هذا تلخيص لمحاضرة الشيخ محمد صالح المنجد بعنوان " الشهوة الخفية : حب الرئاسة وحب الظهور "

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه

قال تعالى : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
وللشرك صور متعددة
· شرك جلي يعرفه كل أحد ، والمسلمون بعيدون عن هذا النوع .
· شرك خفي يخفى على كثير من الناس ، وكثير من المسلمين يقعون في هذا النوع .
أولا : حب الرئاسة :
حب الرئاسة حالقة تحلق الدين ، وخطورته على الدين أشد من خطورة الذئب الذي يترك على الغنم . قال صلى الله عليه وسلم : " ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه "
وبعض الناس يزهدون في المأكل والمشرب ولكن لا يزهدون في الرئاسة .
قال بشر : ما اتقى الله من احب الشهرة .
وقال يحيى بن معاذ : لا يفلح من شممت منه رائحة الرئاسة .

من مظاهر حب الرئاسة :
1- لا يعمل إلا إذا صُدِّر .
2- يحب ذكر الناس بالنقائص ليتميز بالكمال .
3- لا يدل على من هو أفضل منه .
4- الحسرة إذا زالت الرئاسة منه .

من أسباب حب الرئاسة :
1- التحرر من سلطة الغير .
2- الرغبة في التسلط على الآخرين والتلذذ بإصدار الأوامر .
3- عدم تقدير عواقب التقصير في الآخرة . قال صلى الله عليه وسلم : " ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولا يده إلى عنقه ، فكه بره أو أوثقه إثمه ، أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزي يوم القيامة " .

آثار حب الرئاسة :
1- السعي إليها بغير مبرر شرعي ( سبب من أسباب إحباط العمل ) فقد يظلم من أجل الرئاسة فلا إخلاص .
2- حرمان التوفيق . قال صلى الله عليه وسلم : " يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة ، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها " .
3- الوقوع في البدعة والضلال .
4- الابتلاء بالشحناء وتفرق الشمل .

العلاج :
1- اللجوء إلى الله تعالى بأن يرزقه الإخلاص والسداد .
2- استشعار المسؤولية ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " .
3- تقدير النفس ( محاسبتها ) ، " رحم الله امرئا عرف قدر نفسه " ، " يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة " ، " يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم "
4- التفكر في العاقبة يةم الحساب . " إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي : أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إ من عدل " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " ليمنين أقوام وُلُّوا هذا الأمر أنهم خروا من الثريا وأنهم لم يتولوا شيئا " .
5- إيثار الباقي على الفاني والتفكر في هذه الدنيا وزوالها .
6- التفكر في حال السلف في قضية موقفهم من الإمارة والرئاسة . " إن الله يحب العبد التقي النقي الخفي " ، وكذلك تهرب السلف من القضاء والفتوى .
7- التعود على الطاعة بالمعروف ويقبل أي منصب وضع فيه .. " طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان فل كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع " .
8- على من كان له الأمر ألا يولي من طلب الولاية . " إنا لن نستعمل على عملنا من أراده " ، " إنا والله لا نولي على أمرنا أحدا سأله أو أحدا حرص عليه " .

شبهة :
- إذا قال قائل إن المجتمع كثر فيه المقصرين وكثرت المهام فهل أطلب الرئاسة لأني أرى من نفسي القدرة عليه ؟
الرد :
- المجتمع المسلم الصحيح يبرز الطاقات بلا تكلف أو حاجة إلى أن يزكى البعض أنفسهم ، لأن المجتمع إن كان صحيحا فستبرز الطاقات ر شعوريا ، لأن كل فرد سيعمل ما في وسعه ويبدي رأيه بنية خالصة صحيحة . لذلك ينبغي السعي لإقامة مجتمع إسلامي لا يبخس بعضهم بعضا فيه .
- إن المهام ف المجتمع الإسلامي كبيرة والصالحون لا تغريهم هذه المهام حتى يزكوا أنفسهم مخافة التفريط ، لكن المجتمع يفرزهم ويبرزهم دون أن يزكوا أنفسهم .

