بسم الله الرحمن ارحيم
نشأت العديد من الفرق والمذاهب المعاصرة وكل من هذه الفرق والمذاهب قد يكون أصل نشأته في أوروبا والعالم الغربي كالديمقراطية والعلمانية أو بعضها نشأ في العالم الإسلامي كالمرجئة والقدرية والإسماعيلية والشيعة وغيرها من الطوائف الضالة..وقد رأيت أن أتعرض لبعض هذه المذاهب والفرق..لأن كثيرا من الناس قد لا يعلم عنها إلا الاسم..أو قد يعرف عنها معلومات مغلوطة ليست هي الحقيقة..وأسأل الله عزوجل أن يبارك هذا العمل ويجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به..
وقد بدأت هنا بالديمقراطية..وسيأخذ الحديث عنها عدة حلقات..أبين فيه نشأتها وأهدافها وما فيها من السلبيات وحكمها في الشرع وكيفية دخولها للعالم الإسلامي وتمسح كثير من حكام العالم الإسلامي بها..كما أبين الوجه الآخر الدكتاتوري للديمقراطية الغائب عن كثير من الناس..
لم تكن أوروبا تعتقد العقيدة النصرانية الصحيحة التي أنزلها الله على عيسى عليه السلام..
وإنما ظهر رجل يهودي اسمه شاول وسمى نفسه (بولس) وقام بتحريف العقيدة النصرانية وزاد عليها ونقص وانتشرت في اوروبا العقيدة الجديدة المحرفة التي حرفها شاول اليهودي(بولس)..
فتكون من التحريفات التي حرفها شاول (بولس)..اضطهاد للمجتمع الاوربي ..اضطهاد سياسي واضطهاد مالي واضطهاد علمي وغير ذلك..
وقد كانت أوروبا قبل نشأة هذه المذاهب في ظل حكم الكنيسة ..وكانت الكنيسة لا تمتلك رؤية سياسية واضحة ..
بل كانت تؤمن بالعلمانية وينسبون لعيسى عليه السلام القول (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله)..
وكانت الكنيسة مقرة للأباطرة –جمع امبراطور- والحكام الرومان الذين اعتقدوا العقيدة الجديدة عقيدة شاول المسمى بولس.. بل زادت من صلاحياتهم حين أعطتهم الحق الإلهي المقدس حيث اعتبروا أن أوامر الحاكم مثل أوامر الرب جل في علاه..من حيث القداسة ووجوب التنفيذ.. بغض النظر عن صحتها أو عدم صحتها ..
وكانت دول أوروبا تعتمد على الزراعة كمصدر أساسي للنشاط الاقتصادي ..وكان الحكم على صورة الإقطاع وصورته أن تقسم الدولة لعدة مناطق ودوائر ويعين على كل دائر شريف أو نبيل أو رئيس يكون حاكما ومسؤولا عن هذا القطاع أو المنطقة ويعتبر الناس الذين في هذه المنطقة عبيد لهذا النبيل.. وهم يعملون في هذه الدائرة بطريقة الزراعة.. فهم عمال وفي نهاية عملهم يأخذون ما يسد الرمق فقط من الأكل والشرب والمسكن ونحوه..وكانوا يكتفون بأن يأخذوا من رئيس القطاع حاجاتهم الأساسية التي يحتاجونها ولا يتطلعون إلى غير ذلك..
استمر الوضع ..وفي السنوات الأخيرة حصل تحرك في المجتمع الغربي تحرك من ناحيتين:
الناحية الأولى من ناحية أن كثير من الكتاب والمفكرين والعلماء بدأوا يعترضون على بعض آراء الكنيسة وعلى آراء الإقطاعيين الذين يحكمون.. فبدأوا بالاعتراض على تلك الآراء ونبذها ومعارضتها ..
والحقيقة أن من الأسباب وراء ذلك الاعتراض.. تقدم الحضارة الإسلامية في تلك الفترة ووصولها إلى أوروبا عن طريق الأندلس..
ومن ناحية ثانية بدأ تغير في أوروبا حيث.. بدأ التطور وبدأت الاختراعات والتطور الصناعي...الخ
ومن طريق آخر كان الاحتكاك عن طريق العثمانيين عندما دخلوا بالجهاد إلى أوروبا الشرقية وأيضا كان الأباطرة –جمع امبراطور- كانوا يقومون بين فترة وأخرى بتحريض الأوربيين على محاربة المسلمين مما سبب احتكاك دائم بالمسلمين عبر هذه الحملات ..فهذا الضغط الإسلامي..أشعر المفكرين والكتاب بعمق الخطأ الكبير الذي يعيشونه وأعطى الغربيين صورة عن العدل في العالم الإسلامي وعن الأخلاق التي يتمتع بها المسلمون في تلك الفترة والقيم العالية التي يتعاملون ويحكمون بها..
