بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الراوي
بدأ بعد الصلاة فقال:
الحمد لله الذي جمعنا في هذا المكان..لا نعبد صنما ولا نطوف بقبر ولا نقدس شجرة..هناك أيها الأحبة ..يعبد الحجر من دون الله..يطاف على القبور..ويتوسل بالأموات..هناك..الجهل ضارب أطنابه..تعشعش الخرافة..وتنتشر البدعة..ويخيم الشرك..
أين أنتم يا أهل الإسلام من تبليغ الدعوة؟
مالكم تأخرتم عن الركب؟
من يحمل هم الدعوة سواكم وأمثالكم؟
إنصات..ترقب..والشيخ واقف كالرمح بعد الصلاة يتحدث..كلماته تعطر المكان..تلامس القلوب..تحرك المشاعر وتشحذ النفوس..
تحسست محفظتي..إنها دعوة للتبرع..ولكنه توقف قليلا..يسترجع الأحزان من تقصير شباب الأمة وكأنه يحدثني..لم آت هنا لجمع الأموال..
أتيت لأستحث الهمم وأذكركم بواجب الدعوة إلى الله..
كان سلفنا الصالح يقطعون الفيافي والقفار لتبليغ الدعوة..وتصحيح المعتقد الآن..وكل وسائل الدعوة ميسرة..ماذا قدمنا؟..لا أدعوك أخي لتبذل كل وقتك..لا!
بل فضل وقتك!..ما زاد من وقتك اجعله للدعوة..
كانوا رحمهم الله يهبون كل أوقاتهم للدعوة..وما فضل منها للدنيا..
رغم كثرة عدد المصلين..وإنصات الجميع..
أحسست أنه يحدثني وحدي..يستحث خطاي..تركت محفظتي..أخرجت يدي من جيبي..وأنا أردد..هذه دعوة التوحيد..تحتاج إلى رجال..حال المسلمين يرثى له..
خرجت من المسجد وعيني تبحث عن ذلك الشيخ..وعندما صافحته..كانت كلماتي تسابقني..أين الطريق ..سأذهب للدعوة ..أنا طبيب..قررت وبدون تردد..السير في طريق الدعوة إلى الله..تركت رحلتي إلى كندا حيث رسالة الدكتوراه..قررت تأجيلها ستة أشهر..
جريت في أودية الدعوة..صعدت الجبال..وزرت السهول..رأيت عبادة القبور..وطفت بها..والذبح على عتباتها..رأيت البدع والخرافات..ورأيت شباب النصارى تحت أشعة الشمس المحرقة..والأوبئة المنتشرة..يبذلون كل شيء في سبيل التنصير..
مرت الأيام سريعة وأنا في حركة لا تهدأ..ونشاط لا يفتر..ثم بعد نهاية المدة..استخرت الله..أين أتجه؟وأين أسير؟
جلسة هادئة وتفكير عميق..وماذا بعد..لو أنهيت دراستي وأنا على حالي السابقة..وحصلت على شهادة الدكتوراه..
ثم ماذا؟
تذكرت دعوة الله ((وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض))
سارعت إلى جنة عرضها السماوات والأرض..في كل يوم دعوة ترتفع إلى عنان السماء..حيث يزرع الإيمان في القلوب..وتناور الطرق في الدروب..إنها رحلة الدعوة..إنه سباق الخير..
حيث تبلغ الرسالة والسير على منهج محمد صلى الله عليه وسلم..تألمت وشباب الإسلام أيامه تضيع..وأوقاته تهدر..والمسلمون في أشد الحاجة إلى من يعلمهم ويفقههم..إنها دعوة للسير في طريق الدعوة..
يعلم الجاهل..وينبه الغافل..ويعبد الله بما شرع في صدر سباق إلى الخير..
أين نحن منه؟
الروابط المفضلة