:
مدخَل:
لا تسَل عنْ المرءِ وسَل عنْ قَرينِه ..
فكُلّ قَرينٍ بالمُقارنِ يقتَدِي ..
عادت المدارسْ بعدَ أربَعة أشهرْ من غيابِها ..
عادتْ وأعادتْ معَها الصداقاتْ والعِلاقاتْ الحَميمة ..
البعْضْ .. بدأ مسيرَة البحث عن صَديقْ ..
والبعض .. لهُ صديقٌ من سنين ..
:
الصّداقَة ..
حروف .. تكوّن كلمة .. لكنّها كلمَة من أجمَل الكلمات ..
ومعناها منْ أرقَى المعانِي ..
تحمِل بينَ طيّاتها : حبْ ووفاء وأخوّة وتعاون ..
لكن للأسف ..!
هل اندَثَر المعنَى الصحيحْ لهَا كَما يُقال ..؟!
وهلْ أصبحت معظَمْ الصدقاتْ وللأسفْ للمصالح الدنيَويّة ..؟!
:
الصّداقة ..
اختلَف الكثير في معناها ..
فمنهمْ من قال : مُسمّى آخرَ للحب ..!
وهذا هُو الخطأ بعينه .. فالصّداقَة تختلفُ اختلافاً جذرياً كليّاً عن الحب ..
فالصّديق .. يكنّ لصديقه مشاعر الإحتِرام والتقدير .. ورُغم ذلك . .تجده ينصَحه بين الحِين والآخر ويقدّم له فوئداً وينصحهُ إذا ما أخطأ ويرشدهُ إذا زلّ ..
لكنّ عِلاقة [ الحب ] ..
التي تجمع شخصين .. فإنّا غالباً ما تنهي بتصادم عنيفْ .. أو شجار ..!
فكلا الطّرفينِ يَرى عيوبَ الطّرف الآخر ..
لكنْ الصّمت سيحِل عليه مخافَة شجارٍ أو فِراق ..!
والصّداقَة تبدأ بحبْ ..،
لكنّ الحبْ يُستـحَال أن يتحوّل إلَى صدَاقة .. !!!
- كيفَ تختارينَ صديقَتكْ أو رَفيقَة دَربكْ كما يُقال ؟!
فِي رحلَة بحثكِ عنْ صديقَة .. تذكّري شُروط اختِياركِ لها ..
صادِقة / صَدُوقَة / مِعطاءة ..
لا تتأخّر يوماً ولا تتوانَى عنْ تَقديم النّصحْ فِي أجملْ الطّرق ..
ولا تفتأ أنْ تذكركِ بالخَير إذا غبتِ ..
وتحفَظ سرّكِ إذا رحَلتِ ..
وتدعُو لكِ ..
وتكُون حَريصة عَلى دينها ..
مطيعَة لأمرِ ربّها .. خَلوقَة محتَرمَة ..
فلا تبحَثينَ عن صَديقة تهتمّ بالمظهر وتهمِلين الجوهَر ..
بل ابحَثي عنْ صَديقة رائعَة المخبَر تهتمّ بالمظهر ..
احدَى الطّالِباتْ المتفوّقاتِ دراسيّاً ربّاها أهلُها عَلى حفظِ القرآنْ الكَريم ونمتْ فِي منزلٍ محافظٍ ؛ لا دشوش ولا مجلاتْ هابطَة ولا قنواتٍ هدامة ولا غناء ..في سنتِها الأخِيرَة من المَرحَلة المُتوسّطَة تعرّفتْ عَلى مجمُوعَة من الزمِيلاتْ قدّر اللهُ أنْ تكُونَ في نَفسِ فصلِهمْ .. تعلّقت بهمْ وتعلّقوا بهّا .. باختِصار علاقَة صداقَة قويّة تجمهمْ ؛ إذا حصَلتْ مُشلكة لاحداهنْ لابدّ من الأخرياتْ أن يُشاركُوها مشكلتَها .. ساءت سُمعتُ الطّالبَة بسببْ هذهِ الشلّة .. بدأتْ بسماعِ بعض الأغانِي التي أهدتهَا إليها احدَى الفتياتْ .. وشاهدتْ احدى الأفلامْ الأجنبيَة طاعةً لِرغبتِ تلكَ الزّميلَة ..
