حرص النبي صلى الله عليه وسلم على دمج الصوت بالصورة بحدود الإمكانات المتاحة في زمنه ..
كما حرص على دمج القول بالفعل .. وذلك من أجل التأثير بالمدعوين وسرعة القبول عندهم .. انظر كيف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب التصوير الذهني يوم وصف الصراط وعليه كلاليب .. وأسلوب الرسم يوم رسم خطاً طويلاً وخطوطاً صغيرة عن يمين وشمال ذلك الخط .. ثم قرأ قول الله تعالى :
( وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) ..
وأسلوب المثال الحسي كمسكه للحصى في حجة الوداع .. وقال ( بأمثال هؤلاء ، وإياكم والغلو في الدين ) .. وكل ذلك من أجل توفير الوقت في الدعوة إلى الله .. وإيصال المعلومة بأيسر الطرق وأقل وقت ..
لقد استفاد الصحابة رضوان الله عليهم من المعلم الأكبر صلى الله عليه وسلم فأخذوا يقتدون به في هذا الأسلوب الدعوي الكبير من أجل تحقيق الأهداف السابقة الذكر نفسها ..
انظر إلى أنس بن مالك لما أراد أن يبين حال النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه .. أخرج لجلسائه نعلين جرداوين ( أي لا شعر عليهما ) لهما قبالان أي ( السير الذي بين الأصابع ) وقال هذه نعل النبي صلى الله عليه وسلم ..
وكذلك أرى أنسا تلميذه عاصم قدح النبي صلى الله عليه وسلم الذب انكسر فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة وجعل عاصم يشرب فيه .. ولو نظرنا إلى أم المؤمنين عائشة ابنة الصديق الأكبر كيف هي وهي معلمة الأمة بعد رسولها وحبيبها صلى الله عليه وسلم .. كيف كانت تفعل حين تعليمها وهي تستخدم مثل هذا الأسلوب الراقي والمؤثر فأخرجت يوماً إزاراً غليظاً مما يصنع باليمن .. وكساء تعليما للناس كيف كان نبيهم صلى الله عليه وسلم من حال الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة ..
• إقرأوا معي هذه الإحصائية ..
أجرت جامعة ( مينوسوتا ) دراسة أوضحت فيها أن الوقت اللازم لاستيعاب انخفض بنسبة 40% عند استخدام الوسائل المرئية في الشرح ..
وأخرجت شركة ( أي ب إم ) هذه الإحصائية ..
إن الإنسان يكتسب المعلومات بالنسبة التالية ..
75% الرؤية .. و13% السمع .. و12%باقي الحواس .. فالمعلومات التي في ذاكرتك يشكل النظر 83% منها ويتذكر الإنسان ما رآه بنسبة 30% والسمع والبصر 50% ..
فإذا عرفنا هذا .. فلماذا لا نجعل دعوتنا الجديدة باستخدام الوسائل الحسية والتكنلوجية للتأثير على الآخرين .. ؟ أظن أنه ليس هنااك ما يمنع .. !
// مجلة الفرقان //
الروابط المفضلة