سونامي شمسي أتى بموجة الحر
المستقبل - الاربعاء 4 آب 2010 - العدد 3731 - الصفحة الأولى - صفحة 1
حذر علماء من وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" من أن الكرة الأرضية قد تتعرض لموجة ساخنة عابرة للفضاء نتيجة لانفجار كبير شهدته الشمس خلال الأيام القليلة الماضية.
ونقلت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية امس عن هؤلاء العلماء قولهم انهم يتوقعون ان تستقبل الكرة الأرضية موجة ساخنة كنتيجة لانفجار شمسي هائل تم رصده قبل أيام. وأن الانفجار الذي حدث في المنطقة المواجهة للأرض أرسل موجة أطلق عليها العلماء اسم "تسونامي شمسي" وامتد لمسافة 93 مليون ميل عبر الفضاء. وذكرت الصحيفة أن عدة أقمار صناعية رصدت الإنفجار الشمسي خلال إجازة نهاية الأسبوع الأخيرة بما فيها قمر تابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وان الإنفجار الذي يماثل حجمه حجم الكرة الأرضية مرتبط بثورات أخرى شهدها سطح الشمس مؤخرا.
ويقول العلماء ان موجة الحر التي صدرت عن الشمس ستصل إلى الأرض وأنها ستؤثر في المجال المغناطيسي للكرة الأرضية. وقال ليون غولوب، من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء إن هذه الموجة "تتجه نحونا مباشرة"، مضيفاً أن الانفجار المتجه نحو الكرة الأرضية "هو الأول من نوعه منذ أمد طويل".
وكان العلماء قد ذكروا أيضا في دراسات سابقة أن هناك نشاطا متوقعا أن يحدث في الشمس عام 2013 من شأنه أن يؤذي الكثير من الأقمار الاصطناعية وقسما من محطات توليد الطاقة وشبكات الاتصالات في شتى أنحاء العالم وخاصة شمال الكرة الأرضية. وذكرت احدى الدراسات ان العلماء يتوقعون أن تصل العواصف الشمسية إلى مجال الكرة الارضية بين عامي 2012 و2013، وفي هذا الإطار يتخوف البعض من كارثة محتملة بأن تعيد هذه العواصف عصرنا الالكتروني إلى العصر الحجري بسبب اعتماد العالم على الأجهزة الالكترونية في الحياة اليومية.
وقال لويس لانريروتي من معهد نيوجرسي للتقنية إن الشمس نجم يمر بدورة نشاط كل 11 أو13 عاما لذلك لا يمكن تحديد الفترة التي ستتعرض لها الأرض للعواصف الشمسية بدقة، لكن مستوى النشاط الشمسي الحالي فيه الكثير من البقع الشمسية الناتجة عن المجال المغناطيسي حول الشمس والذي يؤدي إلى تقلبات فيها ما يدفعها للاقتراب من الأرض. وأضاف لانريروتي إن هناك مخاوف من أن تؤدي الموجة الكهرومغناطيسية المتولدة عن ألسنة العواصف الشمسية إلى الإطاحة بأنظمة الاتصالات بكل أنواعها بسبب تكهرب الأجواء الفضائية بالإضافة لانقطاع عام وعالمي في شبكات الكهرباء.
وقال دانيال بيكر عالم الفضاء من جامعة كولورادو إن الضرر الأكبر من العواصف الشمسية سيلحق بمولدات الطاقة وخاصة الطاقة الكهربائية إذ ان العاصفة الشمسية الكبيرة قد تؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن العالم مدة أسابيع أو حتى أشهر. ولكن هذه المخاوف تبقى مجرد توقعات نحو الأسوأ إذ لم يستطع العلماء حتى الآن معرفة مدى تأثير هذه العواصف الشمسية على غلافنا الجوي، وبحسب وكالة ناسا الأميركية فإن العلماء ينتظرون معرفة درجة الأضرار التي تسببها "التسوناميات الشمسية" على الأرض من المعلومات التي سترد اليهم من سفينة الفضاء المزدوجة، المنطلقة في رحلة "ستيريو" التي تدرس الشمس. وأفادت "ناسا" أن الصور التي التقطتها السفينة المزدوجة قد مكنت العلماء من رؤية التسوناميات الشمسية بشكل ثلاثي الأبعاد، وعليه بات بإمكانهم معرفة سرعاتها وكتلها واتجاهاتها.
ولتوضيح هذا الاختراق العلمي، أشار أنجيلوس فورليداس، عالم الفيزياء الشمسية في مختبر الأبحاث البحرية الأميركي، إلى أنه "قبل رحلة ستيريو المهمة، لم يكن بوسعنا الحصول على معلومات وقياسات للتسوناميات الشمسية، حتى وصولها إلى الأرض. أما الآن فلقد استطعنا رؤيتها منذ خروجها من على سطح الشمس حتى وصولها إلى الأرض، ويمكننا إعادة تمثيل حركتها عبر الصور الثلاثية الأبعاد التي التقطتها المركبة. و"التسوناميات الشمسية"، عبارة عن انفجارات قوية للغاية، تبث أشعة كونية شمسية، من شأنها أن تدخل الغلاف الجوي الأرضي. وأكد الخبراء أن هذه الأشعة تسبب مشاكل تقنية كبيرة، مثل انقطاعات في تيار الكهرباء، وتشويشات في الاتصالات الجوية، وتؤثر في شبكات الهواتف الخلوية، وقد تشكل خطرا على الرحلات إلى الفضاء وروادها.
الروابط المفضلة