وهنا قد يقول قائل ما دام أنهم احتكوا بالعالم الإسلامي وأعجبوا بأخلاقه وقيمه ومبادئه فلماذا لم يدخلوا في الإسلام؟!..
فأقول في الحقيقة كانت أوروبا والأوربيين عموما ..يعيشون حقد عظيم على المسلمين وهذا الحقد ..تتوراثه الأجيال الأوربية جيل بعد جيل..مما منعهم من الإذعان للإسلام على وجه العموم وإن كان هناك جماعات وأفراد منهم اعتنقوا الإسلام ..ولكنهم عموما يعيشون هذا الحقد الذي يمنعهم من الدخول فيه.. فبدأوا بالاعتراض على الكنيسة..
واستمر هذان التياران –تيار المفكرين المعترضين على الكنيسة والأباطرة وتيار الصناعات الحديثة والتطور الصناعي-..استمرا لسنوات طويلة في اعتراضهم وكان من ثمرات هذين الاتجاهين وجود ثورات متعدد وكان من آخرها الثورة الفرنسية عام 1789 ميلادي وكانت هذه الثورة أول نجاح حقيقي لهذه الثورات..
وقد نظم لهذه الثورة اليهود وقد وجهوها لتضرب أمرين :
الأول.. لتضرب الدين نفسيه فنشأت المذاهب الإلحادية ..بل أصبحوا يفرون من كل شيء إلهي ويبغضون الدين..
الثاني.. وجهوا الضربة لنظام الحكم عند الإقطاعيين.. وهو أن الحكم بهذه الطريقة لا يصلح.. أن يكون هناك حاكم بشكل فردي ويتوارث عن طريق النسب ويعطى الحق الإلهي المقدس فاعترضوا على كل هذا..
مما أثر كل ذلك في وجود الديمقراطية..
وقد ساعد على وجود الديمقراطية التغير والنقلة الهائلة والكبيرة التي حصلت في المجتمع من المجتمع الزراعي التي كانت تعيش عليه أوروبا إلى المجتمع الصناعي وقد استفاد اليهود من هذا التطور الجديد..
كيف استفاد اليهود من هذا التطور؟..
الحقيقة استفادوا منه من عدة جهات..
منها أنهم شجعوا العلماء والمخترعين الجدد بإعطائهم رأس مال على شكل إقراض بفوائد وهم أول من اخترع البنوك الموجودة اليوم فهذه البنوك لم تكن موجودة بشكل منظم كما هو موجود اليوم وإنما نظمها اليهود في نهاية الثورة الفرنسية..
أيضا من ذلك أنهم استطاعوا أن يؤثروا في الناس تأثيرا مباشرا..كيف؟
الناس عندما انتقلوا من المجتمع الزراعي إلى الصناعي لم يكونوا في السابق يفكرون في لقمة العيش والوظائف ونحوها..ولا كانوا يسعون إلى ذلك وإنما كان النبيل أو رئيس القطاع يعطيهم ما يكفيهم وانتهى الأمر..
لكن الآن يجب على كل إنسان أن يبحث عن مصدر من مصادر الرزق وقد كان أكثر الناس لا يعرفون إلا الزراعة.. فلم يكن لديهم من الخبرة ما يؤهلهم لدخول عالم الصناعات-طبعا أغلبهم- مما سبب وجود العطالة والبطالة ..ومع وجود الفراغ النفسي والعاطفي.. مما استطاع معه اليهود أن يوظفوا النساء في غير المجالات اللائقة بهن كنساء.. فأصبحت المرأة ممكن تعمل في مصانع الحديد وتحمل الأثقال وأصبحت المرأة يمكن أن تخرج لتعيش في شقة بعيدا عن أهلها مع عدد من الأفراد-عزوبية- .. فتسبب هذا التطور والنقلة الهائلة في المجتمع الأوربي في انتشار الفساد في ذلك المجتمع ..
فكانت هذه العوامل سببا في نشأة الديمقراطية..
ما هي الديمقراطية؟..
كيف نشأت؟..
هل هي ديمقراطية أم ديكتاتورية !!..
ما حكمها في الشرع؟..
كيف دخلت العالم الإسلامي؟..
الحلقات القادمة إن شاء الله..
رد مع الاستدلال
--
الروابط المفضلة