السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم اخوتي الكرام سنتناول موضوع وقضية مهمة جدا في حياتنا اليومية والتي
تهمنا جميعا في هذه الحياة التي نعيش
الموضوع هو كيفية ادب الحوار والخلاف مع الاخرين.
مما لاشك فيه اخوتي الاعزاء ان هذا الموضوع من اهم المواضيع على الاطلاق في حواراتنا ونقاشاتنا مع بعضنا او في البيت او في العمل.
أدب الحوار
الحوار كلمة جميلة ورائعة,تدل على التفاهم والتفاوض والاحترام, وقد ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم, قال تعالى: قال له صاحبه وهو يحاوره...]الكهف:37[,
وقال: والله يسمع تحاوركما. ]المجادلة:1[؛يوم أن تحاور عليه الصلاة والسلام مع المرأة الضعيفة المسكينة التي تشكو من زوجها,فسمع الله هذا الحوار – وسع سمعه السموات والأرض جل في علاه- . ونحن بحاجة إلى الحوار؛ ليفهم بعضنا بعضاً, نحاور بعضنا بعضاً, ونتحاور مع الاخرين ,فنتحاور مع أبنائنا: (يابني ) ]لقمان:13[ كما قال لقمان عليه السلام , ونتحاور مع اهل الكتاب (قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سوآء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ) ]آل عمران:64[,ونتحاور مع المشركين : (وإن احد من المشركين استجارك اجره حتى يسمع كلام الله ثم بلغه مامنه) ]التوبة:6[.
وفي هذا المقام نستند الى قول الله عز وجل
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ).
للحوار اهمية كبيرة في المجتمعات للتفاهم بين الناس والشعوب بشرط ان يكون هذا الحوار على اسس قيمة وعلى اساس الحرية والعدل في الطرح والنقاس
و لقد اهتم الإسلام بالحوار اهتماما كبيرا، وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار ، أو الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
بل إن صفة الحوار ، أو الجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت، إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها.
هناك انواع متعددة للحوار
فمنها الحوار العقلاني وهو المبني على اسس قيمة وعلى اسس علمية ناجحة
مبني على عقلية متفتحة . وهذا هو الحوار الجيد والحوار المطلوب.
كذلك هناك الحوار المبني على التشنج والمبني على الصراخ والبعيد عن التفاهم
والاخلاق والادب وهذا الحوار المسمى بالحوار العقيم اي لافائدة منه.
من ادب الحوار:
من اداب الحوار ان ننظر الى الشخص المقابل بكل احترام وتقدير وان لانحكم على هذا الشخص من اول الامر بانه على خطا وبانه لايفيد القضية بشيئ. كذلك يجب علينا تقدير هذا الشخص ولا نقوم بالتحدث معه باستهزاء من شانه ان يتعصب ويتشنج
و يجب ان نحترمه ونقدره ونتعامل معه باسلوب جيد وبتفهم حتى نصل الى نقطة مشتركة نلتقي عليها في الموضوع.
كذلك من ادب الحوار ان نكون هادئين بطرحنا ثابتين باقوالنا وافكارنا التي نؤمن بها
بعيدين كل البعد عن العصبية وعن التشنج ونبتعد كل البعد عن التزمت,كذلك الهدوء
في النقاش والصبر على المحاور والتواضع في هذا النقاش والبعد عن الاستعلاء
والاستكبار.
بل العكس نعطيه فرصة لابداء الراي.
حسن الانصات
من ادب الحوار اخي اختي في الله حسن الستماع والانصات لمن نحاور
فكما نطلب من محاورنا ان يستمع الينا ,ايضا يجب علينا ان نحسن الاستماع والانصات له ونكون هادئين في سماعه.
كذلك اخي اختي الكريمة يجب ان نتعلم حسن النصات والاستماع لمن نحاوره
فكما تطلب من محاورك ان يحسن الانصات , والاستماع اليك – وهو من الادب – فعليك ان تستمع له اذا حاورك ؛لان بعضهم ينقصه حسن الانصات , وحسن الانصات من حسن الخلق,
اخيرا اخواني الكرام
الحوار الصحيح هو الحوار المبني على الايجابية ومبني على الموضوعية
وهذا الحوار يجب ان يرى الحسنات والسيئات لكلا الطرفين,وان يكون هذا الحوار مبني على الصراحة والتفاهم والاحترام,وان يكون حوار صادق وعميق ويعطي للطرفين حرية التعبير والنقاش وابداء الراي .
واخيرا كما قيل الاختلاف لايفسد للود قضية
الروابط المفضلة