الأنظمة : مفتوحة أم مغلقة...

هناك ما يسمى system وكلمة system معناها نظام أو جهاز أو منظومة .فجسم الإنسان نظام أو منظومة وهو جزء من منظومة أكبر وهكذا ..والأسرة منظومة كذلك ...
ومكونات المنظومة:
1. هدف
2. مكونات رئيسة(رئيسية) وهي أفراد العائلة (مؤكد).
3. نظام لعمل المكونات : وفي الأسرة هذا يشير إلى التواصل بين أفراد الأسرة والقواعد الحاكمة وتقديرهم لذواتهم.
4. القوة التي تبقي طاقة المنظومة ليعمل الأفراد ...وهي في العوائل تستمد من الطعام والمأوى والهواء والماء والنشاط ومعتقداتهم حول حياتهم العاطفية والفكرية والاجتماعية والإيمانية وكيف يتفاعلون .
5. طرائق التفاعل بالخارج : أي بالجديد والمختلف..( أي كيف يتفاعلون مع الجديد والمختلف) لاحظ وصية النبي محمد عليه الصلاة والسلام لأبي ذر.
وهناك منظومتان مغلقة ومنفتحة..
المنظومة المغلقة تقوم على عدة معتقدات :
1. الناس أشرار ولا بد من التحكم فيهم ليصبحوا طيبين .
2. لابد من ضبط العلاقات بالقوة والخوف من العقوبات.
3. هناك طريق واحد صحيح وصاحبها الأكثر قوة
ثم تبنى القواعد حول هذه المعتقدات .

المنظومة المغلقة
تقدير الذات : منخفض .
التواصل : غير مباشر وغير واضح وغير محدد.
الطرق : لوم واسترضاء وكمبيوتر وتشتت .
القواعد : غير إنسانية وثابتة ولا تعليق أو انتقاد.
الحصيلة : مدمرة وغير مناسبة .


المنظومة المنفتحة
تقدير الذات : مرتفع ( ينمو ويستمد قوته من الشخص نفسه) .
التواصل : مباشر واضح ومحدد.
النوع : متوازن.
القواعد : إنسانية ومتغيرة عند الحاجة وحرية التعليق والنقد.
الحصيلة : ملائمة وبناءة...

وببساطة فان الذي يشكل منظومتك العائلية هو تقدير الذات والتواصل والمعتقدات والقواعد.
تتحدث ساتر في الفصل 12 عن الأسر الخاصة أي
1- الأسر الممزوجة
2- أسر بلا والد أو والدة

نبدأ برقم 2
مشكلة هذه الآسرة أنها صورة غير مكتملة وهنا من المهم ألا يعطي عائل الأسرة انطباعا سيئا عن الجنس الآخر ومن المهم كذلك ألا تحول الأم- على فرض أنّ الأسرة بلا أب – ابنها الأكبر إلى أب يتحمل المسؤوليات كلها فتحرمه من دوره كابن وأخ لإخوانه وأخواته.نعم فليتحمل مسؤوليات ولكن على ألا يلغى دوره .
(أقول: ولعل هذا أصعب في بعض المجتمعات العربية لأن خروج المرأة لقضاء حاجات الأسرة لا يتم إلا في أضيق نطاق)

أما الأسرة الممزوجة ، أي
1- امرأة بأطفالها تتزوج من رجل بلا أطفال
2- رجل بأطفال يقترن بامرأة بلا أطفال
3- كلاهما بأطفال من زوجين سابقين.
فالحديث عنها في النقاط التالية:
1- ينبغي أن تعرف هذه الأسر أن الزوج السابق( في اللسان العربي يطلق على الذكر والأنثى المتزوجين زوج ) لا يزال يعيش معهم- لا بجسمه طبعا- وبالتالي فكل واحد مهم لنجاح هذه الأسرة.

2- تصور طفلا يعيش مع أمه وزوج أمه ويزور أباه وزوج أبيه في بيت آخر وأنّ كل واحد من الأربعة يعطي توجيهاته التي لا بد من تنفيذها ! ما الذي يحدث للطفل؟ ! تخيلوا.............................
الحل:
- لا بد من تشجيع الطفل ليتحدث عن التوجيهات المتضاربة التي تلقاها
- لا بد أن يجتمع الكبار- على فرض أنهم كذلك- في لقاءات منتظمة ليحدث بعضهم بعضا بما يفعلون ويقولون وليحددوا نقاط الاتفاق والاختلاف.
وإياك أيها الأب أو الأم أن تطلب من ابنك أو ابنتك التجسس على أمه أو أبيه أو أمها أو أبيها ( خطر)
3- يستفيد الطفل من الصراحة والتعامل بين المطلقين بوضوح والوضوح لا يعني الحب فيمكنك ألا تحب زوجك السابق ومع ذلك أنت واضح معه لمصلحة ابنك أو ابنتك.

4- عندما يدخل زوج حياة جديدة فلا بد من أن نفهم أنه أو أنها لا تعرف معاني الكثير مما يقوله الأب وأبناؤه وبناته لأنهم عندما يتحدثون فيما بينهم يفهم بعضهم بعضا ويفهمون إشاراتهم اللغوية والبدنية لأنها تعني أحداثا أو أقوالا ماضية يعرفونها ويفهمونها أما هي – أي الأم – فلا تفهم ما يفهمون وتحتاج إلى وقت طويل لتصبح جزءا من هذا النسيج الثقافي فلا بد من أن يفهم هذا الموضوع الزوج ولا يطلق الأحكام جزافا.

5-الأطفال في حالة الطلاق والانتقال إلى حياة جديدة تابعون فهم لم يختاروا هذا والزوج الجديد غريب بالنسبة لهم بل دخيل فلا بد من الصبر عليهم والتحدث إليهم بشفافية.

6- فلنفرض أنّ سبب طلاق امرأة هو أنّ زوجها كان يشرب الخمر أو أنه في السجن، فماذا تفعل الأم وماذا تقول لأولادها؟
كثيرا ما نقع بين أمرين ، اما أن تتجاهل الموضوع واما أن تحدثهم عن كل سيء في أبيهم. هل هناك طريق ثالث؟؟
تقول ساتر:" لم أجد انسانا سيئا كله" وفي هذه الجملة جواب ولعلنا نعرف أنّ الانسان تجتمع فيه الحسنات والسيئات – كما يقول علماؤنا- وتجتمع فيه دواعي الجنة والنار.
فلنذكر دائما خصائص الأسرة الصحية.



النهاية أو البداية


خالد عاشور