السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله غاليتي نور
أعجبتني كلماتك التي تتدفق كشلال مياه عذبة
جزاك الرحمن خير الجزاء
وبورك قلمك وفكرك النير
:::::::::
ولكن الحرمان الحقيقى يكمن هنا فى تلك الأشياء الغالية
تكمن هنا فى التى تحرم نفسها من الطهارة والعفة ولذة الايمان بالله
وذلك الذى يحرم نفسه مغفرة الذنوب بارتكابه إياها وعدم الكف عنها بحجة عدم المقدرة
وذلك الذى يحرم نفسه من الكسب الحلال ويجرى وراء كل ما هو محرم
وذلك العاق الذى يحرم نفسه من نيل الثواب والخير من الله
الحرمان هو الحرمان فى الآخرة وليس فى الدنيا
فالدنيا يوم وباقيها فانٍ لا يسعد فيها إلا من عمل صالحاً وسار بمركب الخير والعطاء ليأخذ فى الآخرة أجر ما عمله فى دنياه ولا يحرم من عفو ومحبة الله
كم من لاهثِ وراء بريق الحياة يحرم نفسه من السعادة الحقيقية
فيخسر دنياه وآخرته وهو مازال يلهث وراء زيف وضلال
كم من تارك نفسه للشهوات والملذات مبتعد عن طاعة الله
يشعر بالحرمان ولا يعلم مالذي حُرم منه فيظل يبحث عن المزيد
وينغمس في المعاصي ويطلب مزيداً من الشهوات والمتعة ظناً منه أنه يسعد نفسه..ولا يعلم أنه يساهم في حرمانها وتعذيبها
::::::::::
نعم الحرمان هو حرمان الإيمان والشعور بالقرب من الله
..فكل متاع في الدنيا إن لم يكن رضا الله غايته
سيكون وباءً علينا
وكل حرمان في الدنيا إن كان طلباً لرضاء الله كان سعادة لنا
المحروم من حُرم رضاء الله عليه ورحمته ومغفرته
ومامتاع الدنيا في الآخرة إلا غرور
:::::::::::
ومن استشعر الإيمان بالله وسكن قلبه حب الله وطاعته
هان عليه كل حرمان الدنيا وكل نعيم زائل عنه فيها
لذلك كان ابن تيمية رحمه الله يقول:
مايصنع أعدائي بي؟!! أنا جنتي وبستاني في صدري أنّى رحت، فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة"
وكان يقول في سجنه: المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه.
::::::::::::
الروابط المفضلة