بعض المجتمعات تصل إلى حد تتحول فيه إلى مستشفى مفتوح للإضطرابات النفسية والعقلية؛ الحروب الأهلية والصراعات القبلية والهجمات الطبيعية والأوبئة والأمية.. تجعل السلوكات أقرب إلى الأعراض المَرضية منها إلى التعاملات الإجتماعية.
للأسف، المغرب، البلد العازم رسميا على إحداث قطيعة مع المظاهر الرجعية سياسيا وثقافيا واقتصاديا، يصر أفراده بشكل غريب على تبني اللغة الفرنسية كلغة للتواصل؛ من اللقاءات بين الجنسين، إلى اجتماعات المسؤولين الكبار، مرورا بمباريات التشغيل في القطاعين الخاص والعام.
بين اللغة والمعرفة
أولا، وقبل كل شيء، يتوجب الوعي بأن هناك فرق شاسع جدا بين اللغة والمعرفة؛ حتى وأن تتقن اللغة الفرنسية بطلاقة، فقد تكون في مستوى ذكاء وخبرة طفل أو مختل فرنسي! لاشيء يجعنا نثق في قدرات شخص يتقن لغة ما، فهذه الأخيرة ليست إلا وسيلة تواصلٍ من الحمير إلى العلماء!
الأساسي هو المعرفة؛ ما تتفوه به إن كان بلغتك أم بلغة مستعمريك القدامى! مِن المخجل والمحرج فعلا أن نضطر إلى تذكير الناس بهذا. والغريب هو تبني لكنة سكان مناطق معينة بفرنسا بشكل مستفز بينما ما يتم قوله لا يعدو أن يكون مجرد تفاهات!
هذا هو حال جل المغاربة على المستوى الرسمي؛ من الفتاة التافهة التي تحاول ترك انطباع بالتحضر أثناء تعرفها إلى شاب، إلى المشغل الغبي الذي يفتش على منمقي الكلام الإستعراضيين عوَض الأدمغة، إلى الأستاذ الدكتاتور الذي يأخذ بالحسبان لغة الإختبار لا مضمونه، وهكذا الأمر مع الصحافي المنافق الذي يغير جلده كلما غير لغة كتابته.. الإجتماعات تصبح سخيفة ومُجهدة كونها بلغة أخرى غير لغة الإبداع والتلقائية.
هذا على افتراض أن من يتحدث لغة أجنبية يتقنها، لكن ليس هذا هو الحال غالبا؛ ما يتم هو ارتكاب مجازر بالجملة للغة الفرنسية، يعتقدون أن البرهنة على مستوى التعلم الرفيع هو تبني لغة التواصل الأسرية داخل البيوت الفرنسية! لاحظ هذا وستجد أن العالَم بأََسره يُركّب عند هؤلاء بمفردات محدودة لا تتعدى ثقافة البيوت والأزقة!
هؤلاء يجعلون بلدهم فرجة للأجانب الذين تعلموا العربية للتخاطب معنا فيردون عليهم بالفرنسية!!
الإعلام وأزمة اللغة
المستفز الأكبر، والمبرهنين علنا وبكل وقاحة على مَرضهم وعدم وطنيتهم، هم المتحكمين في الإعلام؛ عيب وعار على قناة رئيسة أن تخاطب الشعب بلغة الإستعمار الذي قُدمت الأرواح والدماء الزكية للتحرر منه! ومن التافه أن تعلم حجم مشكلة الأمية لتصر على التخاطب بلغة أجنبية، أين ماء الوجه عندما نجد كل قنوات العالم تتحدث لغتها إلا قناة واحدة تسحب البساط التجاري من تحتها بمَرض مسؤوليها (هرب المشاهدين إلى القنوات العربية الفضائية وبالتالي سوق الدعاية لن تصبح لا عربية ولافرنسية)، أين الضمير الوطني بغسلهم لأدمغة الشبان والمراهقين بإيهامهم بأن النجاح هو أن يقدم أي شيء تافه والأهم هو أن يكون بلغة أخرى غير لغة الوطن؟!
الغريب هو أنه عندما يتعلق الأمر بما يعتقدونه فكراً أوفناً، يقدمونه باللغة الفرنسية، ما إن يتعلق الأمر ببرامج البؤس وجمع التبرعات وثقافة الأغوار وفن الأوكار.. هنا فقط يتم الرجوع إلى العربية!
إختبار الطبع والتطبع
ما يحاول أي مَريض أن يقنعنا به عند تبنيه المُضحك للغة الفرنسية، هو أنه أرقى اجتماعيا وثقافيا من أن يشاركنا لغتنا الأم، فقط أغضبه بشيء ما، ناقش معه حقوقك الوطنية في التشغيل، ضعه في بيئة احتفالية أو أحضر له من يعتقد بسيطرتهم من المشعوذين.. وهناك تفرّج؛ أي همجي وأي عروبي (بالمنعنى القدحي وليس الجغرافي) وأي أمي هذا مهما تعلم لغات أخرى…!
عزيز عبو
مقتبس من http://www.ilayka.com/?p=79

للأسف أخي هذا هو حال دول المغرب العربي خاصة منها الجزائر و تونس.

لا يجب ان نطعن في وطنية الشعوب ونشكك في ضمائرهم ونتهمهم بشتى أنواع الاهانات..فقط لأنهم يتكلمون الفرنسية....
قولك... مستشفى مفتوح للإضطرابات النفسية والعقلية؛ أضحوا مجانين!!!!!
وقولك..فهذه الأخيرة ليست إلا وسيلة تواصلٍ من الحمير إلى العلماء!..أتصفهم بالحمير.!!!والفرنسيين الأصليين هم العلماء!!!!!
وقولك....هؤلاء يجعلون بلدهم فرجة للأجانب...الواضح ان معلوماتك السياحية عن المغرب تكاد تكون معدومة...سل هؤولاء الأجانب عن سبب ترددهم الا محدود للمغرب...
وقولك...المستفز الأكبر، والمبرهنين علنا وبكل وقاحة على مَرضهم وعدم وطنيتهم، ...هل تتهم الناس في وطنيتهم لأنهم فتحوا قناة تنقل للعالم الغربي أفكارهم.وسياستهم..وانشغلاتهم بلغة الغرب أنفسهم!!!!!..غريب هذا المنطق...ألم تطلق قناة الجزيرة قناة ناطقة بالانجلزية...لنفس الغرض..والقنوات الروسية أطلقت قناة عربية..حتى أيران أطلقت قناة ناطقة بالعربية لتوصيل فكرهم الظال...
لا تتهم الناس بحجة واهية....كان هناك الكثير من المواضيع التي كان يمكن التحدث فيها عن المغرب..بايجابياتها وسلبياتها..لكن هاته......لا تعدوا تكون ....تفاهات....وأعتذر على الكلمة..
في الحقيقة انا لست مغربية..لكني عربية مسلمة ...لا أحب أن يذكر أخا لي بسوء...
وما بالك...بافتراء...
أخوتنا في المغرب ...من أروع الناس..في كل مجالات الحياة...متمسكين بدينهم... ويتقنون فن المعاملة...وإن رأيت مظهر أو مظهرين هنا وهناك فذلك لان المغرب بلد سياحي إن لم يكن الأكثر سياحة في العالم العربي..فتجد العامة والخاصة..من الناس يتكلمون الفرنسية...بل والاسبانية والانجلزية أيضا..وهذه ميزة لهم وليست عليهم..
كلامي موجه للكاتب وليس لناقل الموضوع..وإن كان لي عليه عتب نقله مثل هذه المواضيع ..التي لا تغني ولا تسمن من جوع...

جزيتي خيرا

شكرا جزيلا أخت نرجس على تدخلك وعلى غيرتك على المغرب..... بلدي وموطني الآن. أنا الناقل والكاتب في نفس الوقت، وغيرتي هي ما دعتني لنشر هذه الفكرة التي أزمتني ولو عايشت ما أعنيه لناديت بصوت أعلى من صوتي.. شكرا، فقط لا تقولينني ما لم أقله.
أولا، المقدمة كانت عامة ولا تخص بلدا بعينه
بالنسبة للعلماء والحمير، فقد قصدت اللغة كوسيلة للتواصل والمختلفة عن المضمون الذي يمثل المعرفة...لم أقصد أبدا التصنيف الذي فهمته
بالنسبة للقنوات، فالدول التي تحدثث عنخا لا تغرق قناتها الرئيسية بلغة غير لغة شعبها. فلمعلومتك، هناك قناتين فقط بالمغرب، واحدة منها فقط رئيسية...هي معروفة فقط شلهديها وانعتينني بعدها بما تريدي
أختي أحب المغاربة كل المسلمين، لكنني أحاول المساهمة في وضع الأصبع على مكمن الخلل.
أخيرا، التواصل هو النقاش الحر ما دمنا لا نسعى إلى خراب
رمضان كريم

جزيتي خيرا

لاحول ولا قوة الابالله

مؤلم ان تكون لغة الوطن هي لغة من استعمره يوم ما!

اشكر لك غيرتك.

اتفق مع الاخ تماما فالهوية المغاربية تاهت باستخدام لغة المستعمر وهى الفرنسية
وحتى الكثير من الامازيغ اصبحوا يقتنوها ويجيدونها اكثر من الامازيغية

واقولها بصراحة فاللغة مع الاسلام شرف وشرف الاسلام هو اللغة العربية
لماذا ننسى النعرات ونتفق ان الأولى هو اللغة العربية لغة القران لغة الاسلام
هى التى يجب ان نتشرف بها وهى الهوية التى من الله بها علينا

فنحن مثلا كمصريين هويتنا هى اللغة القبطية( اللغة المصرية القديمة منذ 7000 سنة)

لكن تركناها بكل حب واخذنا اللغة العربية ولم نجد مصرى وحيد يقول هويتنا ولغتنا القبطية القديمة مع ان بعض كلماتها توجد فى لهجتنا المصرية وتلاحظ فى كلام المصريين بعض عبارات من اللغة القبطية القديمة لكن نسيناها تماما

واصبحت اللغة العربية هى هويتنا وهى تاج رؤسنا وهى شرف لنا

والمغرب العربى فيه الخير الكثير باذن الله ونتمنى ان تكون الهوية والغيرة للغة العربية

الله يعطيك العافيه أختي