أطلق عليه الاسم الذي تراه أنت مناسباً: صائد الدبابات.. رجل المستحيل.. الجندي المجهول.. البطل، المهم أن النتيجة في النهاية هي أنه هو
محمد عبد العاطي
الذي تذكره أكبر الموسوعات العسكرية العالمية بأنه دمر 23 دبابة 3 مدرعات من جيش العدو الصهيوني، في حرب أكتوبر
ولد محمد عبد العاطي في قرية (فيشة قش) بمحافظة الشرقية عام 1950 وعرف بوجه أسمر ينبئ عن أصالة مصرية، وبعضلات مفتولة تدل على حبه للرياضة، حيث كان يجمع شباب القرية في دورات رياضية لشغل فراغهم وتحولت القرية بفضله إلى قرية أوليمبية تمارس فيها جميع أنواع الرياضة؛ مما أهله بعد ذلك إلىتولي منصب رئيس مجلس إدارة مركز شباب القرية، وكان يتفوق دائما على أقرانه في استعمال البندقية (الرش).
عرفه الجميع بتدينه وسماحته، فلا يحدث بينه وبين أي فرد خلافا، إلا وأنهى الخلاف قبل أن يعود إلى بيته، لذا أحبه الجميع وكانت متعته أن يؤدى خدمات لأهل قريته الذين حتى يتحدثون عنه وعن حبه لقريته ولوطنه.. فهذه سيدة عجوز ساعدها على الحصول على المعاش، وآخر ساعده على العودة إلى وظيفته بعد أن فقدها وغيرها من القصص التي لا تنتهي.
صديق الصاروخ!
التحق عبد العاطي بالقوات المسلحة في 15 نوفمبر 1969 حيث كانت البلاد تمربمرحلة التعبئة العامة استعدادا للمعركة وانضم إلى سلاح الصاعقة، ثم إلىسلاح المدفعية، حيث تخصص في الصواريخ وبالتحديد الصاروخ (فهد)، وكان وقتهامن أحدث الصواريخ التي وصلت إلى الجيش المصري، فقد كانت له قوة تدميرية عالية إلى جانب إمكانية الضرب به من على بعد ثلاثة كيلو متر.
ويحتاج الصاروخ فهد إلى حساسية عالية وسرعة بديهة، لذا أجريت اختباراتعديدة للجنود قبل إلحاقهم بسلاح الصاعقة، ونجح عبد العاطي في تلكالاختبارات إلى جانب نجاحه في أول تجربة رماية في الكيلو 26 بطريق السويس،حيث جاء ترتيبه الأول، ولذا تم اختياره لأول بيان عملي على هذا الصاروخ أمام قائد سلاح المدفعية اللواء سعيد الماهي والتحق بعدها بالفرقة 16 مشاةبمنطقة بلبيس.
وبدأت ساعة الصفر تقترب بالنسبة لعبد العاطي في 28 سبتمبر 1973 حيث طلب منه قائد كتيبته المقدم عبد الجابر أحمد أن يذهب في إجازة 48 ساعة ثم يعودليبدأ الاستعداد ليوم السادس من أكتوبر، حيث بدأوا بالتقدم على مقربة من لقناة وبعد الضربة الجوية قاموا بعبور الضفة الشرقية للقناة وتمكنوا من الوصول إلى الطريق الإسفلتي العرضي من القنطرة إلى عيون موسي بمحاذاة القناة بعمق 70 كم في اليوم الأول من المعركة.
الرصيد 23 دبابة و3 مدرعات!
وفي يوم 8 أكتوبر، أو "يوم عبد العاطي" حيث بدأ رجال الجيش البواسل بالتقدم لمباغتة العدو الذي بدأ التحرك للرد، فقرر العميد عادل يسرى قائدلواء النصر دفع أربعة أطقم في اتجاه الشمال الشرقي لتأمين دخول قواتالمشاة وسد الطريق أمام أية قوة مدرعة تحاول الهجوم من هذا الاتجاه.
وقام المصريون باحتلال موقع منخفض لا يصلح للتصويب من خلاله، حيث كانت قوات العدو تتقدم بكثافة وتقوم بأسلوب الضرب للمسح العشوائي حتى تجبر أيقوة على التراجع، ورغم صعوبة المكان أمام أي مصوب، نجح عبد العاطي في إطلاق أول قذيفة وأصاب أول دبابة وقام زميله بيومي بإصابة دبابة أخرى، وفي خلال نصف ساعة كان رصيد عبد العاطي 13 دبابة وبيومي 7 دبابات، ومع تلك الخسائر تراجعت القوات الصهيونيه واحتلت القوات المصرية أعلى الجبل.
وفي اليوم التالي، "يوم عبد العاطي" من جديد، قام رجال الصاعقة بشن هجوم جديد على الطريق الإسفلتي ونجح عبد العاطي في تدمير 17 دبابة وفي اليوم الثالث10 أكتوبر، فوجئ عبد العاطي باستغاثة من القائد أحمد أبو علم قائدالكتيبة 34، حيث هاجم الصهاينة بثلاث دبابات، وتمكنوا من اختراق الكتيبة،فقام عبد العاطي بضرب الثلاث دبابات وتدميرها ليصبح رصيده 23 دبابة و3مدرعات.
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى
ومن المواقف التي يرويها عبد العاطي عن الحرب، ذلك الموقف الذي تجلى فيهنصر الله والذي حدث في يوم 13 رمضان فيقول كما صرح لصحف عديدة: "كان هناك مجنزرة (مدرعة) تحمل 30 جندياً إسرائيلياً..
وكنت أحاول ساعتها أنا آخذ قسطاً ضئيلاً من النوم؛ فأيقظني زملائي وقمت بالتصويب نحوها وحدث شيء غريب فقد أنطلق الصاروخ عكس اتجاه المجنزرة وهويسير بسرعة 120 متر في الثانية، وفقدت الأمل في إصابة الهدف، إلا أنالصاروخ وبصورة مفاجئة تغير اتجاهه وأصاب المجنزرة ودمرها وما زلت حائراحتى الآن في كيف حدث ذلك.. إنه نصر الله.. وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي".
حلال العقد!
ويحكي أبنه أحمد الطالب بالسنة الرابعة بكلية الشرطة عن عمل أبيه بعدالحرب: "بعد النصر، كان عمل أبي بالإدارة الزراعية، وكان دائم الارتباطبالفلاحين، وكان يعشق تراب هذه البلد ولا يتوانى عن خدمة من يحتاج إليه،وكان يختفي بالأيام ثم يظهر محملا بالأوراق فهذا لتخليص معاش طارئ وهذاإعانة لمركز شباب القرية".
ويكمل أحمد: "كان أبي لا ييأس من اعتذارات بعض المسئولين، فقد كان يطرق أبوابهم عدة مرات حتى ينهي أي تعثر، وكان دائما ما يقول: عاملوا الناس بأخلاقكم لا أخلاقهم،
وفاته
توفى البطل فى التاسع من ديسمبر عام 2001 بعد اصابته بغيبوبة الكبد ( هزم الدبابات و هزمته البلهارسيا )
__________________
الروابط المفضلة