هل دموعنا تكفي لحل مشاكلنا ...

كثيرا ما نمر بمواقف وحوادث مؤلمة .. تتحدر معها الدمعات الحارقة ..
وتبقى العيون بدموعها ليالي ساهرة .. يتألم القلب برغم أنها ماء .. وتحترق المشاعر بحرارتها .. وهكذا تحكي الدموع عن حالنا ..

ونبقى ننتظر أمل قريب .. ونور يزيل ظلامها .. وكأننا أرض جدباء تنتظر قطرات المطر ولو قلت .. ولو بعد طول غياب .. لعل الحياة تعود من جديد ...

ولكن .. هل تكفي تلك الدموع لحل مشاكلنا .. أم لابد من مواجتها..بخطوات واثقة .. وقرارات حكيمة .. نستشير فيها أهل الحل والعقد مما نراهم نبراسا نستضيئ به .. بعد الله .. لعل تكون دموعا تحيي القلب بالسعادة .. كقطرات المطر .. بعد طول انتظار ..

تنوعت دموعنا ..

دمعة تظن أننا ظلمنا ... ولكن قد تكون تلك الدموع سببها والدة محبة أو أب عطوف أو أخت مشفقة .. فلنقبلها ولنرضى بصدر محب حنون .. قسى علينا خوفا علينا ومحبة لنا ..

ودمعة تحدرت بنار الظلم من غيرنا .. ولكن حسبنا ربنا ونعم الوكيل ..

قد تقوى بعض النفوس على التحمل والثبات وهذه من صفات المؤمن .. ودموعنا المظلومة تنتظر الأمل في يوم العدل .. من خالقها الذي عنده تجتمع الخصوم .. لقد حرم الله الظلم على نفسه .. وجعله بيننا محرما ..

وقد تكون دمعة بكت من خشية الله فما أعظمها من دمعة عانقت عنان السماء .. رافقتها دعوة في جوف الليل المظلم .. او في جلسة خلوة ففاضت العينان بذكر الله .. أزالت الهم وزاد بها القرب من الله .

كم هي الدموع في حياتنا ... فهل تكفي لحل مشاكلنا .. وهل وعينا فعلا .. لماذا العين تدمع ؟

نعمة من ربنا ان منحنا هذه الدموع لتخفف ما نعانيه من كرب وشدة .. فنذرف الدمعة الضعيفة من عين مبصر وأعمى لتكون مفتاح السعادة .. متى وعينا حقيقتها ..