الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد

فإن منزلة العلماء والدعاة منزلة عظيمة عظمها الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام

فقد قال تعالى : قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال صلى الله عليه وسلم : إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير

ولكن مما ابتلينا به في هذه الأيام ما يقوم به البعض من انتقاص للعلماء الجلاء والدعاة إلى الله وطلبة العلم إما حقدا عليهم أو كرها لما يحملون أو أنهم أبواق لأصوات غيرهم من العلمانيين او الحاقدين على هذا الدين الحنيف أو لغيرها من الأسباب

ولا زلنا نسمع مرة بعد مرة من هؤلاء السفهاء تنقصا من العلماء والدعاء وهذا ديدن هذه الطائفة منذ أزمنة بعيدة

فهذا فرعون الأكبر ومن سبقه من الطغاة يسفهون الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عبر العصور وقد قال فرعون الأكبر عن موسى عليه السلام : أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين وقال عنه كذلك : إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ، وهذا ديدنهم في كل زمان ومكان يتهمون المصلحين بالفساد والأطماع الشخصية ويدعون الصلاح في تصرفاتهم الهدامة التي تريد هدم الدين عروة عروة

وهاهم كفار قريش يتهمون الرسول صلى الله عليه وسلم بتهم شتى ويفترون عليه أنواع من الافتراءات فقالوا ساحر وقالوا مجنون وقالوا شاعر وقالوا كاهن وقال يريد تسفيههم وقالوا يريد الملك وقالوا كلاما كثيرا عنه عليه الصلاة والسلام

بل وكانوا يتحينون الفرص لكي يقولوا فيه كلمة سوء حتى اتهموه في عرضه عليه الصلاة والسلام واتهموا الطاهرة العفيفة الشريفة الطيبة الصديقة بنت الصديق عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين اتهموها بالزنى وبرأها الله من فوق سبع سماوات

وكذلك يستمر بهم الحال ولا يهنأ لهم طعام أو شراب حتى يقعوا في أعراض العلماء والدعاة وتطول السلسلة كثيرا في تاريخ أمتنا المجيد حتى أتينا هذا العصر ولازالت أفكارهم واحدة وحقدهم على الدين وأهله لم يتغير وسهامهم موجهة إلى كل عالم أو مصلح في بلاد المسلمين

فتكلموا في نوايا الشيخ الجليل مجدد عصره سماحة العالم الجهبذ الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حقدا وحسدا على مكانته بين المسلمين وما يحمله من علم ملأ الدنيا رحمه الله رحمة واسعة

وتكلموا في الشيخ العالم الجليل عبد الله العبد الرحمن الجبرين زورا وبهتانا بأنه يقف خلف من يعادي الدولة السعودية

وتكلموا في الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله والشيخ صالح الفوزان حفظه الله والشيخ سعد الشثري الذي قال كلمة لم يخش في الله لومة لائم بتحريم الاختلاط وإنكاره على الاختلاط في جامعة الملك عبد الله وما سواها من الأماكن

وتكلموا في كثير من الدعاة من امثال الشيخ سفر الحوالي والشيخ محمد العريفي وغيرهم

ولا زالوا يحاولون جاهدين في النيل من الشيخ الفاضل والمربي الناجح فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد الذي تربى في أرض الحرمين المباركة ودخل المملكة قبل ما يقارب خمسا وأربعين سنة لم يخرج منها طيلة هذه الفترة تعلم على أيدي علمائها الأفاضل وتربى ونهل من منهلهم العذب حتى أصبح جل كلامه مستمدا من توجيهاتهم رحم الله من مات منهم وحفظ من بقي على طاعته

