بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتفرد بالكمال والجلال ..الحمد لله الذي أمرنا بالرجوع عند الاختلاف إلى حكمه وشرعه..
والصلاة والسلام على من عصمه ربه..وجعله هاديا مهديا..بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين..وبعد:
إن أي مسألة من مسائل ديننا ..نرجع فيها إلى حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم..فهما المصدران اللذين أمرنا ربنا بالرجوع إليهما والاستقاء منهما..
فإن سألنا عن حكم شرعي فوردنا جواب عن هذا الحكم من شخص ما مهما كان هذا الشخص من علو المنزلة والمكانة..عرضنا ذلك على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن كان موافقا لهما رضينا به وقلنا سمعنا وأطعنا..وإن كان مخالفا لهما رددناه في وجه صاحبه..مهما كان ذلك الشخص من المكانة والمنزلة..حتى وإن كان عالما كبيرا أو شيخا مرموقا أوداعية مشهورا..إذ لا معصوم إلا من عصمه الله..
وكل شخص من البشر معرض للخطأ ومجانبة الصواب فمهما بلغ من المنزلة والمكانة..فهو بشر يبقى بشرا يصيب ويخطئ..
فمرجعنا هو الوحيين الكتاب والسنة..
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : ( ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه ، فمهما قلت من قول .. أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت .. فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهو قولي
وقال : ( أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لم يحل له أن يدعها لقول أحد )
وقال : ( كل ما قلت .. فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح .. فحديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى .. فلا تقلدوني)
وأما الإمام أحمد رحمه الله تعالى فقد قال : ( لا تقلدني .. ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري .. وخذ من حيث أخذوا)..نعم وخذ من حيث أخذوا..
وقال : ( رأي الأوزاعي ، ورأي مالك ، ورأي أبو حنيفة كله رأي .. وهو عندي سواء .. وإنما الحجة في الآثار)
قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك .. إلا النبي صلى الله عليه وسلم)
وقال أبو حنيفة رحمه الله : ( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه
وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي ) زاد في رواية : ( فإننا بشر ..نقول القول اليوم ونرجع عنه غداً)
وقال : ( إذا قلت قولاً يخالف كتاب الله تعالى وخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فاتركوا قولي)
فالمقصود دائما أن مرجعنا الكتاب والسنة فأي قول خالفهما رمينا به عرض الحائط
كائنا قائله من كان..
أسأل الله أن يعصمنا من الزلل ..وأن يوفقنا لصلاح القول والعمل..
والله تعالى أجل وأعلم..
الروابط المفضلة