> > السحر الحلال
> >
> >
> >
> > ماذا نصنع والبلاء نازل،،
> >
> > والموت حكم شامل،،
> >
> > فأن لم نعتصم بحبل الصبر،،
> >
> > وان لم نحل السِّحر بالسَّحر فقد اعترضنا على مالك الأمر...
> >
> > هذا ماكان من ابنة عمي حين رزقت طفلة، كأنها البدر في مرآها.. فغمرت الفرحة كل من سمع بها ورآها.. فما تمت الفرحة إلا أن صعقنا بخبر مرضها الغريب من نوعه فقد كانت تشكو من فتحة في رأسها ، تعجب الأطباء من حالتها فهي غريبة ونادرة ، وبعد ذلك الخبر قال الطبيب: لابأس أن تذهبوا بها للمنزل وإن حصل مكروه فأسعفوها إلينا، خرجت الأم وكلها ألم وحزن على طفلتها .. مكثت ذلك اليوم وإلى آذان الفجر، حيث كنت أغط في نوم عميق.. بعد يوم طويل وشاق ، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان!
> >
> > هاتفتني ابنة عمي ، قمت من نومي مذعورة وهي تصرخ لاحول ولا قوة إلا بالله وتكررها و لم أفهم ماتقول لكن لممت أغراضي ونظارتي وهاتفي وأنا أسقط بين خطوة وأخرى من هول ماأصابني ، فإذا بي أرى وكأن مجزرة حصلت في بيتنا ، الدماء انهار جاريه ، منظر يقشعر منه البدن ، لم أعي مايحدث ، لكن ماعلمته أن الطفلة قد انفجر وريد من رأسها حتى تلطخت بالدماء ، فلما تبقى سوى رحمة رب السماء.
> >
> > كانت والدتها في حالٍ يرثى لها من بكاء وعويل وألم لايشعر به إلا من تحرَّق قلبها على فلذة كبدها ، ما رأت طبيباً إلا استشارته ولا خبيراً إلا عرضت حالتها له ، إلى أن وصل بها الحال أن كانت تسمع صوت ابنتها وهي تبكي فتذهب إلى زاوية ذاك الباب وقد أحكم إغلاقه بشدة وهي تصرخ أن أعيدوا لي ابنتي حبيبتي..
> >
> > أخبروها الأطباء أنه لامجال لعلاجها أبدا وقد يستحيل على الطب أن يجد لها علاجاً مناسبا ، فهي إما أن تجرى لها عملية تصاب على إثرها بشلل كُلِّي أو تبقى هكذا إلى أن يتغمدها الله برحمته.
> >
> > حين سمعت والدتها بذلك خرت مغشيا عليها، كيف لا ؟؟!!! وهي تسمع خبراً تدك منه الجبال وتضعف له الحال، وكيف الخلاص وهي ترى قطعة منها تصارع الموت ولكن ليس باليد حيلة، حين أغلقت الأبواب من حولها ،ولم تعد ترى النور في دربها، وحين التحف الكل بلحاف النوم..
> >
> > وأسدل الليل ستاره..
> >
> > وهدأت النفوس..وغارت النجوم..تذكرت أن هناك حي قيوم..فَفُتح لها باب السحر الحلال ..الذي يرفع البلاء ويدفع الشقاء ... إنه الدعاء.
> >
> > نعم إنها سهام الليل والباب الذي لايخذل من طرقه
> >
> > أتهزأ بالدعاء وتزدريـــه وما تدري ماصنع الدعاء
> >
> > سهام الليل لاتخطي ولكن لها أمـــد وللأمد انقضاء
> >
> > فقامت تبتهل إلى المولى القدير ، يا من هو بالإجابة جدير
> >
> > رباه أدعوك فاستجب مني الدعاء
> >
> > واكشف الكرب فقد عمّ البلاء
> >
> > فتقبل ياإلهي عذري
> >
> > واغفر الذنب وسامح من أساء
> >
> > فارحم اللهم طفلي واجبر قلباً
> >
> > بات يدعوك صباحاً ومساءً
> >
> > ياإلهي اشفها وأجب دعوتي
> >
> > ياسميعاً يامجيباً للدعاء
> >
> > (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) حتى نزلت عليها السكينة وشعرت بطمأنينة عجيبة وكأن جبلاً أزيح هم قلبها وما أن طلع الفجر وانتشر الصباح على أرجاء الكون معلناً انبثاق النور ماحيا خلفه كل كدرٍ في الظلام مغمور
> >
> > اتصل بنا رجل نحسبه من الأخيار.. رجل أرسله الله ليفك كربا ويفرج هما
> >
> > فأرشدنا إلى طبيب كتب الله على يديه شفاء الكثيرين وقال: لعل الله كما رزق الطير في السماء ورزق السمك في الماء أن يعجل لكم بهذا الطبيب الشفاء. فحقاً حقا (إني قريبٌ أجيب دعوة الداعي إذا دعان)
> >
> > فأسرعنا إلى ذاك الطبيب وراحة تملأ نفوسنا وسعادة تغمرنا بأن بدل الله حالنا من قانطين إلى راجين لرحمته ومستبشرين بعظيم فضله،
> >
> > أدخلها الطبيب إلى غرفة العمليات حيث أجري لها عملية فأغلق مكان الجرح بقطعة من جلد أخذها من ساعدها ، وبعدها استعادة الطفلة تدريجيا صحتها وهي لم تكمل الشهر السابع منذ ولادتها..
> >
> > أما الآن فأراها أمامي وهي ابنة الأربع سنين ترفل في ثوب من الصحة والعافية من أجمل الأطفال وأذكاهم ...... ليعلم الجميع أنه مهما وصل الطب من تقدم ومهما برع الطبيب في علمه أن وراء كل ذي علم عليم
> >
> > وأن من التجأ بمسبب الأسباب لابد وأن يفتح له الباب..
الروابط المفضلة