الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد


نعم فالسينما والمسرح ضرورة لتطور المجتمع ,فلن نبني المصانع ونشيد الطرق ونخترع المخترعات ونكون أقوياء اقتصاديا وعسكريا , بل ربما غزونا الفضاء إذا عرضنا مسرحيات أو فتحنا دور السينما وخاصة إذا اختلط الرجال بالنساء , وقا مت النساء بقيادة السيارات وبالرياضة وإذا تحررن من الإلزام بالدين والحجاب , وسيرضى عنا الكفار وسيجعلونا من الشعوب المتقدمة وستكتب عنا الصحف في بلاد الكفار على صفحاتها الأولى مشيدة بماعندنا من التقدم والحرية للمرأة

هذا هو لسان حال المنافقين الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا , لما في قلوبهم من مرض الشبهة والشهوة, وقد حذر الله منهم ومن طاعتهم في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فإن الهلاك في طاعتهم والنجاة في مخالفتهم وإتباع الحق..



فهم يظهرون الباطل بصورة الحق

والضرر بصورة النفع

والفسق والفجور بصورة الحرية

والهلاك بصورة النجاة

وإرضاء الكفار والفسَاق بصورة العقلانية والدهاء والسياسة

والآمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورة التدخل في شؤون الآخرين وكبت حرياتهم


ونشر المجون والرذيلة بصورة الترفيه البرئ

وإفساد المرأة بصورة تحريرها


والخلاصة أنهم يظهرون كل فساد بصورة الصلاح والإصلاح


فقد قال العليم بأحوالهم وأقولهم في كتابه العظيم (وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) ,فقال الله رادا على قولهم ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)


فما هو هدف هؤلاء من فتح مايسمى بالسينما؟؟


وما هو هدفهم للحرص على اختلاط النساء بالرجال؟؟


وما هو هدفهم من المطالبة بقيادة المرأة للسيارة ؟؟


وما هو هدفهم لممارسة المرأة الرياضة ؟؟


إن هذه الأمور هي وسائل وليست أهداف للوصول إلى الهدف الرئيس الذي هو

((((إزالة قوامة الرجل على المرأة)))

فتكون المرأة تصنع ما شاءت من الخروج مع من هب ودب والسفر بدون محرم, والعمل والاختلاط دون ولي أو حسيب أو رقيب , فيفتح الفساد على مصراعيه ويخترق أعداء الأمة من اليهود والنصارى وغيرهم من الكفرة المجتمع الذي هو لب أهل الإسلام ومأرزهم ومنه انطلق, وعلى أرضه مشى خيار الأمة وأئمتها وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشروا فيها دين الله ببذل أموالهم وأنفسهم , وهو مهوى أفئدة المسلمين وفيه قبلتهم وحرم رسولهم صلى الله عليه وسلم


فإذا أفسدت المرأة فلا تسأل عن المجتمع بعد هذا ..


وقد ذكر الله أوصاف المنافقين في القرآن , ففي أطول سورة في القرآن ذكر في أولها أربع آيات في ذكر صفات المؤمنين وآيتين في صفة الكافرين وثلاث عشر آية في صفات المنافقين , وذكر جملة من صفاتهم في سورة النساء وفضحهم في سورة التوبة وفي سورة تسمى باسمهم وهي (سورةالمنافقون )..وخطرهم وضررهم أشد من الكفار المعلنين , لأن الكافر المعلن عداوته ظاهرة وأما هؤلاء فإنهم يعيشون بين المسلمين ويتسمون بأسمائهم فالتحرز منهم أشق وشرهم على المسلمين أشد والحذر منهم أوجب , فهم يبغضون المؤمنين كما قال تعالى(قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر), وهم يخادعون المؤمنين بدعواهم الإيمان (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن), وهم يفرحون بمصائب المؤمنين ويحزنون للنعم التي تصيب المؤمنين قال تعالى (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها ), ومن أظهر صفاتهم الكذب , والكيد للمؤمنين فظاهرهم مع المؤمنين وباطنهم مع الكفار المعلنين قال تعالى(ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب)


وفيهم تكبر عن الحق من الكتاب والسنة قال تعالى(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ) فإذا نوصحوا وذكروا بالله صعروا خدودهم تكبرا وإعراضا
عن الحق وصدا عنه..

