أي الثيران هو الأبيض؟

" اكلتُ يوم أُكل الثور الابيض "

قصة شهيرة , اميل الى تسميتها حكمة شهيرة , الغريب في هذه القصة انكم قلما تجدون بين العرب او المسلمين من يجهلها.. والمؤلم فيها , المؤلم جدا انكم ربما لن تجدوا من يفهم مغزاها , وإن فعل فإنه غالبا يفهمها بعد ان يكون ثورا اسودا مستقرا في معدة الأسد ......!

وفي محاولة مني لأن افهم الحكمة جيدا أعدت قراءة القصة حتى لا استقر في بطن " الخنزير الامريكي "..احسب اننا متفقين على ان امريكا لا تستحق ان توصف بالأسد ,, فإذا حدث والتهمت منا ثورا ابيضا فسنعيد قراءة قصص الأطفال جميعها لنجعلها تتقيأه دما ..
لمواجهة أمريكا لا نحتاج لقراءة تاريخ مشرّف .. انها اقل قدرا من ذلك ..يكفينا ان نعيد قراءة قصص الثيران الثلاثة !
المهم .. نعود للقصة ولعلاقتها بالثيران وامريكا ..
نحن نقع في خطأ فادح إذ نراقب كل ثور على حدة .. اخطأنا حين أهملنا لون الثور المذبوح في كل مرة !
راقبوا الصحافة والتلفزيون, الان تتحدث عن " العراق : الثور الأسود 216 "
قبل ذلك بمدة يسيرة كانت ذات الصحافة تتناول أخبار " أفغانستان : الثور الأسود 215"
ويستمر العـــد :
الشيشان الثور الأسود 214 .. البوسنة 213 .. الفلبين 212 ...........
وصولا إلى الثور الأبيض فلسطين الحبيبة
لا تهتموا بالترتيب كثيرا فقد اختلطت الثيران وسالت الدماء ساخنة بحيث اصبح من المستحيل ترتيبها ..
لولا صمتنا على سقوط فلسطين أولا لما تتابع السقوط المخزي , لولا أننا استمرأنا حياة الترف والبذخ لما منحنا الخنزير الامريكي بطاقة تحمل رقما ينتظر دوره ليظهر على شاشات التلفاز كأحد ضحايا ه ..
خمسون عاما مضت ونحن نتابع أخبار فلسطين تذبح على يد القردة والخنازير و أخذنا نقترف ذات الخطأ مع البوسنة والشيشان وكشمير وحاليا العراق وكأنها قضايا منفصلة ........!
الآن أخبار فلسطين وأفغانستان وغيرها لا تكاد تذكر .. حتى المجاهدين اغلبهم يريد الذهاب للعراق .. نتفهم ان العراق الآن اكثر حاجة من سواها ولكن لماذا نقترف ذات الخطأ كل مرة ؟؟ لماذا يسوقوننا كالخراف في كل مرة إلى ساحة يختارونها هم ؟؟

حتى ثور القصة كان افضل منا فهما .. حين شعر بنهايته ادرك السبب .. نحن ننتهي الواحد تلو الآخر دون ان نفقه ان بداية الحل تبدأ من الثور الأبيض .. ان لم يتقيأ هذا الخنزير القذر الثور الأبيض فهو سيلتهم الثيران المتبقية واحدا تلو الآخر ..
ما يجعلني اشتعل غيظا انه حتى هذه اللحظة مازال هناك من يطالعنا عبر الصحافة والتلفزيون محاولا تحليل الموقف .. وكأنه ناقد يعلق على إخراج فيلم ..

أفق يا هـــــذا .. ليس ما تطالعه فيلما من صنع هوليود ..
انه قتلٌ حقيقي .. وتلك دماء حقيقية ..
وهؤلاء الذين يقتلون اخوتك و أبناء عمومتك ..
قلبي يتفتت كمدا وأنا اسمع من علماء المسلمين من لا يزال يحاول فهم المسألة ودراستها ....!
اتفتت كمدا و أنا أراقب رجال الفكر والثقافة من المسلمين يختلفون بين قال العلماء لم يقل العلماء ! المصلحة وغير المصلحة ....

و اكاد اموت اشمئزازا وأنا أراقب على شاشات التلفاز رجالا أقوياء تتكدس أكوام الشحم على اكتافهم وهم يتناولون العدوان من شتى النواحي فهذا يتحدث من منطلق ديني ولا يرى بانه ملزم بالجهاد .. وذاك يتناوله من منطلق قومي عربي ولا يرى بضرورة الدفاع عن ابناء عمومته ...


نساء المسلمين في الشيشان وفلسطين والعراق علمننا كيف يكون الاستغناء عنكم ..