علمتْ احدى المعلّمات بالخَبر فنصحتها مراراً وتكراراً لكنّ ردّها الدائمِ : ( لا أستطيعْ تركهمْ فلقد تعلّق قلبي بهم ) ..!!
حتّى عَلمَ أهلُ هذه الفتاة ونصحنَها تارةْ .. وهددنَها تارةً أخرى .. ولكنْ باءت جميع المحاولاتِ بالفشل . . فقرر والدها نقلها في السنّة القادمة إلى مدرسة أخرَى .. في الإجازَة الصيفيّة انتبهتْ الفتاة إلى حالها .. وذرفتْ دموعَ الندمِ حزناً عَلى الحال الذي وصلت إليه .. فسمعتها في المدرسَة بالتفوق قدْ زالت .. واحترام أهلها لها قد ذهب .. وكُله بسبب فتياتٍ لم يقدمنَ لها في يومٍ من الأيامِ أيتَ فائدة .. قررتْ تركهمْ حادثتهم وكلّمتهمْ وفي السنّة القادمَة أقنعتْ والدها ببقائها في نفس المدرسَة بشرطِ أن تبتعدَ عنهنْ . .فوافق عَلى مضض .. ابتعدتْ عنهم .. لكنّ مضايقاتهم لها لم تنتهي .. ومحاولاتهم لضمّها للمجمُوعَة مرّة أخرى باءت بالفشل .. صحيحْ أنّها انتبهتْ لنفسِها قبلَ فواتِ الأوانْ .. لكنّ سمعتها كادتْ أنْ تنتهِي ..
واحترام أهلهَا لها وثقتهم بها قد زالتْ ..
وهاهِي الآن مرّة أخرَى تُحاول أنْ تعيد سمعتها كما كانتْ ..
هذهِ القصّة لمْ أذكرهَا إلاّ للعبرَة ..
فهذهِ الفتاة أعرفهَا شخصياً ... وأحدثُها باستمرارْ وكمْ تحكِ لي مشاعر الندم والحسرة اللذانِ يراودانها كلّما شاهدت نظراتُ الشكّ من والديها .. فالشلّة التِي صادقتها كانت ْ من أسوأ الشلل ( معاكسات / وضياع / وتدخين ) .!!!
أوصَتنِي أنْ أنزّل موضوعاً يحتَوي عَلى قصّتها ..
فهِي لا تُريدُ أنْ تقَع إحدى الفتيات مرّة أخرَى فِي مثلِ هذه المشاكلْ ..
فالأهل ..
جاهدُوا وتعبُوا من أجلِ توفيرِ كافّة المستلزمَاتْ لتهيئة الجوْ المناسبْ لفتاتهمْ للدارَاسة .. ولمْ يقصروا معَها بأي شيء ..
حَبيباتِي لا أريد الإطالَة ..
لكنّ هُناك همسَة أخيرَة أودّ أن أهمسَها لكن :
تذكّري كُلّ صباحْ الغَرض الأساسِي منْ ذهابكِ إلى المدرسَة ..
وتذكرِي الثقّة التي منحكِ أهلكِ إياها .. لا تخُونيها بصحبةٍ سيئة ..
ولا تتخَيّلِي كُل الناسْ ملائكَة .. فتنهارُ أحلامكِ عَلى أرض الواقع ..!
ولا تَجعلي ثقتكِ بالنّاسِ عمياء فتندمينَ يوماً عَلى سذاجتكْ ..!
ختاماً :
بأريكْ ماهِي الصّفاتْ التي يجبُ أنْ تتواجدَ في الصّديق الحقْ ..!؟
وكَيف تختارِينَ ( صَديقتكِ ) ..؟!
مخرَج :
المرءُ عِنوانُه صَديقَه
اعذرونِي فحرُوفِي لمْ تُوفِ المعنَى المُرادْ ..
لكنْ أسألُ اللهَ أنْ ينفعَ بما كتبتُ ..
:
أختكمْ : الدّرَرْ..~
الروابط المفضلة