ترددت كثيرا قبل أن أكتب هذا الموضوع الحساس الذي تعاني منه المرأة السعودية المغلوبة على أمرها الذي ظنت في زوجها فارس أحلامها الذي سينقذها على فرسه الابيض وسيقدم السعادة لها على طبق من الفضة ويغمرها بالحنان والحب والكلمة الحلوة وهي مستعدة في الوقت نفسه أن تقدم كل ما تملكه لإرضائه بعد رضا الله . ولكن وبعد أيام الزواج الأولى إذا بها تواجه سيلا متدفقا من الأوامر والطلبات من زوجها الذي يغفل عن تقدير قيمة الوقت والجهد والتعب فهو يريدها فتاة حسناء ممشوقة القوام تتزين بأجمل الملابس وأحلى الحلي وأزهى العطور وفي نفس الوقت يريدها طباخة ماهرة لايشق لها غبار تعد عددا من الاصناف وأن تكون ملابسه في غاية النظافة قد كويت كلها شمغا وغترا وثيابا وأن يكون البيت بغرفه وأفنيته يلمع لمعانا وأن يكون الاطفال مهما كان عددهم نظيفين مرتبين قد أكلوا وشربوا ولعبوا . كل هذه الأوامر مطلوبة من الزوجة في وقت واحد دون مساعدة من الزوج المصون . لكم ان تتخيلوا كم هو المجهود الجسمي والنفسي والعقلي الذي تبذله الزوجة للقيام بهذه الأعمال التي تنوء بحملها مؤسسات كاملة . ومع هذا وذاك لا تجد تقديرا ولا ثناء على أي من أعمالها السابقة ولا كلمة حلوة ولا بسمة ناعمة ولا إشادة عابرة بل ما تسمعه المسكينة تهديد بالزواج أو تغزل في ساقطة أو تمني المفارقة والبعد . وإذا طلبت المساعدة أو سألت عن أمر أو ناقشت مواضيع الحياة الزوجية صارت امرأة غير مطيعة كثيرة الطلبات ( دندرتها واجده وحنتها كثيرة ) . وليس لها الحق في طلب الترفيه أو التسلية أو الخروج من البيت فأصحابه في الاستراحة وزملاؤه في المخيم ...
لماذا أيها الزوج الحبيب ؟ ما ذا تعني لك الحياة الزوجية ؟ ما ذا قدمت لهذه الزوجة - الأكل والشرب قد تجد أحسن منه في بيت اهلها - ؟ أترضى هذا لأم اولادك و شريكة حياتك ؟ أترضى أن تعيش أختك بنت أمك وأبيك بهذه الطريقة ؟ ألم يقل الحبيب المصطفى خيركم خيركم لأهله ؟ ألم يكن بأبي هو وأمي دائما في خدمة أهله صلى الله عليه وسلم .
أيتها الزوجة الصابرة آه من الحمل الثقيل على كاهلك ، أتظنين أنك تستطيعين الاستمرار في بناء هذا العش والمحافظة عليه في ظل غياب زوجك
الروابط المفضلة