نحو تدين نقى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
يقول المولى عز وجل (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ) وقال على شأنه (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) وقال: (واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما ) .
والأمثلة كثيرة جدا والقرآن الكريم ملئ بكثير من آيات الرحمة والعفو والمغفرة مع النعم التي انعم الله علينا بها .
أما من السنة الشريفة فيقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابين) وقال عليه الصلاة والسلام أيضا : ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأيضا الأحاديث كثيرة فالبحر لا ينفد .
أما الآن وبعد هذه المقدمة العظيمة التي لم أرى خير وأفضل منها أبدأ به موضوعنا الآن في ظل الظروف التي تحيط بنا من أناس يصعبون الطريق على من يريد التوبة والرجوع إلى الله ويجعلونه صعبا مع أن كلام الله سبحانه وتعالى وكلام نبيه الكريم يعكس لنا الرؤية تماما وهذا ما نوضحه الآن ؛ نرى من كلام ربنا العظيم انه يريدنا أن نتوب ونرجع إليه لأنه خلقنا من اجل هذا فقد قال عز وجل (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فعندما نتدبر الآية الكريمة نرى أن الحكمة من خلقنا هو العبادة بجانب عمارة الأرض ولكن نحن بطبيعتنا كبشر نخطئ ونسيء ونظلم أنفسنا كثيرا لأننا لسنا معصومين ولا ملائكة و أنبياء فنحن بشر وربنا هوالذى قال هذا حديثه القدسي الشريف ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فستهدونى أهدكم ) والله تعالى رحيما بنا إلى ابعد الحدود فقد قال النبي العظيم عنه (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) ؛ فهذا هو توضيح ولو كان بسيطا لكلام الله عز وجل وحديث حبيبينا النبي (صلى الله عليه وسلم) .
وبعد هذا الكلام الملئ بالرحمة والمغفرة من الله هل يبقى شيئا يقف بيننا وبين الله هل يبقى ما يوقفنا عن اللجوء إلى الله واستغفاره وترك المعاصي من اجله واستحياءا منه ما الذي يعطلنا ويبعدنا عن تلبية ندائه عندما ينادى علينا في الصلاة لكي نقف بين يديه ونستغفرة ونشكوا له ونطلب منه ! ما الذي يعطلنا ويبعدنا ؟ إن الله أعطانا ووهبنا الكثير من النعم ولا يريد منا جزاء ولا شكورا فهو يريد لنا الخير دائما ويريد أن ندخل جنته التي صنعها من اجل عباده الطائعين الممتثلين لأوامره المنتهين عن نواهيه ؛ يا شباب إن الله كما هو منتقم فهو رحيما والأمثلة في القران كثيرة جدا فهو الذي اثني على نفسه ببسم الله الرحمن الرحيم ولم يقل بسم الله الرحمن المنتقم أو المتكبر أو الجبار أو أو , ولكن أراد أن يعطينا الكثير من الأمن فهو رحمن رحيم اى مزيدا من الرحمة أرأيتم الجمال فسبحان الله رب العزة والجلال .
-- يا شباب إن هذه الأيام التي نعيشها مليئة بكثير من الفتن الاضطرابات التي تخرج علنا من شهوات ومعاصي أو أشخاص يخرجون ويتكلمون باسم الله والنبي بالعنف والصعوبة في التدين لا والأمر من ذلك يضعون شروط لمن أراد أن يتوب مما تجعل الشاب أو الشابة لا يطيقون هذه التكاليف التي فرضوها عليهم فسرعان ما يخرجون ويعودون إلى أمر ما كانوا فيه وهذا شئ في منتهى الصعوبة ومخالف لأوامر الله وأوامر النبي العظيم ويجعلون العالم ينظر إلى الإسلام بنظرة العنف والإرهاب الذي هو برئ منه برائه تامة ؛ وهناك بعض الأشخاص الذين يخرجون علينا أيضا في الإعلام وغيره ويحللون الحرام ويتساهلون في أوامر الله فيقولوا التدخين حلال والقبلات بين الشباب والشبات حلال وهذا أيضا مخالف لما أمر به الله من عفة لشباب الإسلام ومحافظة على خلقهم وأعراضهم ودينهم ؛ أحذركم يا اخوانى ونفسي من هؤلاء التيارات المختلفة التي تتكلم باسم الدين وهو منهم برئ وأنصحكم ونفسي إلى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه والرجوع إلى علمائنا ودعاتنا الوسطيين فدين الإسلام دين الوسطية والاعتدال دين الحب للغير دين الدعوة للغير بالحكمة والموعظة الحسنة والكلام بأفضل الحديث مع الغير حتى ولو لم يكن مسلما والأمثلة كثيرة في الكتاب والسنة .
فهيا يا اخوانى نقف مع أنفسنا ولو وقفة لمدة دقائق نراجع فيها أنفسنا ونعرف من أنفسنا أين نحن مع الله فكما ورد في الأثر(إذا أردت أن تعرف قدرك عند الله فلابد أن تعرف قدر الله عندك) فإذا كانت منا بعض اخواتنا لم يرتدوا الحجاب أو مترددين في ارتدائه فلا تترددي فان الله يحبك ويحب أن يجعلك مثل الجوهرة فأمركى بارتداء الحجاب مع ارتدائك الزى الذي يعجبك واللون الذي تفضليه فالإسلام لم يأمر بزى معين للرجل أو للمرأه فكل زى لا يكشف ولا يصف ولا يشف يحبه الإسلام مع كشف الوجه والكفين فليس فيهما حرج كما قال أهل العلم فمن عندنا أغلى من الله ونبينا ؟ وإذا كان أحدا منا ظالما أحدا أو مقصرا في شئ لله فليسارع ويتوب إلى الله ويعزم على أن لا يعود إلى اى ذنب أحدثه ونطلب دائما من الله في صلاتنا أن يثبتنا على طاعته وان نفعل الكثير من الأمور التي تقربنا من الله مع الصلاة أن يكون لنا ورد يومي (عادة يومية) من القرآن ولو كانت آية نقراها ونتدبر ما فيها ولا نجعله في رمضان فقط بل كل يوما ما اسطتعنا وأن نتصدق ولو بتمرة أو كما قال حبيبنا النبي( صلى الله عليه وسلم) (وان تلق أخاك بوجه طلق) اى نبتسم في وجوه بعضنا وغيرنا ونجعل الابتسامة عنواننا ونجعل خلقنا النبي العظيم الذي كان خلقه القران وان نكون خير وجهه للإسلام الذي امرنا بعمارة الأرض والتعايش مع الآخر والتعلم كل ما ينفعنا وان لا نكون متنطعين متشددين نترك دنيانا ولا نعمل ونقول نحن عباد الله لا فكما قال سيدنا على بن أبى طالب (رضي الله عنه) (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا) فهيا يا اخوانى نحاول أن نحقق هذه المعادلة سويا وندعوا لإخواننا الذين لا يعرفون الطريق إلى الله ندعوهم إليه وندعوا لهم ولنا ولكل المسلمين وكما قال نبينا الكريم (الدال على الخير كفاعلة) صلى الله عليه وسلم ويكون شعارنا فى هذه الحياة (هذا هو ديني هذه هي حياتي). والحمد لله رب العالمين 0

::

أخي الكريم ..
كلمآتكَ رائعة جداً ..
وحروفك النقيّة أتتْ في مكانها المناسب ..
نَفعَ اللهُ بكَ وبقلمك الإسلام والمسلمين ..
وجعلك منبراً من منابر الدعوة ..

::