انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: حين التقيا.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2001
    الموقع
    الإمارات
    الردود
    1,824
    الجنس
    امرأة

    Question حين التقيا.

    جلست الجدة تحكي أقصوصة على حفيداتها اللواتي جلسن متحلّقات حولها، يشيع الدفء في أوصالهن المقرورة.
    قالت الجدة : التقى الحق بالباطل يوماً في قديم الزمان البعيد البعيد. بينما كانا سائرين في الطريق، يبحثان عن الإنسان، هذا لينصره، والآخر ليخذله. وبعد أن سارا في الطريق قليلاً، أقنع الباطل الحق بأن يقتسما الطريق نصفين.
    سوسن : كيف ؟!.
    الجدة : نصفاً يركب الباطل الحق فيه، ونصفاً يركب الحق الباطل فيه.
    روان : لماذا ؟!.
    الجدة : كي يوفّر كلٌّ منهما نصف الطريق راكباً، بدلاً من قطعها كلها ماشياً.
    فاطمة : وهل انطلت الحيلة على الحق ؟!
    الجدة : نعم ,, انطلت الحيلة فأركبه ظهره يقطع به نصف الطريق الأول راكباً. وبعد أن وصلا منتصف الطريق، طلب الحق من الباطل أن يترجّل، ويبدله ظهراً بظهر، فرفض الباطل ما اتفقا عليه.
    سوسن : لماذا ؟!.
    الجدة : لأنه زعم أن رجليه قد خدّرتا من طول ركوب !! وأنه لا يستطيع مواصلة السير مشياً، وكيف به والحق محمول على ظهره ! وطلب الباطل من الحق أن يتّكل على الله، وأن يواصل سيره.
    روان : وهل سكت الحق على ذلك الوضع ؟!.
    الجدة : لا لم يسكت. لقد حاول الحق بالعقل والمنطق .. بالحجة والذكاء أن يقنع الباطل بحقّه، والباطل يتأبّى عليه، ويأبى أن يستمع إلى حججه ومنطقه. عندها حاول الحق بالقوة أن ينزل الباطل من على ظهره، فلم يستطع، فقد كان مجهداً من بعد طول مسير، وكان الباطل قد التصق بظهره التصاق جلده بجسمه.
    فاطمة : سبق السيف العذل.
    الجدة : وتراءى لهم على البعد راعٍ في رأس جبل، فاقترح الباطل على الحق أن يحتكما إليه، وهو راضٍ بحكمه.
    سوسن : وهل قَبِلَ الحق ؟!
    الجدة : نعم قَبِل إلاّ أنّه طلب من الباطل أن ينزل من على ظهره حتى يتمكّن من صعود الجبل، خاصة أنّه مرهق، لا يقوى على الصعود. فأبى الباطل النزول مدّعياً أن الحق ربّما يخذله، إذا كان الحكم في جانبه !! فلم يجد الحق بداً من التحامل على نفسه، وحمل الباطل صعداً إلى رأس الجبل.
    روان : وما الذي حدث مع الراعي ؟!.
    الجدة : لمّا قربا من الراعي، وأصبح على مرمى الصوت منهما، صاح الباطل بأعلى صوته، قائلاً : بالله عليك، من الذي يمشي : الحق أم الباطل ؟!. فصاح الراعي بأعلى صوته – صوتاً ردّدته الروابي والوديان - : الحق هو الذي يمشي .. الحق. فضرب الباطل الحق بقبضة يده في أم رأسه ضربة ، أضاعت ما بقي عنده من صواب : هل سمعت ؟! الحق هو الذي يمشي ,, امشِ إذن ,, امشِ.
    فاطمة : يا لسوء حظّ الحق !!.
    الجدة : ونزل الحق بالباطل الجبل مخذولاً ، والباطل محمول على ظهره. مشى يبحث عن القاضي العدل ، والناصح الأمين.
    ولمّا توقّف القول عن الجدة صِحن بها في صوتٍ واحد : هيه ، وهل وُجد القاضي العدل والناصح الأمين يا جدتي ؟!
    فابتسمت الجدة وهي تهم بالنهوض : لا ، لم يجد الحق القاضي العدل ، والناصح الأمين بعد.
    نظرت البنات إلى بعضهن البعض صامتات، ولسان حالهن يقول : كيف، ولماذا؟!
    سوسن : كم أحقد على الباطل ! سأحاول ما وسعني نصرة الحق.
    فاطمة : هل يعقل أن يبقى الحق دوماً مركوباً، والباطل هو الذي يركبه ؟! هل يعقل ؟!.
    الجدة : ستمر بِكُن التجارب وستعرفن أن الحق ما رُكب إلاّ بعد أن ضيّعه أهله، وتخاذلوا عن نصرته، فلم يجد فيهم القاضي العدل والناصح الأمين.
    روان : ما ضاع حق وراءه مطالب.
    الجدة : اعلمن أن الحق لا يُرْكَب إلاّ إذا كان أعزلاً أو مغفلاً. أمّا الحق المسلّح الذكي فهو الذي يسود ، ويزهق روح الباطل. تسلحن بالحق واصحبنه معكن، ولا تخضعن إلى من يتغزّل بذكاء الباطل ودهائه، ويسخر من سذاجة الحق وغبائه.
    سوسن : للحق صولة ، وللباطل جولة ، وشتّان بين صولة وجولة، شتّان.
    الجدة : والحق أحق أن يتّبع، والباطل أولى أن يحارب وينبذ. فكن مع الحق دون مبالاة. الحرّية حق فلا تتخلين عنها، والعلم حق فاستنرن به، والدين حق فاتبعنه، والله حق فاعبدنه. وحين تطالبن بحقوقكن تذكّرن واجباتكن ،، فلا حق بلا واجب، ولا منحة بلا مقابل.
    روان : يا الله كيف تتداخل الحقوق بالواجبات !!.
    الجدة : لا حقوق للأفراد في القضايا الكبرى والأمور المصيرية، لا حقوق لهم إذا ما انتهكت حمى الوطن، وديست المقدّسات، واعتدي على الأعراض، فهنا لا يبقى إلاّ الجهاد واجباً، وبذل النفس والنفيس ثمناً رخيصاً.
    فاطمة : لهذا عد الجهاد قمة القمم، ورفع الشهداء إلى أعلى علّيين.
    الجدة : لا مكان للأنانية والتخاذل في محراب الحق والواجب، وبئس صرصار قضى الصيف يغنّي، ثم جاء النملة يستجديها قوت شتاء. كن كالنملة دؤوباً، تأخذ من الحياة وتعطيها، لا صرصاراً يأخذ ولا يعطي.
    إن ميزان الحياة أخذ بقدر ما هو عطاء، فكن أنت كريماً، والكرام قليل، واعطِ أكثر ممّا تأخذ، فالمعروف لا يضيع بين الله والنّاس.
    إن كل ما هو عدل وخير وفضيلة وحلال إنما هو حق. وكل ما هو ظلم وشر ورذيلة حرام إنّما هو باطل. فأين أنت ,, أين أنت من هذا وذاك ؟!.
    أرجو ألاّ تنسَ نفسك وأنت في زحمة الحياة، فالباطل كالموت، يبقى يتربص بالإنسان حتى يأخذ منه روحه.
    نحن لا نريد جيلاً بلا روح ,, نريد جيلاً قوياً ونفساً عالية وروحاً واثبة.

