مَنْ يلبي لفتياتنا هذه الأمور ?
قدم الصيف بما يحمله من أتراح القيظ وأفراح الأعراس والمناسبات ? وحان الوقت لكي تبدأ معاناة الفتيات مع حجز الكوفيرات وأخذ مواعيد المشاغل النسائية للتجميل وتسريح الشعر ووضع الأرواج والمساحيق التجميلية .
ونظراً لكون المشاغل النسائية وأخصائيات التجميل المنتشرات في قصور الأفراح هي الملجأ الوحيد لفتياتنا قليلات الخبرة في التجميل والتسريح ووضع المساحيق كان من الأجدر بنا طرح الحلول البديلة وإعادة النظر فيما تلجأ إليه فتياتنا وهو يحتوي على المخالفات والتجاوزات الشرعية ?
فمثلاً المشاغل النسائية الأغلب منها هدفها تجاري بحت فلا تمانع في نمص الحواجب وإزالة الشعور الخاصة ووضع التراكيب الصناعية للشعر وغير ذلك من مخالفات مع ما تشتمل عليه المشاغل من سبل ملء الفراغ كالتلفاز والقنوات وبعضها توفر خدمة الإنترنت وبعضها تستثمر الوقت بزعمها في طرح حوارات فكرية حول حقوق المرأة المهظومة .
مع هذا وذلك يخرج بين الفينة والأخرى تحقيق عن اكتشاف مشاغل نسائية تقوم بتصوير الزوجات وهن في كامل زينتهن وبيع تلك الصور بمقابل للراغبين فيها ،ولو لم يكن من مفاسد المشاغل سوى سماع الحرام ورؤية العورات والعاهرات لكفى إثماً وسبباً كافياً للامتناع عنها والنظر في العواقب .
الوسيلة الثانية : المجلات المتخصصة في التجميل والمساحيق كالجميلة وغيرها وهذا غير هادفة وتحتوي على صور الفاتنات مع عدم الجزم بمصداقية وطبية ما يطرح فيها من آراء .
السؤال الذي يطرح نفسه : هل نسائنا وبناتنا وأخواتنا نحن دعاة الغيرة لسن بحاجة إلى لذلك ?
ألسنا نرغب من نسائنا أن يظهرن أمامنا بكمال زينتهن ?
أليس مطلوب منهن التجمل وإظهار الحسن لمستحقه ?
فمن يلبي لهن هذا الأمر ?
هل نتركهن فريسة لاستنزاف المشاغل النسائية ونجرح قلوبهن برؤية المنكرات وسماع المحرمات ?
أم نجلب لهن تلك المجلات ?
ولا أظن أن أحد سيقول دعهن يتعلمن على أنفسهن ? وهذا أمر ميسور وليس بأولوية !
فيقال : لسن كلهن بنفس الميول ? والرغبة في التعلم لا سيما في هذا المجال ?
وأين مراكز التعليم لهن ?
إنها مسألة يعتبرها البعض ثانوية ولا يدرك للأسف أبعاد ذهاب النساء لتلك المشاغل أو عواقب بقاء المرأة بزينة تقل عما يراه البعض من جمال وحسن الفاتنات .
إذا سلمنا بأهمية عناية المرأة بجمالها وحرصها على الظهور بالمظهر الجذاب لزوجها ?
وسلمنا أيضاً بأن غالبية المشاغل تحتوي على محاذير ومفاسد ?
بقي أن نقول ما هو الحل ?
فيما يلي مقترحات تسعى لعلاج المشكلة وهي كالتالي :
1 - القيام بواجب النصح لتلك المشاغل المخالفة لأوامر الشرع وتحذيرها من مغبة مخالفة الشريعة وحرمة المال القادم عن تلك المفاسد .
2 - وضع بعض المطويات والكتب التي تعنى بجانب المرأة وما يجب عليها والمخالفات التي تقع فيها ووضع تلك المطويات في أماكن انتظار النساء وأخذ الأذن من مالك/مالكة المشغل .
