بسم الله الرحمن الرحيم
عن عائشة رضي الله عنها قالت: تهجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فسمع صوت..فقال: (يا عائشة عباد بن بشر؟)
قالت: نعم ..قال : اللهم اغفر له..
كان شغوفا بقيام الليل حتى أنه ذات مرة جرح ولم يمنعه ذلك من إتمام قيامه..
ولننظر إلى موقفه هذا..
فعن جابر بن عبد الله قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع فأصاب رجلٌ امرأة من المشركين فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا أتى زوجها وكان غائبا فلما أخبر الخبر حلف أنه لا ينتهي حتى يهريق دما في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا.. فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا قال :من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه .. فيبتدر رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقال:كونا بفم الشعب.. - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد نزلوا الشعب من الوادي - فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري-وهو عباد بن بشر- للمهاجري-وهو عمار بن ياسر- أي الليل تحب أن أكفيك أوله أو آخره قال بل اكفني أوله قال: فاضطجع المهاجري فنام وقام الأنصاري يصلي وأتى الرجل فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة القوم –يعني حارسهم- فرماه بسهم فوضعه فيه فانتزعه فوضعه.. وثبت قائما.. ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه.. فانتزعه فوضعه.. وثبت قائما ثم..
وعاد له بالثالث فوضعه فيه.. فنزعه فوضعه.. ثم ركع وسجد ثم أهب صاحبه فقال له اجلس فقد أثبت فوثب.. فلما رآهما الرجل عرف أن قد نذروا به.. فهرب فلما رأى المهاجري مابالأنصاري من الدماء قال سبحان الله ..أفلا أنبهتني أول ما رماك قال كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها فلما تابع علي الرمي ركعت فآذنتك.. وأيم الله لولا أني أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها..
الله أكبر..نعم إنه عباد بن بشر رضي الله تعالى عنه..وصدق فيه قول الشاعر:
عذابه فيك عذب ** وبعده فيك قرب
وأنت عندي كروحي ** بل أنت منها أحب
حسبي من الحب أني ** لما تـحب أحـب
الروابط المفضلة