بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
أتيحت لى فرصه الجلوس مع والد أحد أصدقائى الغاليين فى جلسه كان من المفترض أن تكون خطبه لأحد مشايخنا الكبار هنا فى مصر .....ولكن لظروف ما لم يحضر الشيخ وجلسنا مع والد صديقنا هذا وقليل من الضيوف ......
هذا الرجل مما يخدم الدين من الناحيه التبليغيه الدعويه فهو يشغل أكثر من منصب فى مدينتنا واهل بالعلم ونحسبه عند الله من الأخيار.....حيث أنه سافر على مدار أكثر من ثلاثين عام الى عشرات البلدان فى العالم ........فبدأ يحكى لنا عن خبراته الكثيره العمليه ودروس الحياه وعبرها .......لكنى توقفت عند قصه له والله أثرت فى تأثير كبير .....
فى التسعينات أراد هذا الشيخ الكريم السفر الى روسيا مع مجموعته من الاخوه فى سبيل الله ......ولكنه لم يكن يمتلك ثمن السفر ......والأخوه عزموا على السفر وهو نادرا ما يتخلف عنهم .......بحكم كونه الرئيس
يقول الشيخ أنه ظل بضعه أيامافى خشوع ودعاء وصلاه ..وفى ليله أخذ يدعو الله وهو يصلى ....اللهم أجعلنى معهم اللهم ارزقنى .....يسرها ......فسمعته زوجته أم صديقى فقالت له
خيرا زوجى العزيز ما يشغلك ..بماذا تدعو بهذا الخضوع والبكاء .......
فقال : لا شئ ......أريد فقط أن أسافر
فقالت ولما لا تسافر
فقال :أريد أن أسافر الى روسيا
ولما لا تسافر زوجى العزيز الى روسيا
لا يوجد معى مال يا ام عبد الله
قالت :قم يا أبا عبد الله يوجد مال والله
فيقول لنا فقمت فى لحظه وانا أقول .....مال (فلوس) ومن أين اامال
قالت (باللهجه المصريه):أنا موش عايزه الثلاجه ...بيعها
بتقولى ايه يا ام عبد الله .تلاجة ايه ..فى واحده تستغنى عن الثلاجه
يل سيدى والله موش عايزاها .....ياعنى هما ماتو زمان من قلة التلاجات
يقول شيخنا الكريم ويشاء الله أن يكون لهم أخ يجهز للزواج ويبحث عن ثلاجه((طالعه من بيت))
فذهب اليه وأخبره أن يأتى ليأخذها ويذهب الى محل ثلاجات ليقيم سعرها..............
أعطاه الرجل750 جنيه فى الثلاجه
يقول كان معى 250 ج .
وبعدها جرى على مجموعته وهو يقول ان شاء الله على روسيا رايحيين
ثم أخذ يحكى لنا عن توفيق الله لهم بداية من السفاره السفاره مرومرا بالمواقف والفتن فى هذه الرحله الطويله ........,
لمن يسأل ألف جنيه فقط ...... السفر كان من مصر لروسيا ((((برى)))) .......
ولكن موقف هذه الزوجه العظيمه وقفت أمامه طوال الليل أفكر فى كيف وصلت هذه المرأه لهذا المقام ....
وطبعا مادامت طلبت بيع الثلاجه .......لا داع للكلام عن باقى رفاهيات الحياه ........فلم يمكنى حيائى أن أسأله
عن ماذا باعت من قبل ............أو الكلام على الصبر على تحمل غياب الزوج أياما ......
أين أخواتنا من هذه الزوجه التى لا أجد لها اسما الا زوجه داعيه .......حفيدة خديجه وعاءشه وفاطمه .....
هذه السيده العظيمه.هى تعمل أيضا فى الدعوه هنا فى مدينتنا وتلقى دروس أسبوعيه ولها تأثير كبير فى أخواتنا هنا .....فطبعا والله فلا يسلك هذا الطريق الا أناس ثبتت عندهم العقيده وتأصلت .........
(واللذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقو مما رزقناهم سرا وعلانيه أولئك لهم عقبى الدار* جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ) الرعد( 21و22)
واذا ظن أحدا اخوانى أن هذه العائله تعيش حياه صعبه .....فقد أنعم الله عليهم بنعم كثيره وبارك الله لهم فى أولادهم بركه كبيره ........
حكيت هذه القصه هنا لأخواتى ......فلم يتأثروا بها وقالوا عادى فكل الزوجات يضحون من أجل أزواجهم ...ولذلك قصصت عليكم هذه القصه لأعرف هل هذا فعلا سلوك أمهاتنا وأخواتنا .........
فلم أرى أحد قى بلادنا تنازل عن شئ يحتاج اليه فى سبيل الله .....
مع الاعتذار لأختنا زوجه داعيه على استخدام اسمها فى القصه .........فلم أجد أسما أكثر تعبيرا منه.
الروابط المفضلة