من ابتلي بالرئاسة :
ينبغي على من ابتلي بالرئاسة :
1- أن يكون أهل العقد والأمر متجردين من الأهواء والانحرافات عند ترشيح أحد لمنصب من المناصب والرجوع والأوبة عند الاختلاف .
2- أن يكون خاشعا لله متواضعا للناس . قال الذهبي في الفضيل : حاز من الرئاسة في بلده والرفعة مالم يصل إليه أحد قط من أهل بلده وما زاده إلا تواضعا وخشية لله .
شبهة :
- لماذا طلب يوسف عليه السلام المنصب ؟
- لماذا يقول عباد الرحمن : واجعلنا للمتقين إماما ؟
الرد :
- الآية ( واجعلنا للمتقين إماما ) معناها اجعل من بعدنا يقتدي بنا وبأعمالنا الصالحة ، فهم إذا يطلبون من الله وليس من الناس أن يكونوا على منزلة عالية من التقى وزيادة في الأجر بحيث يقتدي الناس بهم .
- أما يوسف عليه السلام فللرد على هذه الشبهة هذه النقاط :
1- كان يوسف عليه السلام في مجتمع كافر وهو يعلم من الله أن الأرض سيأتيها قحط سبع سنين ، وقد يهلك فيها الأخضر واليابس .
2- العمل الذي سيتولاه يوسف عليه السلام شاق جدا ، فليس فيه راحة ودعة وترف .
3- يوسف علي السلام يعلم من نفسه أنه قادر على هذه المسؤولية العظيمة .
4- يوسف عليه السلام يعلم أن هذه المسؤولية تنقطع لها أكباد الرجال ، وهو سيوفر من زرع سبع سنين قوت سبع سنين أخرى ، فهو سيطعم شعوبا وليس شعبا واحدا .
5- يوسف عليه السلام يريد أن يجعل من هذا المنصب طريقا للدعوة إلى الله تعالى .
6- يوسف عليه السلام لا يعلم أكفأ منه ليتولى هذا المنصب .
قال بعض العلماء : يجوز للمرء أن يطلب المنصب إن كان في يد بعض الخونة ولا يوجد من يتقدم من الأمناء وربما يأثم إذا سكت على ذلك ( دون غرور أو عجب ) .

ثانيا : حب الظهور والشهرة :
حب الشهرة عند المتدينين والفسقة كل بحسب ميوله ، وسيكون الحديث عن القسم الأول .

ظاهرة حب الظهور وأسبابها :
1- إظهار العمل الطيب للناس وإخبارهم بأنه فعل وفعل .
2- طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء .
3- تصدر المجالس .
4- الفرح بالمدح ولو كان باطلا والتحدث به .
5- التألم لفوات المدح .
6- الغضب من النصيحة ويدافع عن نفسه بالباطل .
7- افتعال المواقف ونسج القصص والخيالات المطلوبة أمام الناس .
8- الإكثار من قول أنا ، ولي ، وعندي .
9- المبالغة في وصف مواقفه وسرعة بديهته . فقد يشترك مع شخص في عمل ، فإذا جاء ليصف العمل ينسى مشاركة صاحبه ويظهر نفسه فقد وربما كان فعل غيره أجود منه .
10- سرقة مجهودات الآخرين .
11- يتحرج من قول لا أعلم .
12- يكثر مجالسة قليلي الخبرة حتى يبرز ، لا ليربيهم ولكن ليبرز أمامهم .
13- انتقاص الآخرين ، ويؤثر أن يبقيهم على جهلهم لإبراز نفسه .
14- الحسرة على فوات الفرص التي تتيح له الظهور .
15- إبراز نفسه بالأهمية ويبدي أنه مشغول وعنده مواعيد والحقيقة خلاف ذلك . " فالمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور " .
16- يلبسون ملابس الشهرة ويركبون مراكب الشهرة . قال شهر بن حوشب : من ركب مشهورا من الدواب ولبس مشهورا من الثياب أعرض الله عنه ولول كان كريما .
17- الإعجاب بالنفس . عن أبن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاث مهلكات وثلاث منجيات ، ثلاث كفارات وثلاث درجات ، فأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ........... " .
18- الرغبة في ثناء الناس .
19- التربية الخاطئة في البيت أو الوسط ، كأن يقدم ويثنى عليه وليس كذلك .
20- أن يبتلى ببعض الناس الذين يرفعونه ويقدرونه وليس بأهل لدلك .

العلاج :
1- التواضع لله . " رب أشعث مدفوع بالأبواب من لو أقسم على الله لأبره " .
2- إخفاء العمل
- أويس القرني خير التابعين وشدته في الهروب من الظهور .
- قصة عبد الله بن المبارك في القتال وإخفاء وجهه بكمه .
- صاحب النقب وشروطه في إخفاء عمله واسمه لما فتح الله على يديه الحصن .
3- أن يجالس المتواضعين والعلماء والصالحين .
4- أن يحاسب نفسه بالكلمة والحركة .
5- إذا عوتب لا ينفي عن نفسه التهمة ولكن يسأل الله السداد .
6- يمنع المداحين ويسكتهم .
7- الدعاء بأن يرزق الإخلاص .


وهذه رابط للمحاضرة الشـــهوة الخــفيــه




هذا الموضوع أرسله إليكم عضوا من أعضاء لك وتلبية لرغبته وضعته

موضوع مهم للغاية فجزاك الله أختي خير الجزاء
وجزى الله من أرسل الملخص خيراً وبارك الله فيه
ونفعنا الله بعلم الشيخ محمد المنجد حفظه الله

جزاك الله خير الجزاء غاليتي الخنساء على الموضوع الهام ..
وبارك الله في الشيخ محمد المنجد وبارك الله لنا في علمه .. وبارك الله في العضو الذي أرسل الموضوع ..

وجزكن الله خيرالجزاء أخواتي ..

بارك الله فيك أختي الخنساء .....

وبارك الله في هذا العضو وكثر من امثاله ...

وجزا الشيخ محمد المنجد خير الجزاء وجعله في موازين حسناته .....

وفيك بارك أختي مسك ..