الإستعداد للحرب بين الأمل واليأس

الناظر في هذه الأيام لما يجري من حشدٍ كبير للجيوش للهجوم على العراق وتحطيم قدراته قد يملؤه الإحباط واليأس ، ويظن أن الإسلام والمسلمين في خطر عظيم ، وأن الحرب القادمة ستأتي على ىالأخضر واليابس فلا تذر شيئاً إلا جعلته كالرميم ..

وقد كثر الحديث في الجرايد والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة عن مخاطر هذه الحرب ، وكثر التخوف على المسلمين في الخليج خاصة وسائر الدول العربية ، وأقول والله تعالى الموفق أن المسلم بنبغي أن يمتلىء أملاً عوضاً عن اليأس ، وأن ينظر لهذه الأحداث نظرة المتوكل على الله تعالى لانظرة المتشائم المحبط ، ونظرة الواثق بأن العاقبة للمتقين لانظرة المعظم لحركات الكافرين ، وينبغي للمسلم أن يتذكر التالي في هذا الخضم من الأحداث العظام:
-إن أقدارالله تعالى كلها خير ، وما يدريه لعل الله تعالى يجعل من هذه الحرب التي يبدو أنها على الأبواب فتحاً وفرجاً للمسلمين ونصرة لهم من حيث لايحتسبون ، ألم يقل الله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم ) وعسى أن تكون تمحيصاً للصف وتنقيةً له .
-إن الله تعالى لن يسلم عباده إلى هؤلاء الكافرين وإن تضررنا فلن نتضرر إلا بأذى مؤقت ثم يزول سريعاً ، ألم يقل الله تعالى لن يضروكم إلا أذى ) أذىً ظاهرياً لايصل إلى هز معتقداتنا وثوابتنا وآمالنا.
-إن النصر النهائي للمسلمين لاشك فقد قال تعالى: ( إنا لننصر رسلنا والذين ءآمنا في الحاة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) وقال سبحانه: ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) وقال تعالى ) إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )..وقال تعالى ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً) ، وإذا كان الأمر كذلك فلنتذكر قول الله عز وجل : ( فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً جزاءً بما كانوا يكسبون ) ونتذكر قول الله تعالى : ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون ) .
-وهناك أمر في غاية الأهمية ألاوهو: أن الله تعالى بشرنا بأن كل مخططات الكافرين ودراساتهم الإستراتيجية ومراكز أبحاثهم ، وكل مايفعلونه ويقولونه ليكيدوا لنا ويجلبوا لقلوبنا اليأس والإحباط كل ذلك زائل لامحالة ومنقلب عليهم حسرةً ووبالاً في الدنيا والآخرة ، فقد قال تعالى إن الذين كفروا بنفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرةً ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) ..الله أكبر..إن هذه الآية تبشرنا بما لامزيد عليه من ألأمل ، فلا خوف على الإسلام إذاً ولا على المسلمين ، فالله تعالى حافظهم ومنافح عنهم .
-ينبغي ألا تصدنا هذه الإستعدادات القائمة على قدم وساق أن نعمل كل مافي وسعنا لإعلاء شأن ديننا ورفع رايته ، فالدعوة إلى الله تعالى ينبغي أن تستمر ، والنشاطات الإسلامية المختلفة ينبغي ألا تنقطع ، والإنفاق في سبيل الله تعالى ينبغي أن نشجع الناس عليه، إذ الإنفاق في هذه الأحوال الصعبة مما يرضي الله تعالى ويرفع البلاء والنقمة .
-ولاننسى أن ندعو لإخواننا المسلمين في كل مكان بأن يحفظهم الله تعالى ويصونهم ويحمي دماءهم وأعراضهم وأموالهم ، وينصرهم على أعداءهم والله الموفق .

منقول من موقع http://www.mostashark.com/