بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله تعالى وسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد ،
الأب الغالي، والشيخ والدكتور الحبيب، لست أستطيع وصف سعادتي برسالتكم وإني أشهد الله تعالى أني أحبك فيه وأسأل الله تعالى أن يجمعني بك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .....اللهم آمين
إن من أثقل الأمور على النفس أن تتحدث عنها ، ولكنني أرجو من الله تعالى أن يرزقني قصد وجهه بعملي ، وأن يخلّص عملي كله من كل أحد ، وأن يجعله له وحده ،،،إنه وليّ ذلك والقادر عليه
شيخنا الحبيب ...
حفظت القرآن وختمته والحمد لله تعالى وأنا لا أزال في الصف السادس
الإبتدائي يعني 11ــ12سنة تقريباً ، وفضل ذلك يعود لله تعالى ومنّهِ عليَّ ، ثم اهتمام والدي يرحمه الله ،الذي كان هو وأبوه من حفاظ كتاب الله تعالى ، وكان مُجَازاً ...يرحمه الله
‘ وخطوات حفظي كانت كالآتي :
1- حفظني والدي رحمه الله جزئي (عمّ وتبارك ) سماعاً قبل أن أدخل المدرسة وأتعلم القرآءة والكتابة
2-بعد تعلّمي القرآءة والكتابة طابقت ما حفظته بما سمعته
3- كان والدي يرحمه الله يقيم لنا أنا وإخوتي وبعض الصبيان من أقاربنا ومعارفنا حلقة يومية بعد صلاة العصر إلى المغرب في مسجد المنطقة ويكافيء الأحسن حفظاً بجوائز مالية أو هدايا ، وكان أحياناً يضربني إن أنا قصرت في الحفظ ، ويحرمني من ما أحب ،، وقد يصل إلى الحرمان من العشاء مثلا...!!!
3-انتقلنا من المكان الذي كنا فيه إلى منطقة أخرى فانقطعت الحلقة ، ولكن أبي استمر معي فترة ولكن حدثت بعض الظروف جعلتنا نتوقف مدة طويلة ثم استأنفنا الحفظ من البداية وأكملنا الحفظ
4- كان أبي (رحمه الله) يسمّع لي صفحة كل يومين ويمنعني من الخروج للعب ( كرة القدم طبعاً ) حتى أسمّع ما عليَّ ، وكان يهتم جداً بمراجعة القديم وإن وجدني أخطات أمرني أن أراجعه ولا آخذ جديداً حتى اتقن القديم ( وهذا الذي أخر ختمي للقرآن )،، وإلا لكنت ختمته في سن قبل هذه
5-كان بين فترة وأخرى يسمع لي ((تسميع قديم)) ما مضى ويضع لذلك مكافأة
أما عن كيفية حفظي:
فإني (على ما أذكر) كنت أنعزل في غرفة هادئة بعيداً عن كل الشواغل أو المؤثرات وأبدأ بحفظ الصفحة ثم أقوم أصلي بها ركعتين ( كان الوالد رحمة الله عليه يأمرني بذلك ويحثني عليه )، ثم أصلي بأمي وأهل بيتي سنّة المغرب أو العشاء إماماً بما حفظت (وذلك بتوجيه من والدي رحمه الله ) وأحياناً كان يجعلني أصلي به السنن الجهرية
وهكذا ختمت القرآن،، وبعد أن ختمته قام يسألني في السور ،ويطلب مني أن أكمل من حيث يأمرني فلم أكن على المستوى الذي يريده، فأمرني بمراجعته كله ثم اختبرني من كل مكان في المصحف وأجازني وأقام لي حفلة جمع إليها كثيراً من المشايخ والأصحاب ،، فكان لها أثر طيب جداً
ولكنني أحب أن أذكر أمراً ...هو أنني لما دخلت المرحلة الإعدادية ودخلت طور المراهقة كنت أوهم أبي أنني أراجع ولكنني لم أكن أفعل وهجرت القرآن 3سنوات (( أرجو من الله أن يعفو عني)) ولكن بعد ذلك رجعت لربي واستغفرته وانكببت على المصحف أراجعه وأنا في الأول الثانوي فختمته مراجعته في شهر ولله الحمد والمنّة، ولا أزال أتعاهده إن شاء الله حتى ألقى الله وفي صدري كتابه وكلامه ...... سبحانه
اما عن موضوع المراجعة فإني أراجع في اليوم جزء من بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس وأصلي به السنن و الصلوات الجهرية ،وقبل أن أرقد أقرأ ما راجعته ثم أنام
أما عن أن الحفظ والمراجعة أكانا يشغلان عن الدراسة؟؟ فوالله الذي لا رب سواه إنما كان معيناً وليس معيقاً ،وكان مدرسيّ يثنون علىّ جداً والحمد لله وكان معدلي في الثانوية العامة 97 % وهذا بفضل الله الذي وفقني لحفظ كتابه فقوّى هذا الحفظُ الذاكرةَ واللغةَ والفهمَ والاستيعابَ علاوة على أنه يزكّي النفس...... وفوائده التي أحس بها وألمسها لا أكاد أحصيها ،،وربما أكتب لكم عنها ،، وأرجو من الله تعالى أن يوفقني للعمل به كما وفقني لحفظه وأن يجزي والدي عني خير الجزاء وأن يكتب ذلك كله في موازين حسناته وأن يجعلني عقب خير له
وأود أن ألفت انتباهكم إلى أن رعاية والدي ووالدتي لم تكن لي فقط
وأنما لي أختان أحداهما اكبر مني والأخرى أصغر مني وكلتاهما تحفظان القرآن ولم يعيقهما القرآن بل هما متفوقتان ولله الحمد والمنّة
أتمنى أن يكون هذا الذي كتبته دافعاً لكل أب وأم ،، فلولا اهتمام الأهل ورعايتهم بعد فضل الله ما كنت لأحفظ كتاب الله ، بل إني أعرف شباباً يتمتعون بذاكرة قوية وقدرة على الحفظ وقدر كبير من الذكاء لا يحفظ إلا المعوذات وقصير السور ...و إلى الله المشتكى
واعذروني على الإطالة فما قصدت إلا الإفادة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
منــــــــــقول...
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة