بسم الله الرحمن الرحيم
أفواه مليئة بالشهد..تتقاطر به..
وأفواه خاوية ذات ألسنة نتنة ..ليس لها هم إلا الغيبة والنميمة..والقذف والسباب..
الأفواه التي تتقاطر بالشهد هي تلك الأفواه المكثرة من ذكر الله تعالى..
فتجد القطرات تتساقط من ذلك اللسان..
قطرة على شكل تسبيح..وأخرى تأخذ شكل التكبير..وثالثة تأخذ التهليل..
ورابعة لها شكل الحمد..وخامسة بالاستغفار..وهكذا تجد القطرات تتوالى في السقوط من ذلك
الإنسان..قطرات هي خير من قطرات العسل المصفى..
فما أجملها من قطرات..
إنها قطرات تساعد القلب على الطمأنينة..وتأخذ بالنفس إلى السكينة والراحة..
إنها قطرات تصقل القلوب وتربطها بعلام الغيوب..
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"...
لذا نجد السلف لم يكونوا مفرطين في هذه القطرات..بل لعل لأغلبهم جلسات يخصصها لها..
فهذا ابن تيمية رحمه الله كان يجلس في مصلاه إلى طلوع الشمس يذكر الله تعالى ويلهج بحمده وشكره
ويستغفر لذنبه ..ويقول رحمه الله هذه غدوتي لولم أتغدها خارت قواي..
نعم لذا نجده عامر القلب مطمئن النفس ..ساكن الروح..مجتمعة عليه نفسه..
فلا يبالي بالطغاة فيقول سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة..الله أكبر ..
إذا كنت دائم الذكر للرحمن الرحيم..لن يسلمك الله ولن يخذلك..
فإنك إن ذكرت الله في نفسك ذكرك في نفسه..وإن ذكرته في ملأ ذكرك في ملأ خير منهم..
فأين التجار عن هذه التجارة الرابحة مع الله..
ما أكثر ما تتكلم ألسنتنا ولا تتعب..فلم لا نذكر الله تعالى..
وهل هناك عبادة أسهل من ذكر الله!!..لا تحتاج إلى وضوء ولا إلى مكان معين ولا كيفية
معينة ولا حالة معينة..!! أينما كنت اذكر الله..
وأنت في سيارتك اذكر الله ..وأنت في عملك اذكر الله ..
وأنتِ في مطبخك اذكري الله..وأنت تمشي اذكر الله..
وأنت قاعد اذكر الله وأنت على جنبك اذكر الله..
فما أسهلها والله من عبادة..
من هو الذي يحافظ على أذكار الصباح والمساء..
من هو الذي يحافظ على ذكر الدخول إلى الخلاء..
من هو المحافظ على ذكر الخروج من المنزل والدخول إليه..
من هو الذي إذا دخل المسجد ذكر الذكر الوارد عند دخول المنزل..
من هو الذي إذا لبس ثوبا جديدا ذكر الذكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم..
من هو الذي إذا بدأ أكله قال بسم الله وإذا انتهى حمد الله..
فأين الأفواه التي تتقاطر شهدا...أين؟...
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة