عاد الشاب كريم الشيخاوي في الأسبوع الماضي إلى بيت والده بالمغرب بعد سبعة أشهر من المعاناة والتوتر قضاها في بلجيكا إلى جانب والدته ذات الأصل البلجيكي المنفصلة عن والده، وقرر كريم العودة إلى حضن أبيه وشقيقه المهدي الشيخاوي بناء على اتفاق فيما يبدو مع أمه (فاليري دوبوا) وموافقة القاضي البلجيكي المكلف بمتابعة ملف قضيته.
وكان كريم البالغ من العمر خمس عشرة سنة قد وصل إلى بلجيكا في أيار (مايو) الماضي بعدما دبرت والدته عملية لتهريبه من المغرب بطريقة غريبة أقرب إلى المشاهد السينمائية في الوقت الذي كانت في إجراءات سفر كريم وشقيقه المهدي إلى بلجيكا لقضاء عطلة الصيف مع والدتهما قيد الإنجاز، وكان الشاب قد قضى قبل عملية التهريب عشرة أيام في جوار أمه ببلجيكا بموافقة الأب.
وتشكل حالة كريم واحدة من حالات كثيرة مماثلة نشأت عن الزواج المختلط في بلاد المهجر، أصبح حلها مستعصيا لعدة أسباب، من ضمنها اختلاف الأطر القانونية والتشريعية التي تنظم مؤسسة الزواج في البلدين الذين ينتمي إليهما الزوجان، وسبق أن سوت لجنة مختلطة مغربية وبلجيكية مكلفة بالنظر في القضايا المدنية تسعة عشر ملفاً من خمسة وعشرين تخص مشاكل الأطفال المولودين من زيجات مغربية بلجيكية مختلطة، عام 2000. وتتلخص هذه المشاكل عموما في مطالبة أمهات بلجيكيات بعودة أطفالهن المقيمين مع آبائهم بالمغرب، أو بطلب آباء مغاربة منفصلين عن زوجاتهم بالحق في زيارة أطفالهم الموجودين مع أمهاتهم في بلجيكا.
عروسان يتبرعان
من جهة أخرى أقدم عروسان مغربيان على خطوة كان لها تأثير قوي على أسرتهما وأقاربهما وسكان مدينة (القنيطرة) التي تبعد حوالي أربعين كيلو مترا عن الرباط، إذ خصص العروس "عبد الرحيم" وعروسه "سعاد" ريع زفافهما لدعم الشعب الفلسطيني الذي يعاني مآسي الاحتلال الصهيوني في أرضه.
وكانت العروس – وهي طالبة جامعية في شعبة الدراسات الإسلامية – قد قررت التبرع بجزء من مهرها لفلسطين وأبدت رغبتها للعريس الذي فوجئ بالقرار، لأنه هو الآخر كان ينوي تخصيص تكاليف وهدايا حفل الزفاف لدعم الشعب الفلسطيني، والتقت رغبة الاثنين التي لقيت استحسانا كبيرا لدى أهالي العروسين وحماسا قويا.
وتم حفل الزفاف في جو هادئ ومتواضع بعيدا عن البهرجة ومظاهر الزينة والثراء، إذ اقتصر أهل العروسين على تقديم الشاي والحلوى فقط دون أصناف المأكولات والمشروبات، كما هي عادة الكثيرين من الشبان المغاربة، وخاصة الشابات اللواتي يجعلن من مثل هذه المناسبات السعيدة فرصة لإظهار الزينة، وموعدا لصرف التكاليف الباهظة، وتمت إقامة الحفل في بيت متواضع، كما ألقى العريس موعظة أمام المدعوين بنفسه.
منقول ــــــــــ
الروابط المفضلة