التهنئة التي حملها القس زويمر إلى المجتمعين في إحدى المؤتمرات التنصيرية :
" أيها الأخوان الأبطال، و الزملاء الذين كتب الله لهم الجهاد في سبيل المسيحية و استعمارها لبلاد الإسلام، فأحاطتهم عناية الرب بالتوفيق الجليل المقدس. لقد أديتم الرسالة التي نيطت بكم أحسن الأداء، و وقفتم لها أسمى توفيق. و أن كان يخيل الىّ أنه مع إتمامكم العمل على أكمل الوجوه لم يفطن بعضكم إلى الغاية الأساسية منه.
إني أقركم على أن الذين أدخلوا من المسلمين في حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين، لقد كانوا كما قلتم أحد ثلاثة: إما صغير لم يكن له من أهله من يعرفه ما هو الإسلام، أو رجل مستخف بالأديان لا يبغي غير الحصول على قوته، و قد اشتد به الفقر و عزت عليه لقمة العيش، أو آخر يبغي الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية، ولكن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم و تكريماً، و إنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، و بالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، و بذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية، و هذا ما قمتم به في خلال الأعوام المائة السالفة خير قيام، و هذا ما أهنئكم عليه، و تهنئكم دول المسيحية و المسيحيون جميعاً من أجله كل التهنئة، لقد قبضنا أيها الأخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية المستقلة، أو التي تخضع لنفوذ المسيحية أو التي يحكمها المسيحيون حكماً مباشراً، و نشرنا في تلك الربوع مكامن التبشير المسيحي في الكنائس والجمعيات و في المدارس المسيحية الكثيرة التي تهيمن عليها الدول الأوروبية و الأمريكية، و في مراكز كثيرة ولدى شخصيات لا تجوز الإشارة إليها، الأمر الذي يرجع الفضل فيه إليكم أولا، و إلى ضروب كثيرة من التعاون بارعة باهرة النتائج، و هي من أخطر ما عرف البشر في حياة الإنسانية كله، إنكم أعددتم بوسائلكم جميع العقول في الممالك الإسلامية إلى قبول السير في الطريق الذي مهدتم له كل التمهيد.
إنكم أعددتم نشئاً لا يعرف الصلة بالله و لا يريد أن يعرفها، و أخرجتم المسلم من الإسلام و لم تدخلوه في المسيحية، و بالتالي جاء النشء الإسلامي طبقاً لما أراده له الاستعمار المسيحي لا يهتم بالعظائم، و يحب الراحة و الكسل، و لا يصرف همه في دنياه إلا إلى الشهوات، فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، و إن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شئ.
إن مهمتكم تمت على أكمل الوجوه و انتهيتم إلى خير النتائج، و باركتكم المسيحية، و رضى عنكم الاستعمار، فاستمروا في أداء رسالتكم فقد أصبحتم بفضل جهادكم المبارك موضع بركات الرب)) .
متى نفيق من غفلتنا ؟ متى نستشعر أننا مستهدفون ؟
منقول بتصرف
الروابط المفضلة