت منهاجاً لأكثر الأمة من أحزاب متهالكة وقوانين وضيعة 0
فأنصار البعثية ملايين !!!
وأنصار الديمقراطية ملايين !!!
وأنصار الأشتراكية ملايين !!!
وأنصار العلمانية ملايين !!!
وأنصار النُصيرية ملايين!!! بعلمٍ أو جهل
وهذا أخطر رمح يفتت كيان الأمة في كل شيء ، الله حسبنا ونعم الوكيل 0
ثانياً 000 تسليط الفضاء بقنواته التي تحل عقائد الأمة أخلاقيا وعقائدياً ، فهي مشرب الأمة اليوم ، ومصنع الأجيل ، في أكثر بلاد الإسلام عافيتك يـــــــــارب 0
ثالثاً 000 العمل على تجفيف منابع العقيدة السوية ، والأخلاق الزكية ، والصفات العلية ، بتجفيف مصادر الدين ، أو تخليطه من تجار العقيدة ، ودعاة جهنم ، وهذا رمح خطره كالإيدز(( يدمر المانعة المكتسبة لحماية الإسلام)) 0
رابعاً تخلي أكثر الأمة عن حمل مسؤولية الدين ، والركون على جزء من الحماة يفنيهم الله بالموت سنة ، ويضمحل البديل ، فيُهش حصن الحماية ويُشف ، فيسهل اختراقه 0
خامساً 000 استغلال الأعداء للسلبيات السابق ذكرها آنفاً وعلى رأسها الجهل بالدين ، فيبثون الشبه في العقيدة بشكل مخيف ، ولا تجد من الكثير من يستطيع كشف هذه الشبهات ، بل تخلُق في نفسه وسواساً لا يرحم ، وصِراعاً لا يضمحل ، إلا بصفة يكاد أن يجف نبعها وهو العلم الشرعي ، وكم من الشبه التي تُبث في المنتديات ، والبالتوك من النصارى وغيرهم ، وقل ان تجد من يكشفها بعلم والله المستعان ، ولقد أرقني والله أنني سمعت امرأة صليبية تضع شبهة هشة ، ولم تجد من يرد علها بعلم والله المستعان 0
سادساً ويتمثل ذلك في دمائنا المنهمرة ، وكرامتنا المنكسرة ، وبخاسة كياننا عند الأمم والمِلل ،و يداهم الملل ، ذِكرُ الأرض التي ارتوت من دماء أبناء الأمة من غير ثمن ، وكم اتعجب لما قرأت أن أمريكا فرضت على القذافي أن يعوض كل مقتول بـ( 10 ) ملايين دولار من الذين تحطمت بهم الطائرة في الثمانينات وهم من الأمريكان ، وفعل ذلك القدافي وعوَّض الأمريكان الذين قُتلوا في أفغانستان من إخواننا بألف دولار لكل مدني مقتول ولا أدري هل الحساب يقضي أن الأمريكي بعشرة ألاف مسلم !!!! الله حسبنا ونعم الوكيل 0
#**#*#*#*#**#*#*##*##*#*##*#
الخاتمة
#**#*#*#*#*#*##**#*#*#*#**#*#
إخوتـــــــاه : إني أتساءل هل حري بحالنا أن نفترق على أتفه الأسباب اليوم ؟!!
وهل الباطل الذي جمع أهله لدمار الإسلام وأهله ، لا يدفع أهل الحق أن يجتمعوا للدفاع عن الحق وأهله بالحق المبين ؟؟!!! 0
وهل يصلح أن يُقمص كل منا المسؤولية لغيره ليسعد بفسحة نبذ الأمانة وهماً بكسب الحرية من عالقات الهموم ؟!!!
وهل يجدر بنا أن نستورد لحماية ديننا من يحميه من أمريكا او أوربا كما استوردنا ، من يدربنا على التعامل مع السلاح منهم وعلى مرادهم ؟!!!
وياتُرى تفشي كل هذا البلاء نتيجة لتقصير من ؟!! وتفريط من ؟!! وضياع من ؟!! ومن الخاسر من ضياع معالم الدين ؟؟؟!!! ومن الرابح ؟؟!!! ومن المسؤول عنه غداً ؟؟!! ومن المكرم ؟؟! ومن المهين ؟؟!!!
الله حسبي ونعم الوكيل
يا عيني لمَ تمزق أجفاني وهي درع حماك !!!
بنيتي لمَ قتلي وأنا ظلك وسعد سماك !!!
دمي لمَ جُرح قلبي وهو مأوك الزاكي !!!
منقول للكاتب الرائع الذي أحببناه في الله
الفلاح المعتصم . أبو عبدالله
الروابط المفضلة