رجلٌ فقيرٌ يتركُ زوجته و أطفاله في قريته التي تقع في منطقة جبليّة باردة، و يسافر عنهم إلى بلدٍ آخر لأجل العمل، حاملاً معه أحلاماً بتحسين حالته الماديّة الصّعبة، فما أن يصل إلى هناك حتّى يُكلَّف بأعمال شاقّة مُضنية، فماذا يجني؟
لا يُـعـطَى راتِـبه لمدّة ستّة أشهر!
تُرى كيف يكون حال زوجته و أطفالها لستّة أشهر!
ماذا يأكلون؟
ماذا يلبسون؟
أينَ الـمـفـرّ و الشّتاء يحاصرهم بثلوجه و رياحه؟!
ثمّ ننتـقـل إلى زوجة حنون و أمّ رؤوم، مطيعة لزوجها، قائمة بواجبها.
فبماذا يكافئها زوجها؟
إنّه يضربها!
يهينها!
يشتمُها!
و دموعها تترقرق في عينيها و هي تنظر إلى أطفالها الصّغار - تفكّر في حالهم، و في حالها، فهي وحيدة، رحل عن دنياها أبوها الحنون، أمّا أمّها فعجوزٌ ضريرة ، فلا تجد هذه الزّوجة حلاً إلا رفع بصرها إلى السّماء، فليس لها ملجأ إلا هناك!
و أخيراً نأتي إلى فتاةٍ صالحة، مُـتَـفَـقِّهة في دينها، حافظة لكتاب ربّها، بارّة بأبويها . تقدَّمَ لها شابٌّ صالح، يكافئُ علمُه علمَها، وصلاحُه صلاحَها، فقبلت به، و لكنَّ أباها رفضه، فهو يريد تزويج ابنته بابن أخيه، الشابّ المستهتر، السّطحي، الغبيّ، الّذي يصلّي صلاةً في وقتها، و يؤخّر أربعاً عن أوقاتها.
فماذا تفعلُ الفتاة المسكينة؟
إنّها لا ترفع بصرها إلى السّماء، فهي تعلم أنّ الدّعاء لا يستحبّ فيه رفع البصر إلى السّماء، بل تخفض بصرها، و لكنّها ترفع قلبها إلى السّماء، لتدعو على من ظلمها!
يا إلهي!
دعوةٌ ليس بينها و بين الله حجاب!
دعوةٌ أقسم الله بعزّته و جلاله أنّه سينصر صاحبها و لو بعد حين!
دعوة المظلوم سهمٌ لا يخطئ!
فهل تـقوى أنت على دعوة المظلوم؟!
الروابط المفضلة