يتيم يراقب من بعيد .. انبثاق شمس يوم جديد .. يوم يعتبر الفريد والمميز من نوعه.. بالنسبة للكثيرين من حوله ..
يوم من التفاؤل ..هو الأمل ..هو كل ماتحمله الفرحة والابتهاج من معنى .. يوم هو السلام .. هو الامان .. هو اللقاء بين الأصدقاء والأحباب ..ولكنه وقف في وسط كل مايحدث أمامه مذهولاً يتأمل تلك المصافحات ويرى كل أنواع الضحكات .. ويسمع كل وسائل التهنئات ويقول في نفسه .. عيد!! أي عيد هذا ؟ وهل جعل الناس في قلوبنا مسمى السعادة ؟ وبعد التساؤلات أخذ يفكر قليلاً ويتدبر تاريخ هذا اليوم ثم انصرف من ذلك من ذلك المكان الذي تعمّه الضوضاء وذهب إلى زاوية منعزلة مظلمة من أركان الملجأ.. وفجأة قال بصوت عالٍ: لااااااا..لااا.. إنه ذكرى أبشع يوم مر من حياتي .. وجعلني أقضي عشر سنوات من عمري الضائع في عالم الحرمان .. لأنه في مثل هذا اليوم .. قطعت أول تذكرة لمدينة الأحزان .. وخطوت أولى خطواتي نحو أرض الضياع .. والتحقت بمدرسة الألم ..وجلست في صفوف العذاب الأولى .. وتعلمت البكاء بحرقة .. وتهيجت أول حروف الحزن .. وكتبت أول كلمات من الحنين .. وتعلمت أول درس من دروس الفراق .. وبعد ذلك السكون المريب ومازال ذلك اليتيم التائه يتصفح صور الماضي .. التي كان فيها بين أحضان أهله وعلى تراب وطنه . أتاه شخص ما من خلفه وقام بمداعبة شعره الكثيف بكل حنان .. فاستوطن الذهول كل شيء داخله .. ثم نظر بتلك العينان الممتلئتان بالدموع إلى ذلك الرجل فقال له الرجل : تعال إلى حضن عمك الذي لن يتركك أبداً .. فانفجر الطفل بالبكاء بين ذراعي عمه من شدة الفرحة التي مزجت بدهشة رائعة .. وصرخ بأعلى صوته .. لااااا لااا أنا لست وحيداً ..
الروابط المفضلة