واشنطن– أ ف ب – إسلام أون لاين.نت/ 16-4-2003


متظاهرون أمريكيون ينددون بالحرب في العراق

"لا أستطيع أن أقتطع من أموالي وأموال عائلتي لأعطيها لأناس يستخدمونها في قتل الآخرين فذلك لا يريح ضميري".. بهذه الكلمات بدأ أحد النشطاء الأمريكيين في حقوق الإنسان رسالته التي وجهها إلى دائرة الضرائب الأمريكية.

وقال بيل رامزي في سانت لويس بميسوري في رسالته التي تلقت وكالة الأنباء الفرنسية نسخة منها الثلاثاء 16-4-2003: إنه يرفض دفع الضرائب "بسبب الحرب المرعبة والوحشية التي تشنها الولايات المتحدة على العراق".

وأضاف: "بسبب معارضتي القوية للقتل لا أستطيع أن أدفع للجيش بكل صدر رحب. أعتقد أن قتل الناس عمل كريه أخلاقيا، ولا أومن بأن مثل هذه الأعمال تحميني أو تحل المشاكل سواء كانت دولية أو داخلية".

ويأتي موقف رامزي كغيره من آلاف الرافضين لدفع ضرائب الحرب، واختار دفع تلك الأموال لخدمة أهداف سلمية.

وقال رامزي لوكالة الأنباء الفرنسية: إن ما بين 4 و6 آلاف مواطن أمريكي سيرفضون دفع الضرائب هذا العام، مقارنة مع حوالي 20 ألفا أثناء حرب فيتنام.

الأموال للمنظمات الإنسانية

وعلى هذا الأساس قام رامزي بإعادة تحويل 1700 دولار من أموال الضرائب المستحقة عليه إلى منظمات للمساعدة الإنسانية.

ويرفض رامزي دفع الضرائب منذ قصف مدينتي هايفونج وهانوي الفيتناميتين في ليلة رأس السنة الميلادية عام 1972 الذي أدى إلى مقتل أكثر من 1500 مدني فيتنامي.

وقال: إن "الناس أعطوني الأموال لأكون ناشطا في قضايا حقوق الإنسان، وليس لدي الحق لأن أعطي تلك الأموال لوزارة الدفاع (البنتاجون)".

في الوقت نفسه قال إيد هيدمان مؤلف كتاب "رفض دفع الضرائب دليل على رفض دفع الأموال للجيش": "إنه يرفض دفع الضرائب منذ 32 عامًا"، مشيرًا إلى أنه من الصعب الحصول على إحصاءات لهذا النوع من العصيان المدني؛ لأن دائرة الضرائب "لا تريد أن تعترف بهذه الحركة".

وقال بروس فريدلاند المتحدث باسم دائرة الضرائب لوكالة الأنباء الفرنسية: "نحن لا نحتفظ بمثل هذه الإحصاءات".

وترى رابطة رافضي دفع الضرائب بسبب الحرب أن 47% من الضرائب تستخدم لتغطية الحروب السابقة والحالية والمقبلة، وتضاف إلى الأموال المخصصة لوزارة الدفاع والحصص العسكرية من قطاعات الميزانية الأخرى.

ويبلغ الإنفاق العسكري في الولايات المتحدة 804 مليارات دولار، بالإضافة إلى 80 مليار دولار أقرها الكونجرس السبت 12-4-2003 لتغطية نفقات الأشهر الستة الأولى من الحرب على العراق وتبعاتها.

"لسنا بحاجة لمهووسين"

في السياق نفسه وقفت المدرسة المتقاعدة كلوي جيامباولو أمام مكاتب الضرائب الثلاثاء 15-4-2003 برفقة مجموعة صغيرة من المعادين للحرب للاحتجاج على استخدام أموال الضرائب لتمويل الحرب الماضية والحالية والمقبلة.

وقالت جيامباولو – 65 عاما - التي بلغت الضرائب المستحقة عليها هذا العام 800 دولار: "لن أقف مكتوفة الأيدي. نحن بحاجة إلى قادة. لسنا بحاجة إلى مهووسين كما هو الحال الآن"، مضيفة أنها مستعدة لدخول السجن من أجل موقفها ضد الحرب.

وينص القانون الأمريكي على تجريم رافضي دفع الضرائب، وغالبا ما ينتهي الأمر بهؤلاء إلى ما وراء القضبان.