يكثر كثيرا في دروسه وخطبه من فتاوى الشيخين عبد العزيز بن باز ومحمد العثيمين رحمهما الله رشحه الشيخ ابن باز لإلقاء درس يشرح فيه كتاب التوحيد في سكن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وكان الشيخ محمد لا يزال طالبا آنذاك بتكليف رسمي من سماحة الشيخ ابن باز ثم لما تخرج عام 1406 تقريبا استلم إمامة وخطابة مسجد زين العابدين وكانت خطبه ومحاضراته يحضرها المئات بل الآلاف وكانت تكتظ الشوارع من حول المسجد بالحاضرين حتى انتقل إلى إمامة وخطابة جامع عمر بن عبد العزيز بالخبر ولا يزال إلى الآن ولكن لأن المسجد الذي يتسع لألفي مصل تقريبا لم يكن ليسع من يحضر لسماع محاضرات الشيخ والاستفادة منها انتقلت المحاضرات لمسجد ابن باز بحي الدانة فمن دروسه وفقه الله الحالية تفسير القرآن الكريم وشرح سنن الترمذي وكان قد شرح كتاب العدة شرح العمدة وكتاب التوحيد ومختصر صحيح البخاري وأكمل تفسير القرآن وأعاده مجددا وفتاوى الإمام أحمد وشروح في اللغة العربية بالإضافة إلى المحاضرات العامة الأسبوعية أو النصف شهرية ومحاضراته الشهرية خارج مدينة الخبر كمدينة جدة وغيرها كثير من الدروس بالإضافة إلى المشاركة في القنوات الفضائية مثل اللقاء الأسبوعي على قناة المجد ( الراصد ) والإشراف على موقع الإسلام على الشبكة العنكبوتية الذي يندرج تحته عدة مواقع مثل الإسلام سؤال وجواب والصوتيات الإسلامية والمختار الإسلامي والإمام عبد العزيز بن باز ورمضانيات وبرنامج الراصد ونبي الإسلام ولا تزال خدمة زاد بفروعها السبعة والتي يشرف عليها الشيخ محمد المنجد بنفسه ترسل للمشتركين ألوانا من الفوائد سواء ما يهم طلبة العلماء أو المربين او المرأة المسلمة وغيرهم من طبقات المجتمع ويشرف عليها الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله

وللشيخ جهود جبارة في الدعوة إلى الله على علم وبصيرة كما انتهج ذلك من مشايخه الكرام امثال الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد العثيمين والشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ عبد الرحمن المحمود والشيخ عبد المحسن الزامل وغيرهم كثير من علماء هذه البلاد الكريمة

ثم يأتي بعض المفسدين في الأرض ليلقوا بالتهم على شيخنا المبارك ويألبوا عليه من يوافقهم على تفكيرهم في الداخل والخارج ويظنون بحماقتهم وسخفهم أن حكام هذه البلاد المباركة وفقهم الله سيصدقون ما يقول هؤلاء الجهال من افتراءات على الشيخ محمد الذي لم يعرف عنه طيلة بقائه على أرض هذه البلاد المباركة ما يسوءه في خلقه ودينه ودروسه وخطبه التي طابعها الاتزان والمعرفة

وآخر ما تطاول عليه من الأقزام أحد الكتاب الذي كتب مقالا يسخر من الشيخ ويصفه ببائع كنافة ويظن أن الشيخ دخل البلاد لأجل الاستثمار وأنه دفع مليون ريال لأجل الاستثمار وما علم هذا المسكين أن الشيخ دخل البلاد وهو دون سن البلوغ مع والده في حكم الملك فيصل طيب الله ثراه ولا يزال منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا يتعلم من هذه البلاد الكريمة وينهل من معين علمائها الأجلاء حتى وثق به العلماء والمسؤولون والحمد لله وبدا منذ سنوات يرد هذا الجميل بالدعوة إلى الله تعالى رغم أنف كل حاقد على الدعوة والدعاة

فسر أيها الشيخ المبارك في طريق من سبق من مشايخك الكرام ولتعلم أن من يحبك ويتعلم منك أكثر بكثير ممن يعاديك ويتنقص منك فلا زال الناس يتابعون ما تقول بشوق ويشربون مما تسقيهم من الكأس التي ورثتها من مشايخك الكرام ولا تجزع بما يتقوله الحاقدون عليك ظلما وبهتانا

فبارك الله يك ونفع بك المسلمين في داخل المملكة وخارجها فقد تعلمنا منك الكثير ولا نزال نتعلم منك ما يقربنا إلى الله تعالى

فجزاك الله عنا خير الجزاء وحفظك من مكر الماكرين الحاقدين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته