قالت لي بصوت ينم عن خبث شديد:

* أنت حاقدة على العالم كله!! أنت ضد كل العالم.
وأجبتها بهدوء:

أنني ضد العالم لأن كل العالم ضد الإنسان!!
استجمعت قواها وقالت:
أنتن المسلمات تشعرن بالاستعلاء دومآ.. وتتصفن بالتكبر.
ضحكت لكلماتها:
* نحن بالطبع أعلى من الناس ..ولكن بالنظام الذي ارتضيناه لحياتنا وبالله الذي آمنا به ربآ..وبالرسول الذي جعلناه قدوتنا.. والقرآن الذي اتخذناه دستورآ لحياتنا.. لكننا لا نتكبر على الخلق .. بل نسمو على تفاهاتهم.

نحن ننظر الى الجا هل بديننا نظرة إنسانية.. وننظر الى الرافض العنيد نظرة شفقة ورحمة.

قالت: أعلم كل هذا .. وانا مسلمة ولكنني لا احب هذا الاسلام الذي تتمسكون به على هذه الشاكله !ولا افهم لماذا تريدون للناس جمبعا ان يكونوا على شاكلتكم??

ضحكت طويلا وقلت لها:



يتبع

معلش يا بنات نعست وبدي انام

أسلوب جيد للتشويق ( ورد الخال )
ولكنه يخلي الواحد يعصب
ولو أنه جنبه كان عضه ...( مستسعرة الله يكفينا شرها )

بسرعة يا ورد في الأنتظار
شوقتينا
موفقة

وضحكت طويلا وقلت لها:
يا اختي ان العاقل الذي يتصف بالإنسانية يأبى على نفسه إن وجد كنزآ من ذهب.. او ينبوع من ماء صاف.. ان يستأثر به وحده واناس من حوله عطاشى.. تأبى عليه انسانيته ذلك. فكيف بنا ونحن عباد الرحمن!! أتدركين معنى هذه الكلمات? إننا نملك أغلى ما يمكن لإنسان أن يملكه.. نملك مفتاح السعادة للبشرية جمعاء نظامآ للحياة بدءآ من أخطر الأمور وهو الحكم وحتى أصغرها.


أستطيع ان اصور لك الاسلام وكأنه جيش مكون من بضع وسبعين شعبة يقودها الايمان.

أول هذه الشعب شهادة ان( لاإله إلا الله)
وآخرها إماطة الأذى عن الطريق!!!

تصوري هذا النظام العجيب الذي يربط بين أرفع شئ في النظرية .. وأصغر شئ في التطبيق..يربط بين أرقى دعائم الفكر وبين أبسط بواعث السلوك .. وهذه الشعب السبعون تسير في خط واحد جنبآ الى جنب .. لا يمكن لأحدها ان يتاخر وإلا اختل النظام كله!!

إننا نملك كنزآ من الأطمئنان والامن والسلام..يبحث عنه كل انسان اليوم ..نملك ان نجعل الانسان ينام ملء جفنيه سعيدآ باسمآلا يعكر صفو حياته حكم جائر .. ولا فقر اصابه .. ولا مصيبة نزلت به من الناس لأن الناس يعيشون في ظل الصدق والشرف.
كنز من البسمات الصادقة نستطيع ان ننفق منه ما نشاء للناس ..إذا ما هم قدموا الثمن كلمة واحدة (الاسلام)


بالله عليك لو استطعت ان تزيلي خلافآ بين اثنين فماذا يكون شعورك إلا العزة والرحمة نحو هؤلاء? فكيف بنا ونحن المسلمين نحمل مفتاح الحل لكل مشكلات الإنسانية .. وننظر اليها نظرة الرحيم الذي يعرف الداء .. ويعلم الدواء وهو ممنوع من مزاولة عمله.


وأني اسألك بعد هذا كله : ماذا يكون وضعنا اذا ما احجمنا عن تقديم ما لدينا للناس?
إننا ولا شك نكون في موضع الاستعلاء..بمعناه الذي تشيرين اليه ولذلك فنحن ندعو الناس لمشاركتنا آمالنا وسعادتنا واستقرارنا ندعو الناس لكي يخرجوا من الدوامات التي فرضها عليهم ابتعادهم عن الله.

إننا ندعوهم الى الحرية.. والانسانية.. ندعوهم لاحترام انفسهم كسادة لهذا العالم ولرفض العبودية التي يفرضها عليهم أناس مماثلون في كل شئ.

إننا غيوريين على الانسان .. حزينون من اجله نريد له ان يعيش كما اراد له خالقه. ويكفيك شهادة برنادشو في رسول الله صلى الله عليه وسلم(لو كان محمد الآن بيننا لحل مشاكل العالم كلها ..ريثما يحتسي فنجانآ من القهوة)
سرحت صاحباتي ببصرها بعيدآ.. ولعلها وجدت جوابآ..ولكنها آثرت الصمت فاستطردت أقول:

يتبع

ان المسلم انسان وانسان عظيم يستمد عظمته من اختيار الله له لحمل هذا النظام ومن ثم نشره.لذلك يعجب المسلم لأولئك الذين عرفوا ثم ضلوا الطريق!!
فلن يعرف أحد في الدنيا لذة تعدل قيامك بين يدي ربك في لحظات السحر .. ونحن في لذة والله لو علمها البشرية لقاتلونا عليها بالسيوف ..لذلك تجدين المسلمين كتابآ وشعراء ودعاة يبذلون ما في وسعهم لتعريف الناس بدين الاسلام.

قاطعتني قائله:
وهل هناك شعراء مسلمون ?انني لم اسمع بشاعر مسلم سوى حسان بن ثابت!!!
قلت:
هناك الكثيرون المغمورين في الدنيا.. والذين هم في ظل الله يوم لا ظل الا ظله ومنهم من آلى على نفسه ان يكون منارآ يبصر الامة بما تحاك ضدها .فيوسف العظم مثلا يقول في ام كلثوم...
وهنا ثارت ثائرة الفتاة وقالت:
هو الاخر يتكلم عن ام كلثوم? ماذا فعلت لكم هذه الانسانية العظيمة ..انها نجمة الشرق !ذات التاريخ الفاضل والحافل .. قدمت لنا الفن الرفيع!!و..و..

وهنا تذكرت قول احد الفلاسفة حين قال:ما ضحكت مرة .. الا وكان ضحكي بديلا أستعيض بة عن البكاء.ثم قلت لها:

أن هؤلاء نجوم ..ولكن في حضيض الرذيلة ويهدمون الشعب والأمة..ولقد اعطوا انطباعا بكون الامة امة رقص وغناء.

والانسان مفطور على التعلق بالمشهورين والعظماء ..فإذا كان هؤلاء عظماء أمتنا فمن يكو ن عامتها?بل من يكون المنحرفون?

أم كلثوم وأمثالها خدرت الامة طوال خمسين عاما جعلتهم يعشقون الآه ولياليها وكان باستطاعتها ان تحمل الامة الى ميدان الجهاد.
وبدلآمن ان تكون حياتنا معه عذابآ وبعيدآ عنه جهمنآ وانت تستطيع ان تستمر في نداء عال فيه تصميم لدفع الشباب الى ربوع القدس!

إن لدينا مائة مطرب .. وليس نصف ولا ثلث لا عشر عالم...


ودكتور وأستاذ عظيم ****وكل علومهم دادا وبابا
تعلقت قلوب شبابنا بالمطربين..وكفت ألسنتهم عن التساؤل عن العلماء.

أين علماؤنا??
أين أدباؤنا??
أين شعراؤنا??
أين حضارتنا??

يتبع

يؤسفني أن الجواب على هذه التساؤلات هو أنهم وراء القضبان!!
قضبان الرجعية والسخافة والخرافة الاجتماعية والسياسية والانحرافات.. فضلا عن الظلم والاستعمار وأذيله واعداء الاسلام ...
ويبدو ان ثورتي جعلت الفتاة تحاول ان تفتح عقلها قليلا ..فتساءلت بهدوء برغم ما بقي في نفسها من اعجاب بالنجمة الشرقية:

اذن لقد كتب يوسف العظم عن ام كلثوم ليكرها الناس?

فأجبتها:
بل ليعرفها الناس!واذا عرفوها كرهوها?
انا عرفتها فأشفقت عليها!
فصمتت على مضض واستطردت اقول:
أم كلثوم خدرت الامة ..وكان بإمكانها ان تبني ..ونحن لسنا ضد الفن ولسنا ضد حرية الافراد ولكن لا حرية في الهدم والتدمير أبدآ.
إننا ضد أن يشب فتياتنا وفتياننا ليجد كل منهم نفسه ملزمآ بأن يعشق ويحب على طرق ملتوية منحرفة.
ونحن ضد ان تكون أسلحتنا كلها أمشاط ومرايا وزجاجات عطور فرنسية غالية!!


إننا مع الفن لأنه أنطباع جميل عن عظمة الخالق.
وإننا مع الحرية لأنها المرادف الوحيد لكلمة إنسان.
ونحن مع الحب لأنه لا حياة بدون حب.
ولكننا نريد الفن الذي يبني والحرية التي تفجر الطاقات والحب الذي يزرع السلام في النفس أولآ وفي الارض ثانيآ

وبعد صمت طويل قالت لي صاحبتي:
إنني لا أجد مبررآ لأن يقنع بعضنا بعضآ.. فأنا أرى أنك متمسكة بما تقولين ..ولست أجد نفسي أقل منك أعتزازآ بما أقول فتبسمت وقلت:

أود منك عندما تناقشيني أن تتجردي عن كبريائك وعن تعصبك وأن تناقشيني بعقل حر.
وثقي أنك ستكونين منتصرة عندما تقتنعين بفكرة صحيحة ولو كات مع الصف الآخر.
فالإخوة يتناقشون والأعداء يصطرعون.

تفكرت قليلا ثم قالت:

إن ما ذكر صحيح ولكنني لا أجد من المناسب ان نجهر بهذه الدعوة الان وخصوصا اننا افراد لا حول لنا ولا قوة ..لقد حاول الرئيس (!!!)رحمه الله ان ينشر العدل ورغم هذا لم يطبق الاسلام في زمانه..كما حاول خدمة الانسان والاسلام ولم يفلح.
فدهشت للجهل الذي يدعو صاحبتي للظن بذلك الرئيس خيرآ وقد كان من أشرس أعداء
الاسلام الذين اغتالوا الحركة الاسلامية في مهدها وعلق مفكريها في المشانق!!

فقلت اسمعي يا أختاه... ان التاريخ مشوه الى درجة رهيبة ..وكل يوم يمر تجري فيه آلاف من العمليات لاستمرار التشويه.

الحقائق مقلوبة والشاشة لا توضح الصورة! واعداء الانسان سادة في العالم والسادة وراء القضبان او على اعواد المشانق ونحن حانقون لأننا خائفون على الانسان ..ولسنا خائفون على الاسلام لأن الاسلام لن يكون له منازع إن أمن الانسان!!

وحيث تكون الحرية والديمقراطية لا بد أن تتوالد صيحات الاسلام عالية!!


الاسلام يا اختي ليس بحاجة الى غير انسان ذي فطرة سليمة وانني اريد ان تستيقظوا انتم بالذات الذن تجري عليكم عمليات التشويه من خلال الاعلام الرهيب الذي يقلب
الحقائق في عقولكم.

إنها قضية عالمية!

ويجب ان تنتبهوا أذ اننا نسحق !! يجب ان تستيقظوا وإلا ذبح المسلمون كما تذبح النعاج.

وقرأت في عيني صاحبتي اخيرآ بريق الرضى والاطمئنان ..مع خوف كامن من مستقبل مظلم..وارتسمت على شفتيها ابتسامة لطيفة كعنوان عريض لإيمان عميق بما يقال ورغبة صادقة في العمل ثم قالت:

إنني مسلمة.. واحب الاسلام واود ان افهمه كما هو ..وكما صنع إخوة وأخوات اعتز بهم ولو كنت لا استطيع ان ألين بسهولة ولو اخالفهم الرأي في بعض الأحيان
تبسمت وقلت لها في رضى:

افتحي عقلك وليكن حرآ
وأعدي قلبك وليكن سليمآ
ثم انذري لله سلوكآ طيبآ طاهرآ
عند ذلك نبدأ في المسير


قالت:حياة المسلم كلها عطاء ومشقة وجهاد مستمر ولن ينال شيئا إلا بعد موته !وهذا هو اسمى ما يملك..وان كان هذا سببا في خوف الناس من حمل هذه الامانة.

وقلت:

ولن ننسى ان لنا في الدنيا كذلك حسنه كما لنا في الاخرة حسنة ووقاية من غضب الله..ولن ننسى انها احدى الحسنيين او النصر وإما الشهادةواحيانا تصعب التفرقة بين الاخذ والعطاء لانهما يعطيان مدلولآ واحدآ .
وفي كل مرة اعطيت لقد اخذت!! لأن فرحتي بما اعطيت لم تكن اقل من فرحة الذين اخذوا.

محبتكم في الله
ورد الخال

رااااااااااااااااائع ياورد الخال
الله يعطيك العافية

جزاك الله خير يا نمارق على مرورك الكريم
انتي الوحيدة اللي عبرتيني معقول يا بنات سبعين وحدة قاموا بقراءة الموضوع ولا يوجد غير رد واحد فعلا انتوا هبطوا لي معنوياتي sid

بارك الله فيك كلام جميل واسلوب رائع فى الحوار ...ماشاء الله عليك ...