بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوم رايت الغرب!!!-
اذ تسطع اضواء المكان!!!.....، تسرق منك بعض الوعي، وتدعوك زخارفه لتسبح في تياره، حيث الكل مسرعون..، والكل ينتجون..، والكل يملؤون ما اتاح ( الفراغ) في فرصة حياتهم بما امكن من نشوة..، او احلام بالنشوة...، وامتلاك....، واحلام بالامتلاك...، وضحك ملء الشدقين مع اهمال جرئ للخوف مما سياتي، والحزن على ما كان..
انه نمط حياة اخر..، ونمط موت تال اخر..، قد تعتريك منه بعض دهشة الرؤية الاولى، ولكنك سرعان ما يستفيق منك علوك بالحق ، لترى بوضوح رقي حياتك ثم موتك التالي، اذ ترى ما لا يرون ، وتعلم ما لا يعلمون ، وتصنع ( التغيير) كما لا يصنعون، وتنشد جنة عرضها السماوات والارض كما لا ينشدون، وترجو لقاء رب به قام الوجود كما لا يرجون ....
انه اختلاف( الموقف) الكلي من قضية الوجود ، وبالتالي اختلاف ( تفاصيل ) الفعل اليومي، دقها وجلها، حيث يتباين الهدف ، من مجرد اداء ( عمل) للحصول على ( المنفعة والمتعة) هناك، الى ان يكون عندنا حياة مسؤولة يرى المرء فيها نفسه اكثر من مجرد سحابة عابرة، وانما هو بمفرده ( قضية) ، وحياته ( مسؤولية)، وهدفه ( سعادة صادقة) في هذه الفرصة وبعد الموت، وهو لا ينفك في كل ذلك ذاكرا لخالقه ، متذكرا مفردات تاريخه الشخصي ، وتدرجه في الوعي بذاته ، ونضجه في ادراك ( امكاناته )، و ( احتياجاته) ، و( جدوى افعاله)...
ليست الحياة عندنا (لعبة)، ولا مجرد فرصة لنلهث دائبين لنري ( الاخرين) اننا ( افضل) منهم، فتنفاخر بما لا نملك ، ونستكثر مما لن يبقى، بلا هدف كلي، وننسى
ان العمر صراع اصيل ، بين ان نصنع (العيش) وبين ان نصنع ( الحياة)!!، وميدان صناعة العيش محدود بحدود الفم والفرج، وميدان صناعة الحياة يمتد بعدها ليشمل كل الذات، وكل ما يشكل حقل وجودنا، بما فيه من كل يوم جديد ، ثم... موتنا الوحيد ....
يزول انبهارك بالنموذج الغربي بمجرد رؤيتك مكانك من نفسك ومن ربك ، ومكانهم من انفسهم ومن ( اربابهم)، وترى البون الشاسع في تصور المنشا والمصير، بين ان تكون من سلالة قرد ومصيرك الى مجرد التراب، وبين ان تكون من سلالة من سجدت له الملائكة ومصيره الى لقاء : (رب العالمين).....، وكذلك البون بين عبادة ( العمل)و (المتعة)، وملء ( الفراغ ) باللامعنى، وبين عبادة من اعطاك الوجود ، والاحساس عميقا بجدوى الفعل وامتداده، وسعادة المعنى الصادق، وجدية المبرر للاستمرار، ودفء الاسرة ، وطمانينة التوحيد..
فترى نفسك اذ ذاك تصحو على دقات ( وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين) ، ورفعة( ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين) ، ويحس قلبك صادقا نعمة( بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان) ، فيصدح لسانك مرددا ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله)....،
فتخفت اضواء المكان...
_____________________________________________
اللهم انصر العراق
اللهم احفظ اهلي هناك
الله انصر المسلمين
ياذا الجلال والاكرام
يا رب العرش العظيم
الروابط المفضلة