ذكرى عظيمة ..نعيشُها في واقعٍ مؤلم
مرَّت علينا بالأمس ذكرى عظيمة ، تجسَّدت فيها أهمّ معجزتين في الإسلام .
"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الإسراء : 1]
المسجد الأقصى المبارك
تلك الرِّحلة الربانية ، الَّتي قام بها خيرُ البشر- محمد صلى الله عليه وسلم-
فكانت بمثابة البُشرى لما لاقاه ومن أسلم معه من أذىً و إهانة على أيدي الكفار.
ارتحل النبيُّ صلى الله عليه وسلم على البراق ، ليهبطَ في الأرض المباركة
أرض بيت المقدس ، فربط البُراقَ بالحَلَقَةِ التي يَرْبِطُ بها الأنبياءُ
ثم دخلَ المسجدَ الأقصى فصلَّى فيهِ ركعتين.
وصلّى بالأنبياء إماماً، جمَعَهم الله له هُناك كلّهم تشريفاً له
وبياناً بوجوب الإيمان به كرسولٍ للنَّاسِ كافة
وما اجتماع الرسولِ الكريم بالرُّسلٍ في المسجد الأقْصى، إلاّ رسالةً إلى أمَّةِ الإسلام
بأهمية هذه الأرض التي بارك الله حولَها ، وما نراه من واقعٍ مؤلمٍ
يتجسَّدُ باحتلالِ هذه الأرض من قِبَلِ هؤلاء الصَّهاينة الأنجاس
الذين يعيثون فساداً في هذا المكان المبارك ، إنَّما يعكسُ ما وصل إليه حالُ المسلمين
من تردِّي أوضاع ، وسوء حال ، وضعف همَّة .
المسجد القِبلي
تلك البقعة الطاهرة التي حدثت فيه المعجزة ، تعاني اليوم وتستصرخ أصحاب
النخوة
تناشد المسلمين ، تنادي وتصرخ بأعلى صوتها :ألا من صلاح دين آخر؟!
فاليهود عبثوا ، وغيروا المعالم ، وأباحوا المحرَّمات ، وضيقوا الخناق
وضعوا الحواجز ، وأعادوا المسميات
أصبح حائط البراق ..حائطاً للمبكى ، وهو بريءٌ من دموعهم النجسة
يا حائطاً شَرُفْتَ بمقدمِ أحمدَ .... على البُراقِ معراجٌ وإسراءُ
تـتوقُ إليـكَ الروح وإن بَعُدّْتَ .... وفرَّقتـْنا مسافـاتٌ وأجواءّ
ذرف أبناءُ الخنازيرِ دموعَهم ....كذِباً وزوراً تشهدُ بذلك الأنـباءُ
أسموكَ حائطاً للبكاء وأنت.... حائطُ البراقِِ إنْ شاءوا وما شاءوا
هذا المعلم التاريخي الإسلامي الذي ارتبط مسماه بمعجزتين من معجزات
الرسول صلى الله عليه وسلم ، الإسراء والمعراج
والذي يُعتبر جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك
استولى عليه الصهاينة بلا أي سند تاريخي أو قانوني, أو دينيّ ،
مُدَّعين أحقِّيَّتهم به على إثْرِ زعمهم عن الهيكل المفقود زوراً وبهْتاناً
دموع الكذب التي تعودوا أن ينالوا استعطاف العالم بها
منعوا المسلمين عنه وجعلوه مزاراً لهم وللمُتَصهينين أمثالهم
قبة الصخرة
لن نستسلم لمخطَّطاتهم ، لن يسْلبونا مقدَّساتنا الإسلامية ، لن يأخذوا حقوقنا الشرعية فيها
مهما زعموا ، وكيف كانت الصورة التي قدموها للعالم ، ومهما تعرضت تلك
المقدسات لعمليات التهويد - و تحت أنظار العالم -
مهما قلنا فالحديث عن المسجد الأقصى لا ولن ينتهي ، سيبقى مدادُ أقلامِنا سائلاً
يكتبُ ويعبِّرُ ، عن تلك البقعة الطَّاهرة، ستظلُّ أقلامُنا تفضح مخططاتهم
وتكشفُ للعالم ألاعيبهم
التي يظنُّ الصَّهاينة أنها ستُؤثِّرُ فينا وتفُتُّ من عزائمَنا
{ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}
ستبقى كتاباتنا النبراس والسنا الذي يبعث فينا الأمل والقوة والعزيمة الجبارة
إلى أن نعودَ ونصليَّ على ترابِ الأقصى كما صلى عليه آباؤنا وأجدادنا
عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيّوبي
أم محمد
الروابط المفضلة