فساد الإعلام وكساد الأقلام
قال تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”..
-هي حرب ضروس استعملت فيها أسلحة الأزرار والتقنيات الحديثة .
-هي حرب هوجاء لا غبار فيها ولا نار ولا خشخشة السلاح.
-هي حرب باردة تبعث سموم قاتلة ونيران ملتهبة.
-هي حرب تحريض وزرع الفتن بين الناس.
-هي حرب نفسية وإفساد للقيم الإنسانية.
-هي حرب تميز فيها المتخلق من دونه.
*أخواتي الكريمات :إن المتأمل في الإعلام العربي اليوم يدرك أن الخطب جلل والوضع جد خطير
الإعلام اليوم أصبح وسيلة تدمير وتخريب وإفساد وزرع الشحناء والعداء والبغضاء بين الشعوب سواء الغربية أم العربية .
نحن اليوم لا نتكلم عن الإعلام الغربي لأن مهم صدر منه فليس ذالك بغريب . ليس بعد الكفر ذنب .
لكن العيب والعار والخزي والشنار ما نراه من بعض الإعلام العربي الذي صار دمية تحركها أيادي عابثة وخفية لكن مهم خفت الكل يعرف تلكم اليد النجسة
والعجب أن يقع الإعلام في تلكم اللعبة فهذا ما يندى له الجبين وهنا يمكن أن نحكم عليه بأنه إعلام فاشل يدمر ويفسد ووجوده لا قيمة له فليرفع الراية البيضاء ولينسحب ويسحب ملفاته ليقول هاكم استقالتي أنا فاشل وأنا وبال على الأمة لعله يريح ضميره ويرتاح عندما لا يستطيع أن يوصل رسالة مشرفة بالصوت والصورة المعبرة عن فكر الشعب وبالتالي هوية وطنه ليسمو بين الأمم
وهناك من يجلد ظهره بتشويه قيمه والاتخاذ من السب والشتم وزرع البغضاء والشحناء وحب الانتقام بين المسلمين وبين الأشقاء صفقة رابحة لنيل مآرب عدة
وهذا ليس بغريب عن إعلام فاشل خاوي من مقومات إسلامية وثوابت أخلاقية, أن ينشر الفساد وما حرم الله ولا يراعي في بني جلدته حرمة ولا البيئة العربية قبل ما نتحدث عن البيئة الإسلامية لأن كثير من الإعلام العربي لا يراعي هذا الجانب مطلقا بل هو حرب على الإسلام والمسلمين
في هذه الظروف تنعدم الإستراتيجية وتكون السياسة الإعلامية
للسلطة والمدح وكذلك الترفيهوالتسطيح وإفراغ القضايا من محتواها
الحقيقي
ويجب أن نعلم ونعي جيدا أن فساد الإعلام يعني فساد الأمة، جملة تحمل
معاني كثيرة وتشير إلى شلل أو فساد قطاعاستراتيجي في المجتمع وهو
قطاع الإعلام.
وليس من شك في أن الخطورة الكبرى للإعلام لا تكون بقدر ما تكون
الأثر السيئ والبالغ السوء - حين يتخذ الإعلام وجهة غير بناءة، أو
وجهة متجردة من المثل والقيم العليا. وهو ما نشهده في بعض
المجتمعات العربية والإسلامية للأسف
ولا شك أن الإعلام إذا استكمل مقوماته ووسائله الصحيحة وأحسن
استخدامه وتوجيهه في مجتمع ما، كان قوة دافعة كبرى للبناء والتطور
والنهوض بالمجتمع. والتآلف والوحدة بين الشعوب والأمم
وقد يعمي التعصب بعض الأبصار أو بعض البصائر فتعمد إلى إدانة
التغطية الإعلامية لبعض القضايا لمصلحة ضيقة على حساب المبدأ
والفضيلة. وقد يرى البعض في الإعلام مجرد مطية تمتطى لتحقيق
المآرب. فكم من مسئول فاشل التدبير سيء السمعة يلجأ إلى الإعلام
المأجور للبحث عن سمعة مصطنعة لا تقوى على تضليل الرأي العام
مهما حاول الإعلام المأجور تلميعها. ومن دأب وعادة المعتمدين على
الإعلام المأجور للتغطية عن عيوبهم وفشلهم وتحويلهما إلى بطولات
وأمجاد أو على الأقل طمرهما التقزز من الإعلام النزيه ، والتشكيك في
مصداقيته ، واتهام الأقلام البعيدة عن المحاباة والتملق بالعدوان
والوقاحة
وهناك جانب آخر من الإعلام وهو الإعلام المكتوب
هذا الأخير فيه شر مستطير وسم تنفثه أقلام مكدسة بالأطنان
تنتظر إشارة الانطلاق لتتسابق في شن حملات السب والشتم وزراعة
قنابل الغضب وثوران الشعوب أي أقلام هذه سحقا لها بل تستحق أن
تكسر وترمى في سلة النسيان ولا يلقى لها بال لأنها كانت معاول هدام
لوحدة الأمة وزرع الفتنة وزيادة الصدع في جدار الوحدة
القلم وما أدراكم ما القلم به اقسم رب العزة وقال جلا من قائل : (نون
والقلم وما يسطرون)
وما أروع ما قال الشيخ عائض القرني تغنيا به في سرد جميل وطويل
اختصرت منه فقرة وجيزة وفيها كانت البلاغة الكبيرة
يا أيها الذي جمع الحكم، أما سمعت (نون والقلم)، إن القلم شأنه عجيب،
ونبأه غريب،نحيف الجسم، عظيم الاسم، جميل الرسم، إن خطا في
القرطاس، أنصت له الناس، بالقلمتجهز الجنود، وترفع البنود، وتوثق
العقود، وتحل العهود، بحروفه تقضي المحاكم، وتردالمظالم، وتقطع
الجماجم، وتعقد المواسم، ان غضب فجر الدماء، وأباد الأحياء، وأشعل
حربا شعواء، وإن رضي منح المواهب، وأعطى الرغائب، وأهدى
المناصب، من حروفه يجنىالعسل، وتسل الأسل، إن شاء فمداده سم
الحيات، وأم النكبات، وسبب البلايا الموجعات
انتهى كلامه
أيها الإعلام.... الأمة تحتاج منك كلمة حق وعدل وإنصاف وتنتظر منك
دورا فعالا في توحيد الأمة فهل تستطيع أن تكون بطل الأسطورة ؟؟؟
أخواتي الكريمات :إن القرآن الكريم أمر المسلمين على تباعد ديارهم،
وتعدد أجناسهم، واختلاف ألسنتهميكونوا كتلة واحدة أمة ملتحمة
الأجزاء، قوية العقيدة، متينة الروابط،قويمة الخلق، عزيزة الجانب
يتساوى أفرادها في الحقوق والواجبات، تتعاون على مايجلب لها الخير
ويدفع عنها الضر، وتتكاتف في سبيل نصرة الشريعة المطهرة، وإعلاء
كلمة التوحيد. ولذلك شرع الله تعالى للمسلمين من الأحكام والتعاليم
ما يجمع شملهم ويوحد كلمتهم ويلم شعثهم ويضم شتاتهم، ليكون
التعاون بين أفرادهم وجماعاتهم وثيقالعرى عظيم النفع...
فيا أيها الإعلام هل فهمت هذا الدرس ؟؟؟؟؟؟
بقلم : أم حازم( حدائق الخير )
الأربعاء 08ذو الحجة 1430هـ
الموافق لـ : 24نوفمبر 2009مـ
الروابط المفضلة