عائلة سعودية بلا هوية وبلا عائل وبلا مأوى
كل الوطن - حصة الغامدي : أم ناصر قصة ثلاثون عاما من الحرمان عاشتها بين يدي زوج ظالم حرمها من أبسط حقوقها هي وأبنائها التسعة في حياته لتكتشف بعد مماته انه حرمهم أيضا من أن يكون لهم هوية تثبت وجودهم كبشر..
تروي أم ناصر قصتها قائلة (حكايتي تعود لثلاثون عاما مضت حين قدم (أبو ناصر) من السعودية إلى اليمن حيث انتمي ليتزوجني و كان حين ذاك يكبرني بكثير و بعد ذلك اصحبني إلى جده و ما أن وطأة رجلي هذه المدينة لم أرى لحظة فرح فقد كان رحمه الله يضربني ويمنعني من الخروج والاختلاط بالناس وكان حجته انه لا يريد أن يفسدني الآخرون عليه صبرت واحتسبت لأني كنت وحيدة و تمنيت أن يتغير مع إنجابي له الأبناء ولكن الطامة انه كان يمارس نفس الأسلوب على أبنائه..
بدموع الألم تستمر أم ناصر في سرد معاناتها وتقول:يعلم الله أني عشت و أبنائي محرومين من الحياة الكريمة في حياة والدهم فقد كنا نقتات على فضلات المطاعم التي كان يجلبها لنا أخر النهار و قد كنا نكتسي من صناديق القمامة وكان عقاب كل من يعترض منا الضرب والربط هذا باختصار ملخص حياتنا معه أنا وأبنائي بالإضافة انه رفض أن يستخرج لنا كرت عائلي حتى انه استخرج بطاقة خاصة به و ادعى فيها انه أعزب وهنا تكمن مأساتنا بعد وفاته فقد حرمنا في حياته و في مماته من أن نحيا حياة كريمة فنحن بلا هوية تمكننا من التقديم للضمان الاجتماعي وأبنائي لا يمكنهم العمل لعدم وجود هوية خاصة بهم ..
أبنائي التسعة بلا هوية تثبتهم إلا شهادة ميلادهم و صورة من بطاقة و الدهم و نحن نعيش الآن على تبرعات أهل الخير و صداقتهم و قد كنت من سكان الوقف الخير بحي الصفا ولكني أخرجنا بالقوة فخرجت أنا وأبنائي منه خوفاً من مسألتي عن أوراقنا الثبوتية وقد أمن بعد ذلك لنا فاعل خير مسكناً ودفع لنا ستة أشهر و قد مرت الستة أشهر وأخشى أن نطرد في الشارع ان لم نجد فاعل خير أخر يساعدنا في سداد باقي الايجارأخر..
وتضيف أم ناصر قائلة : لقد طرقت كل السبل لاستخراج بطاقة عائلية فقد راجعت الأحوال و تقدمت بطلب لحقوق الإنسان ولكن كل السبل كانت تغلق في وجهي حتى إنني عانيت ممن لا يخافون الله فهناك من ساومني وطلب أن أمكنه
الروابط المفضلة