الجزيرةنت / يثير اتساع رقعة المقاومة العراقية تساؤلات أميركية ودولية كبيرة إزاء حقيقة الجهات التي تقوم بتنفيذ هذه العمليات, وهل هي فعلا كما تزعم الولايات المتحدة جيوب من البعثيين الموالين للرئيس السابق صدام حسين أم أنها حركات مقاومة فتية بدأت تتشكل ردا على تدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية للعراقيين عقب انهيار حكومة بغداد وحصول الاحتلال على موطئ قدم يرفض التفريط فيه بسهولة.

فالعمليات المتلاحقة التي بدأت تشمل معظم أرجاء الخارطة العراقية -وليس فقط منطقة المثلث السني كما تزعم واشنطن- وما يرتبط بهذه العمليات من كمائن واستهداف لقادة أميركيين بارزين وهجمات مسلحة من جهة, والتكتم الأميركي والبريطاني على الأرقام الحقيقية لضحاياهما من جهة أخرى، تضع علامات استفهام كبيرة إزاء من يقف وراء تلك العمليات.

ولعل المتتبع للشأن العراقي يدرك أن الولايات المتحدة عندما سيطرت على العراق وأعلنت احتلاله عقب سقوط بغداد في التاسع من أبريل/ نيسان الماضي لم تفلح في خلق قنوات تفاهم بناءة مع الشعب العراقي, بل على العكس خلقت عداوات بينها وبين منتسبي أجهزة أمنية وحزبية وعسكرية أمرت بحلها مسببة أكبر نسبة بطالة في العالم.

فعندما قرر الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر حل حزب البعث وجميع الأجهزة الأمنية المرتبطة به, وحل دائرتي المخابرات والاستخبارات العسكرية وأجهزة الأمن الخاص, وحل الجيش والحرس الجمهوري, دون اقتراح بدائل وظيفية لحوالي مليون شخص كانوا يعيلون عوائلهم إبان حكم صدام بواسطة العمل في هذه الجهات, خلق أحقادا خلفت تعهدا من بعض المسؤولين في تلك الجهات بشن عمليات على القوات الأميركية ما لم تعدل عن قرارها.

ومن جهة أخرى يلاحظ أن المواطن العراقي نفسه بدأ يشعر -بعد أن أفاق من صدمة الحرب وهول عمليات "الصدمة والترويع"- بكابوس الاحتلال ويدرك أن ما خفي سيكون أعظم وأن هذا الاحتلال لم يأت لتحقيق أحلام وردية نسجها في مخيلته لغد أبهى وأجمل بعد رحيل صدام وتدفق الثروات على جميع من عانوا من نير حصار اقتصادي استمر أكثر من 12 عاما.

والآن رغم المطالب العراقية برحيل القوات الأميركية والبريطانية فإن تلك القوات أعلنت بصراحة أنها تخطط لوجود طويل المدى في العراق، فبعد يوم من إعلان مسؤولين أميركيين أن تشكيل حكومة عراقية قد يستغرق سنوات مما يستلزم بقاء القوات العسكرية الغازية فوق أراضي العراق، قالت صحيفة "تايمز" اللندنية اليوم إن القوات البريطانية قد تبقى في العراق أربع سنوات، وذلك إذا ما استمرت عمليات المقاومة العراقية.

وتشير الإحصاءات الأميركية الرسمية إلى أن أكثر من 40 جنديا أميركيا قتلوا في هجمات وكمائن منذ بداية مايو/ أيار الماضي كان أغلبهم في بغداد وحول مدن الرمادي والفلوجة وبلد وهو ما تطلق عليه قوات الاحتلال الأميركي اسم المثلث السني في إشارة إلى أن غالبية سكان هذه المناطق هم من العرب السنة
المصدرhttp://www.almokhtsar.com/news/?id=6f3c02c39c6eb084a1ff7618ab480c52&chanel=news&a ction=shownews&newsid=7258&date=18041424