السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي في الله
إن الإيمان معناه أن تعبد الله على نورمنه ترجو ثواب الله وتخاف عقابه
الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان
يزيد بالطاعه وينقص بالمعصيه.
فإليكم ثمرات الإيمان وآثاره الطيبه وعواقبه الحميده في الدنيا والآخره
حب الله لأهل الإيمان
(يأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)
وفي الحديث( إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولايطي الإيمان إلامن يحب
رواه الحاكم عن ابن مسعود
فخير وصية لك أن تحب الله بكل قلبك ، فكيف لاتحب الله
ومامن طرفة عين إلا وله عليك نعمة وفضل
وكل شيءقد تكون مبالغا في حبه إلا الله
فإنك مهما أحببته فإنك لاتزال مقصرا في حبه
والعجيب أنك إذا أحببته أحبك ، فإن تقربت منه شبرا تقرب منك ذراعا
وهو مع هذا كله أغنى ما يكون عنك
رضا الله عن أهل الإيمان
يقول تعالى عنهم { رضِى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لِمن خشى ربه}
فأعز شيء في هذه الدنيا وأعظمه رضا الله عن العبد ،
وإذا رضي الله عن العبد أسعده وأرضاه وثبت قلبه على الصراط المستقيم ،
ويسر له الخير حيث كان وأينما كان
أن لهم الأمن التام
فإذا كمل توحيد العبد فإنه لا يخاف شيئا سوى الله ففي الصحيح عن جابر قال :
كنا إذا سافرناتركنا أفضل ظل للنبي صلى الله عليه وسلم فرأينا دوحه عظيمه فتركناها له
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
فنزل تحتها وعلق سيفه بها وجاءه أعرابي فاخترط السيف وقال يا محمد من يمنعك مني ؟
قال : الله فسقط السيف من يده وأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: من يمنعك مني ؟
قال: كن خيرآخذ فعفا عنه
وهذا يدل على كمال توحيده عليه الصلاة والسلام
ولن يخيب عبد تعلق قلبه بالله ولو كادته السموات والأرض إلا جعل الله له من بين أطباقهن فرجا
وقال تعالى { أفمن يلقى في النار خير’ أم من يأتي ءامنا يوم القيامه اعملوا ما شًتم}
ثبات القلوب
فمن أعظم المصائب تقلب القلوب عن طاعة الله
قال تعالى { يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخره}
فأهل الإيمان أهل ثبات ويقين لا تضرهم الفتن مهما عظمت
ولا تقلبهم المحن مهما اشتدت لأنهم تمسكوا بحبل الله المتين
الهدايه والرحمه
قال تعالى { ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه}
أي الهدايه التامه في كل أحوالهم وفي جميع شئونهم
الهدايه التي لا ضلال معها
لذة الطاعه وحلاوة الماجاة
ففي الحديث (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا)رواه مسلم ]
فأخبر أن للإيمان طعما ، فثمرة الرضا ذوق طعم الإيمان قال ابن القيم :
هذا الحديث عليه مدار مقامات الدين وتضمن الرضا بالربوبيه والألوهيه لله سبحانه
والرضا بالرسول والانقياد له والرضا بدينه والتسليم له
ومن اجتمعت له هذه الطرق الأربعه فهو الصديق حقا
أن الله يدفع عن أهله كل مكروه
يقول تعالى { إن الله يدافع عن الذين ءامنوا }
يقول السعدي رحمه اله : وهذا إخبار ووعد وبشاره للمؤمنين
أن الله يدافع عنهم وذلك بسب إيمانهم كل شر من شرور الكفار
وشرور الوسوسه وشرور النفس والسيئات
ويخفف عنهم المكاره غاية التخفيف
إذا كان على طاعه دعته أخرى إليها
وذلك بإن يشرح الله صدره وييسر أمره ويكون سببا للتوفيق لعمل
آخر فيزداد بها عمل المؤمن قال تعالى
{ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى}
أي فلا زال ميسرا للخير والطاعات
أن الله يحيي به قلب العبد
فتصبح أشجانه وأحزانه كلها لله ولللآخره فمن يؤمن بالله يكن للآخره ذاكرا وكثير التعلق بها وكلما جاءته طاعه نظر إلى عواقبها الحميده يوم القيامه
فإذا صلى ركعتين وأحس بفتور تذكر أنه سوف يفرح بهما في قبره يوم القيامه
فدعاه ذلك التذكر
إلى حسن العباده و الإكثار منها
استغفار الملائكه للمؤمن
يقول تعالى {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين ءامنوا}
وهذا من أعظم فوائد الإيمان
عدم تسلط الشياطين على المؤمن
قال تعالى { إنه ليس له سلطان على الذين ءامنوا وعلى ربهم يتوكلون }
فأخبر سبحانه في كتابه أن أعظم سبب في دفع شر الشيطان الاستعاذه بالله منه
وبين أيضا أن هناك سببا أقوى في دفعه
وهو التحلي بالإيمان والتوكل .
وبعد أن عرفنا ثمرات الإئمان وفضائله فالنعلم أننا في زمان فاسد قد تفنن فيه شياطين الإنس
والجن بمداخل وأساليب خفيه لا نكاد نشعر بها وقد ورد أنه في آخر الزمان أن الرجل
يصبح مؤمنا ويمسي كافرا والعكس ، وقد تداخلت حدود الإيمان والكفر وخفيت على
كثير من الناس . فمن كمل إيمانه وخلص من الشرك فله الأمن التام والهدايه التامه
في الدنيا والآخره وحصل على جميع فضائل الإيمان
أسأل الله أن يذيقني واياكم حلاوة الإيمان ولذة الماجاه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتيب ثمرات الإيمان لعبد الرحمن اليحيى
الروابط المفضلة