انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: مريم الوشاحي.. تحمل روحها على يدها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الموقع
    سوريا الحبيبة
    الردود
    1,934
    الجنس
    أنثى

    مريم الوشاحي.. تحمل روحها على يدها

    رغم فقدانه لزوجته و ابنه الشاب في مقتبل العمر في أحداث مخيم جنين الأخيرة إلا أن الحاج عيسى وشاحي لا يزال يشعر بالألم الكبير والمصاب الجلل باستشهاد ولده منير الذي استشهد برصاصة صهيونية في القلب أثناء محاولته النظر من الشباك لتحين الفرصة لمرور الدبابة على العبوة الناسفة التي كان مسؤلاً عن تفجيرها في مخيم جنين شمال الضفة أثناء محاولة القوات الصهيونية اقتحامه.

    واستشهاد زوجته بقذيفة أطلقتها أحدى الطائرات على منزلها أثناء تواجدها في المطبخ تعد الخبز، ورغم أن منير استشهد قبل استشهاد والدته بيومين إلا أن والدته استشهدت دون أن تعلم أن ابنها منير قد سبقها إلى الشهادة، في حين أن والده لم يعرف عن استشهاده إلا بعد يومين من استشهاد زوجته .

    رأيته جالسا في بيته لاستقبال المعزين أو المهنئين باستشهاد زوجته وابنه. جلس عيسى متمعنا في صورة ابنه الذي لم يتجاوز الثامنة وقد ملأ الحزن تقاسيم وجهه الذي حملت طياته ملامح حزنه في فقيديه ، عندما بدأت التحدث إليه، بدا وكأنه في حالة من اللاشعور لا يدري ما يقول ولا ما يفعل رافضا الحديث ولكن بعد الحاح كبير مني ومن الحضور رضي الحديث معنا. تنهد تنهيدة طويلة قبل أن يبدأ الحديث عن زوجته (مريم الوشاحي - أم مروان) بدأ حديثة بالقول :
    لم تكن تجلس في البيت! بل كان جل وقتها مسخرا لخدمة الشبان المجاهدين. دائمة الحركة تتنقل من هنا إلى هناك تنقل من البيت إلى الشبان أينما كانوا في أزقة المخيم حاملة روحها على يدها غير آبهه بكل القصف الذي انهمر على المخيم طوال تسعة أيام ، ويضيف الحاج أبو مروان :
    كانت تستيقظ فجرا.. تصلي الفجر لتبدأ بإعداد الطعام اللازم للشبان كانت تعجن لهم العجين وتخبز الخبز وتقوم بعمل ما يتجاوز المائة رغيف من الخبز والزعتر فطورا للشباب بشكل شبه يومي.. وبعد ساعتين يكون كل شئ جاهز وتبدأ رحلتها الأصعب في إيصال كل ما صنعت للشبان، كانت تتنقل من زقاق إلى زقاق تتحين فترات الهدوء في القصف حتى وإن لم يحصل هدوء فهذا لا يعني لها الشيء الكثير ولكن ما يهمها هو أن تسد رمق المجاهدين من الجوع..

    بعد عناء المواجهات الشرسة مع الجنود الصهاينة. ورغم الإلحاح الكبير من زوجها بعدم المخاطرة في التنقل في فترات القصف التي قلما توقفت من الطائرات التي واصلت زخات رصاصها من عيار 800 و1200 إلا أنها لم تكن تعبأ كثيرا بها .

    وفي أحد المرات التي عادت فيها بعد إيصالها الطعام للمجاهدين يقول الحاج أبو مروان عيسى الوشاحي : أغلقت الباب خلفها بسرعة وهي في حالة من الخوف ولون وجهها ممتقعا بالصفار حيث قالت وهي تلهث: لقد أطلقوا النار علي، ولكن لطف الله نجاني والحمد لله .

    وفي الصباح واصلت أم مروان مريم الوشاحي ما عزمت القيام به يوميا في خدمة الشباب وقامت بعجن الكمية التي تريد من العجين في الغرفة السفلى من منزلهم الذي يقع على المدخل الشرقي للمخيم تمهيدا لتجهيزها فطورا للشبان المجاهدين .
    إلا أن الطائرات كانت تشاهدها على مدار الأيام السابقة وهي تنقل ما تنقل للمجاهدين وعزمت النية على اقتراف جريمتها ، وبعد أن قامت بنقل الفطور الذي أعدته للمجاهدين، كان العجين الذي جهزته ينتظر الخبيز ، وما إن عادت السيدة أم مروان الوشاحي إلى منزلها حتى دوى صوت كبير في المنزل كما يقول أبو مروان الذي تواجد مع ابنه الصغير الذي لا يتجاوز التسع سنوات في الطابق العلوي، حيث هرع بسرعة إلى اسفل المنزل حيث تتواجد أم مروان، كان الدخان والغبار شديداً ، فقد تعرض الطابق السفلي لقذف من طائرات الأباتشي التي حلقت باستمرار في سماء المخيم..

    يقول أبو مروان : دخلت من وسط الدمار وقد سمعت أنين وصراخ، بحثت عن مصدره و إذا بزوجتي وقد ضرجتها الدماء ملقاة على إناء العجين وقد أصيبت بعدد كبير من الشظايا في أنحاء جسدها وخاصة في منطقة الصدر والوجه ، لم أدري ماذا أفعل في تلك اللحظة، قمت بالاتصال بسيارات الإسعاف وحددت لهم مكاننا بدقة وبعد لحظات كانت السيارة لا تبعد عنا أكثر من عشرين مترا إلا أن الطائرات الصهيونية بدأت تطلق زخات من رصاصها على الطريق في مقدمة السيارة مما اضطرها العودة إلى الوراء ، إلا أنى لم استسلم ، فلم تكن تمضي خمسة دقائق إلا و أعاود الاتصال من جديد و أنا أرى زوجتي تنزف أمامي، حاول رجال الإسعاف المخاطرة لثلاث مرات كادوا أن يفقدوا حياتهم فيها إلا أنهم فشلوا فيها جميعا..

    كان المنظر مؤلم جداً أن ترى زوجتك وهي تموت أمامك و أنت لا تستطيع فعل شيء وبدأ طفلي الصغير يربت على وجه زوجتي وهي تحتضر وهو يقول قومي يا ماما .. قومي يا ماما..
    ويضيف : يومين بليلتيهما بقيت أسمع أنينها و أنا لا أستطيع فعل شيء وهي ملقاة على إناء العجين ، حتى صعدت روحها إلى باريها .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الموقع
    حيث ذكر إســـــم الله
    الردود
    2,895
    الجنس
    أنثى
    لله درها من امرأة , أسال الله أن يرزقها وابنها الفردوس الأعلى , ويصبر ذويها على فراقها وفراق ابنها .

    شكرا لك أختي ضوء القمر على هذه القصة , التي تتكرر يوميا وفي كل مكان في بلاد المسلمين , ولكن أبشروا أخواتي فان نصر الله آتي لا محالة .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الردود
    1,736
    الجنس
    أنثى
    لا حول ولا قوة الا با الله........
    خسرت الدنيا ففازت با الآخرة في دار النعيم
    ...............................

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الردود
    12,045
    الجنس
    أنثى
    أكرمك الله ....
    قصة حلوة...
    أؤمن كثيراً.. بأن المساحة الفاصلة بين السماء والأرض.. وبين الحلم والواقع.. مجرد دعاء..

مواضيع مشابهه

  1. لماذا تحمل الأم طفلها على يدها اليسرى ؟
    بواسطة قبه الصخره في الأمومة والطفولة
    الردود: 5
    اخر موضوع: 31-03-2011, 09:32 PM
  2. لماذا تحمل الأم طفلها على يدها اليسرى ؟
    بواسطة فوفو الورده في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 6
    اخر موضوع: 18-10-2008, 09:36 PM
  3. لماذا تحمل الام طفلها على يدها اليسرى ؟!
    بواسطة shahrzad_maroc في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 1
    اخر موضوع: 08-09-2008, 01:48 PM
  4. لماذا تحمل الام طفلها على يدها اليسرىىى؟
    بواسطة دفىء المشاعر في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 3
    اخر موضوع: 22-07-2007, 04:29 AM
  5. لماذا تحمل الأم طفلها على يدها اليسرى ؟
    بواسطة لحن القول في الأمومة والطفولة
    الردود: 1
    اخر موضوع: 28-05-2006, 02:53 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