:
أختي الغالية
البلاء اختبار عظيم , ولا يكون إلا لمن يعلم الله فيهم قوة الإيمان ,
لأنه عند ضعاف الإيمان يتحول إلى فتنة
ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون .
ولأن الصبر عظيم كان أجره أعظم بل غير محدود ( ولنجزين الصابرين أجرهم بغير حساب )
يصبّر المؤمن نفسه عندما يعلم أن الذي أخذه الله منه هو ملك له أصلا
فالأولاد والمال والصحة كله لله , ءاتمننا عليهم . فإذا أخذهم فهم عارية لله استردها
لو لم يرزقني الله الولد والله لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوني بولد لما استطاعوا
فلله ما أخذ ولله ما أعطى
إن المؤمن يعلم أن الدنيا سجنه , وأنها هي نفسها جنة الكافر
فهو يحرمه في الدنيا الفانية ليؤهله للنعيم الأعظم الذي لا يكون إلا للمؤمنين
لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ماسقى منها كافرا شربة ماء .
يقولون : الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن يكره
ولكنه لا يعطي الآخرة إلا لمن يحب .
يعوض الله المبتلى في الآخرة بنعيم لايدركه البشر
فإّذا غمس غمسة واحدة في أنهار الجنة نسي كل شيء .
أما نعيم الكفار في الدنيا فهو استدراج ليوفي الله إليهم كل شيء في دنياهم . فإذا غمسوا في أنهار الجحيم غمسة واحدة صاح أشدهم نعيما في الدنيا والله مارأيت خيرا ً قط .
اللهم اجعلنا عبيد إحسانك ولا تحملنا مالا طاقة به . وإن ابتليتنا فألهمنا الصبر على القضاء ,
أعانها الله وبرد قلبها وعوضها خيرا مما أخذ .
الروابط المفضلة