بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد



مع آهات صدري.. فالنصر قادم
الشيخ أيمن سامي



الحمد لله كاشف البلايا واهب العطايا علام الغيوب ، والصلاة والسلام على عبد الله المصطفى ورسوله المجتبى نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

آه ٍ صادرةٌ من صدرٍ مكلوم ..
آه ٍ نابعة ٌ من قلبٍ جريح ..
وكيف لا وأمتي دماءها تنزف ، وأشلاءها تمزق ..
تجتاح من أطرافها ويطعن قلبها ..
أف ٍ لعين ترى وتسمع ثم لا تدمع ..
أف ٍ لقلب يرى ويسمع ثم لا يدمى ..

يا أمتي .. ..
أعملوا فيك السهام ..
يا أمتي .. ..
تسلط عليك اللئام ..

أحبتي ...
قلبوا البصر شمالا ً وجنوبا .. شرقا ً وغربا ..

يا الله .. يتامى ومساكين .. ثكالى ومشردين .. أرامل و مذبوحين .
غزو عسكري ضد المدنين .
المدنيون العُزل تحت أزيز الطائرات وقصف الدبابات وأليم الغارات .
آلاف القتلى حتى إنك لترى أشلاء الجثث في الشوارع مرمية .

أما من قدر له ـ بالرغم من هذا ـ أن يعيش فيا ترى ما هو مصيره ؟ .
ها هي عجوز تخرج من بيتها أما إلى أين ؟ فهي لا تعلم ، فكيف سنعلم نحن ؟ ! .
ومن بقي في داره فحدث ولا حرج عن حياة البؤس والذل في ظل رؤية الإخوان والأحباب يفعل بهم ما تستحي منه السباع الضارية.
أي والله .. لقد مس أمتنا البأساء والضراء وزلزلت زلزالا شديدا .

في ظل هذا كله يعلو صوت القرآن .

{ أم حسبتم أن تتركوا ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب } .
نعم والله نصــــــــــر الله قـــــــــــــريب .

إنها سنة الله لأولياءه وأحبابه :
{ حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين } .

وعد الله جل وعلا :
{ وكان حقا علينا نصر المؤمنين } .
{ ألا إن حزب الله هم الغالبون } .
{ وإن جندنا لهم الغالبون } .

نعم... أعداء الله يمكرون ويخططون ولكن العاقبة والمستقبل للإسلام .

{ إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون }
{ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون }
{ إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا }
{ ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين }

وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يؤكد هذا ويدل عليه..
ففي مسند أحمد ومستدرك الحاكم وصححه ، وقال الذهبي صحيح على شرط مسلم من حديث أبي رقية تميم الداري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
« ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار.. ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا ً. يعز الله به الإسلام وأهله وذلا ً يذل الله به الكفر. »
فكان تميم يقول : قد عرفت ذلك. أهل بيتي..
لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ، ولقد أصاب من كان كافرا ً منهم الذل والصغار والجزية .

أحبتي :
لقد استمعنا إلى الألم والأمل ولم يبق إلا العمل .
إن حقا ً علينا أن نعمل من أجل هذا النصر ، وكل يستطيع أن يبذل جهده في ميدانه الذي يطيق ويحسن العمل فيه .
النصر للمؤمنين الصادقين : { وكان حقا ً علينا نصر المؤمنين }.

النصر للعاملين المجدين لا للكسالى النائمين : { الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر }
هؤلاء هم الموعودون بالنصر في الآية التي قبلها { ولينصرنّ الله من ينصره }.

إن حقا ً على من سمع تلك الكلمات أن يبادر وبسرعة في نصرة هذا الدين بتوزيع مقالة أو نشر شريط أو كلمة طيبة أو بسمة رقيقة أو معاملة حسنة فضلا عن الدور المعلى لأولي الأمر من فتح باب الجهاد ونشر الحق وبذل المال والنفس..
{ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم }..

وعندها { يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو القوي العزيز وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون }.
اللهم نصرك الذي وعدت .
يا رب عجل لأوليائك الفرج .
اللهم أطعم الجائع واسق الظمآن وداو الجريح وفك الأسير
يا مجيد يا مجيد يا ذا الأمر الرشيد والبطش الشديد يا فعالا لما يريد.. أقرّ أعيننا بعز الإسلام والمسلمين .

كتبها / أيمن سامي