البر بالكتمان



تكتظ ألحان الأمومة و كلمات الحنان في شهرها الثالث من كل عام
فلا تجد مذياع أو قناة فضائية إلا و ينضح بها أرتال من الأغاني
و المسابقات الخاصة بحنان الأم و عيدها ، و لا تجد شاعر أو صاحب
فن إلا و أنزل من الأغاني ما بها من سلطان في ذلك اليوم .


في و اقع الحال لا يختلف إثنين على نفاسة مضمون هذا العيد
بخلاف الزاوية الشرعية لها و لا على الجانب التكريمي في ذلك
اليوم فالأم أكبر منزلة من ذلك بالتأكيد، ولكن ما أجده في ذلك الإحتفال
و تحت وطأة ( الإفراط الإعلامي ) المصاحب لها هو أقرب ما يكون
مناسبة للتجريح و إحتفال بالأنانية و الإستعلاء على مشاعر أشخاص
فقدوا أمهاتهم و يعيشون صراعات نفسية في ترميم ذلك الفقد فيأتي
ذلك الإعلام ببساطة في تلك المناسبة و بجرعات تفريطية مزعجة
و بكافة قنواته الأرضية و الفضائية ببدأ ببث تلك الكرنفالات المستهكلة
لعيد تأجيج المشاعر و التي لا تتعدى إيطار العرض و الطلب و الإستهلاك
التسويقي في ذلك الإحتفال على حساب مشاعر و نفوس كبيره من المستمعين
و المشاهدين دون أدنى إعتبار لمشاعر كل يتيم و فاقد .


هناك من يرى بأن تلك القنوات المدججة بتلك الإحتفالات ليست بمشكلة
إذ أن الشخص هو من له القرار في إدارة دفتها بالإقصاء أو الوجود
و لكن أرى بأن الأمر ليس بمسألة تغير قناة من غيرها أكثر من أن
الغاية هي إحترام لمشاعر و جروح الغير و تقدير إنساني لأشخاص
تعني لهم الأم كل الحياة و في لحظة فقدوها و قد أرى أيضاً بأن
الأمر ليس مقتصراً على إعلامنا الفارغ فقط فلذواتنا حق في التقدير
الإنساني لتلك المناسبة ايضاً





و يبقى البر بالإحسان للوالدين أكبر من يوم وليد في ضلع سنة يتيمة ..











:: النقاش مفتوح المحاور










بقلم أخيكم / مهران المنصور