3 - إثراء جلسات الانتظار بالحوار الهادف ? والوقوف في وجه المنحرفات ودحض شبهاتهن وآرائهن الفاسدة .
**
المشاغل :
1 - دعم وشكر ومؤازرة المشاغل المحافظة على آداب وأحكام الشريعة والتي تمنع ارتكاب المحرمات وتراعي تقاليد البلاد ? ولو قُدَّم الشكر من بعض مراكز الهيئة أو مشاهير الدعاة لكان حافزاً قوياً للاستمرار على ذلك المنوال .
2 - من صور الدعم للمشاغل المحافظة تقديم الدعاية المجانية لتلك المشاغل وحث الناس للذهاب إليها ? وتقديم الأموال لها والسعي لإزالة ما يعكر على الزبائن القدوم إليها .
3 - السعي لافتتاح مشاغل محافظة تمنع المحاذير وتقدم الجديد والمتميز من القصات للشعر وطرق التجميل ووضع المساحيق لتلفت انتباه الحاضرات بأن الدين والالتزام قادر على لفت النظر وتقديم الجديد ومحاكاة الموضة دون أن يرضخ لتنازلات مخالفة للشريعة .
ويمكن أن تستثمر بعض الاستراحات في المشاغل بوضع قناة المجد مثلاً أو زاوية للأشرطة والكتيبات والمجلات الهادفة أيضاً .
**
دور نساء الصحوة :
الاهتمام بالتجميل وطرق التسريح ووضع المساحيق وذلك بإقامة الدورات في تلك الفنون ? واستضافة المختصات ? ووضع لقاءات ولو هاتفية مع استشاريات في ذلك المجال .
والأهم من ذلك : هو عدم التهوين والتقليل من شأن تلك الفنون أو التقليل ممن تهوى أو تميل إلى تلك الفنون لأن الله فطر النساء على الميل لتلك الجوانب ومخالفة الفطرة أمر مستصعب جداً ?
والمولى سبحانه أمرهن بإظهار الزينة لأهلها وذلك لا يكون إلا بأداء وإظهار ما يلفت الأنظار والملفت يختلف باختلاف الزمان والمكان .
ثم الناس تختلف هممهم وطموحاتهم ولو سمونا إلى جعل جميع النساء داعيات وواعظات لطلبنا محالاً ? فلا بد من توزيع الأدوار لكي تحقق الصحوة أهدافها المنشودة .
وعلى الداعيات إلقاء الضوء حول تلك الجوانب وتقديم قدر المستطاع مما يفيد لإشعار الناس بأهمية العناية بالتكامل .
** المجلات الهادفة :
عناية المجلات الهادفة بصفحات الجمال والزينة لأنها تحاكي رغبات الفئة المخاطبة وميولها وهذه الجوانب أولى لدى فئة كبيرة من النساء من الأدب والقصص والتحقيقات والحوارات ولا ينبغي إعطاءها مساحة قليلة تقدم من لدن متطوعات لا يجدن المجال ويقدمن مادة أكل عليها الزمن وشرب وقد تكون منقولة من مجلات متخصصة في الجمال غير هادفة .
وإن تيسر إصدار مجلات هادفة للجمال والأزياء والزينة تراعي ضوابط الشرع وتأخذ لو اضطرت بالرخص سداً لباب الشر ودفع أكثر الضررين بأقلهما لكان أولى والساحة الدعوية بحاجة لفئات تبتكر وتنوع الجهود ولا تقتصر على المعتاد والمعروف ?
وليست الأمة تنتصر فقط بالوعظ والإرشاد بل بالعناية بجميع مناحي الحياة المشروعة .
تلك خواطر عجلى لعل القارئ الكريم أن يسهم في تصحيح عرضه وتقديم الحلول الناجعة في ذلك .
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة