قال القرطبي رحمه الله متحدثا عن لفظ الجلالة:
(قيل هو مشتق من ( وَلـَـه َ ) إذا تحـيـّـر ..
والوله : ذهاب العقل فالله تعالى يحير أولئكـ في الفكر في حقائق صفاته
وقد قالوا: من أحب الله ، ذهل عمن سواه ! )
فمن أحب الله .. أذهله حبه لله عن رؤية فتنة الدنيا .
ومن أحب الله .. أذهله حبه لله عن مراقبة غير الله .
ومن أحب الله .. أذهله حبه لله عن تضييع لحظة واحدة في غير رضاه .
ومن أحب الله .. أذهله شوقه للقاه عن كل لذة دنيوية .
***
وقال الرازي رحمه الله في نفس المقصد :
(وقيل أنه مشتق من ألهتَ إلى فلان : أي سكنت إليه ، فالعقول لا تسكن إلا إلى ذكره
والأرواح لا تفرح إل ابمعرفته ، لأنه الكمال على الإطلاق دون غيره ! )
ثم قال :
(.. واعلم أن الخلائق قسمان :
واصلون إلى ساحل بحر المعرفة
ومحرومون قد بقوا في ظلمات الحيرة وتيه الجهالة ، فكأنهم قد فقدوا عقولهم وأرواحهم
وأما الواجدون فقد وصلواإلى عرصة النور وفسحة الكبرياء والجلال ..
فتاهوا في ميادين الصمدية وبادوا فيعرصة الفردانية .
فثبت أن الخلائق كلهم وآلهـُـون في معرفته .. )*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
* طائفة كبيرة من أهل العلم لا يحبذون استخدام مثل هذه المصطلحات في الحديث عن حب العبد الله جل وعلا (التحير ، والتيه ، والوله) وهي وإن كان الأمر كما قالوا ، لكن لعلنا نوجه أقوال الأوائل توجيها طيبا ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
الروابط المفضلة