    (المرجع : رسالة إلى ولدي / داود سنقرط – بتصرف)
    الصور المرفقة الصور المرفقة  

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الموقع
    في عالم يلتحف النقاء
    الردود
    3,614
    الجنس
    أنثى
    (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)...

    حوار رائع..بوركت أخية....

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2001
    الموقع
    قطر-الرياض
    الردود
    1,519
    الجنس
    امرأة

    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ماشاء الله إختيار موفق يا عزيزتي شمس الضحى ، و بارك الله فيكِ على نقلة ...

    ولكم تحياتي .

    عليك بتقوى الله ان كنت غافلاً يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري فكيف تخاف الفقر و الله رازقاً فقد رزق الطير و الحوت في البحرِ و من ظن أن الرزق يأتي بقوةٍ ما أكل العصفور شيئاً مع النسرِ ابن آدم تزود من التقوى فإنك لا تدري ان جن ليل هل تعيش الى الفجرِ .؟ فكم من صحيح مات من غير علةٍ و كم من سقيم عاش حيناً من الدهرِ و كم من فتىً أمسى وأصبح ضاحكاً و قد نسجت أكفانه وهو لا يدري و كم من عروسٍ زينوها لزوجها و قد قبضت أرواحهما ليلة القدرِ و كم من صغارٍ يرتجى طول عمرهم وقد أدخلت أجسادهم في ظلمة القبرِ ... فمن عاش من الدهر ألفاً و ألفينِ فلابد يوماً أن يصير الى القبـــرِ


مواضيع مشابهه

  1. اذا التقيا بالجنه هل يتزوجان ؟
    بواسطة MiSsQ8 في روضة السعداء
    الردود: 7
    اخر موضوع: 13-02-2003, 06:07 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