المــــرأة ..هى المــرأة ..مهما اعتلت من المناصب وبلغت اعلى المراتب تضل حبيسة مشاعرها التى غالــبا ماتهزمها ..وأكثر ما يدمر المرأة الاحساس بالغيرة وهو شعور قاتل اذا كان الامر يتعلق بالزوج ..وهذه إمراة فاضلة لها فى صفحات التاريخ ماضى طيب ولكنها لم تسلم من الغيرة التى أودت بحياتها .
هل تريدون ان تعرفون من هـــــــــــــى ؟؟؟..
انـــــــــها أم خليل المعروفة باسم 'شجرة الدر' ...
وكانت جارية حظية عن الملك الصالح وكان يحبها جداً فأعتقها ثم تزوجها فأنجب منها ولده الصغير 'خليل' ولكنه مات في حياة والده , كانت شجرة الدر لا تفارق الملك الصالح سفراً ولا حضراً وكانت معه أثناء حربه مع الصليبيين في دمياط وكانت تشرف على تطبيبه فعندما مات أدركت خطورة الموقف وخطورة نشر خبر الموت على نفسية الجيوش والأعداء فأخفت موته وأظهرت أنه شديد المرض ومنعت أن يدخل عليه أحد , وبقيت تعلم عنه بعلامته وتوقع المناشير ثم أرسلت إلى كبار الأمراء فأخبرتهم بالأمر فأرسلوا على ولده الأكبر توران شاه.
استمر الحال في الديار المصرية لمدة ثمانين يوماً يخطب لشجرة الدر على المنابر وتضرب السكة باسمها وتوقع على المناشير والأوامر وذلك قبل أن تتزوج من الأمير عز الدين أيبك الذي صار ملكاً على مصر وإنما سكت الناس عن قيامها بالأمر احتراماً لذكرى زوجها وهي لم تكن بالفعل الحاكم في مصر ولكن كون الخطباء يدعون لها على المنابر جعل المؤرخون يظنون أنها كانت الحاكم ولكن هذا لا يليق بالمسلمين أبداً أن يولوا أمرهم امرأة مع وجود النص المانع لذلك من السنة وتوافر الأكفاء لذلك المنصب .
لما تولى الملك المعز الأمر في مصر وتزوج شجرة الدر كان المعز صاحب همة عالية وديانة وصيانة وواجه صعوبات كثيرة داخلية وخارجية ولكنه أقدم على خطوة كان فيها هلاكه من حيث لا يدري أبداً حيث أنه أرسل يخطب ابنه الأمير بدر الدين لؤلؤ أمير الموصل ليس حباً في النساء ولكن لكسب أرض في الشام تخفف من ضغط أمراء الأيوبيين عليه في مصر وهنا ظهرت شجرة الدر مرة أخرى وكانت غائبة طوال الفترة السابقة منذ أن تولى الملك المعز الأمر وقد عادت مرة أخرى للحريم , عندما علمت شجرة الدر أن الملك المعز سوف يتزوج عليها أخذتها غيرة النساء كل مأخذ فأمرت جواريها إذا دخل عليها الملك المعز أن يفتكن به فلما دخل عليها أمسكن به وقمن بضربه بالقباقيب على رأسه حتى مات فلما سمع مماليك الملك المعز الخبر وعرفوا من القاتل لملكهم أمسكوا بشجرة الدر وقتلوها شر قتلة وألقوها على مزبلة غير مستورة العورة بعد الحجاب المنيع والمقام الرفيع وقد علمت على المناشير والتواقيع وخطب الخطباء باسمها وضربت السكة برسمها فذهبت حتف أنفها ونقلتها الغيرة الحمقاء إلى الفعلة النكراء ثم كان مصيرها إلى مزبلة الطريق وكان هذه الشجرة قوية النفس بعيدة الهمة لما علمت أنه قد أحيط بها وأنها مقتولة لا محالة أتلفت شيئاً كثيراً من الجواهر النفيسة كسرتها في الهاون لا لها ولا لغيرها .
هل رأيتن كيـف اودت الغيرة بحياتها ..اذن اياكن والغيرة
المرجع : مفكرة الاسلام
الروابط المفضلة