وكان سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله يستشهد كثيرا بحديث حذيفة رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري في صحيحه للتحذير من هؤلاء وأشباههم من دعاة النار والفساد,قال البخاري رحمه الله في الصحيح :حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الوليد بن مسلم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن جابر ‏ ‏حدثني ‏ ‏بسر بن عبيد الله الحضرمي ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏أبا إدريس الخولاني ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏حذيفة بن اليمان ‏ ‏يقول ‏
‏كان الناس يسألون رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه ‏ ‏دخن ‏ ‏قلت وما دخنه قال ‏ ‏قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك



ولكني أبشر هؤلاء على طريقة قوله تعالى(فبشرهم بعذاب أليم ).


أنهم يسبحون عكس التيار لأن الأمة- بحمد الله- في مشارق الأرض ومغاربها تعيش عودة إلى الالتزام بالدين حتى من يسكنون في بلاد الكفار ..

فهؤلاء يريدون منا أن نذهب إلى الطريق المهلك الذي سلكه غيرنا من مجتمعات حولنا وعرفت وباله ورجعوا عنه إلى الطريق المستقيم إلى الإلتزام بالدين وبشرع الله القويم ..


فانظروا إلى مجتمعات كثيرة حولنا فتحت السينما وغير السينما من المسارح والتمثيل والرياضة والصحف الماجنة وغير ذلك من وسائل الشر والفساد..ولكنها عادت بعدما عرفت أنه طريق وبيل مهلك


ولك أن تتأمل بعض أحوال الأمة بحمد الله وتعلم يقينا أن هؤلاء مخذولون مرذولون لن يصلوا إلى مقصودهم من الفساد والإفساد وسأذكر لك أمثلة منها:

• فكم من الأضرحة التي كانت تعبد من دون الله وترك الناس عبادتها وهجرت بحمد الله ولم يبق متعلقا بتا إلا القليل من الجهلة والمتعصبين .
• وانظر إل ى البدع التي زال كثير منها كبدعة المولد وغيرها والتي كانت قد عمت وطمت ونشأ عليها الصغير وشاب عليها الكبير , وصار الناس حريصين على الالتزام بالسنة والتحري والسؤال لترك البدعة .
• وانظر إلى المساجد كيف تمتلئ بالصغار والكبار والشباب وكان ليؤمها إلا كبار السن .
• وانظر إلى إقبال النساء على الالتزام بالحجاب وكثرة دور التحفيظ النسائية بل وكثرة الداعيات إلى الخير بل والمحاضرات على أخواتهن من النساء
• وانظر إلى كثرة الداخلين في الإسلام في كل بلد من البلاد حتى في بلاد الكفار من النساء والرجال
• وانظر إلى كثرة المواقع في النت التي تدعو إلى الخير نسائية ورجاليه وحتى للأطفال .
• وانظر إلى كثرة القنوات الإسلامية والإقبال عليها وأما قنوات الفساد والإفساد فلا يقبل عليها إلا السفهاء أتباع كل ناعق , وأما العقلاء وصفوة المجتمع فهم ليقبلون بدخولها بيوتهم فضلا عن أن يتابعوها , وكذلك المجلات الإسلامية الجادة النافعة .
• فتيار الأمة العام ولله الحمد –حتى وان ظهر على بعضهم بعض القصور أو التقصير فهم لايرضون بنشر الفساد والإفساد في الأمة , بل يحاربونه وينكرونه ..
• فالناشرون للفساد والمروجون له هم قلة مرضت قلوبهم بالشهوات والشبهات , ونحن نعلم أن الله مظهر
دينه وناصره وناصر أولياءه ولكنه فتنة واختبار ليميز الله الخبيث من الطيب



وأبشرهم بشارة أخرى أدهى هي مهلكة وقاضية على أمل كل مفسد في فساده أو دعوته للباطل

ولكن قبل أن أقولها أسألكم سؤالا وهو:


ما رأيكم لو رأيتم شخصا واقفا أمام الشمس يريد أن يفيء نورها بنفخه عليها بفيه ماذا سيقال عنه ؟

حتما سيقال إنه مجنون .

فأعظم جنونا منه من يرد إطفاء نور الله وهو دينه الذي أنزله على عباده كما قال تعالى:

(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)

ثم قال تعالى : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )

فهاتان الآيتان كافيتان لنعلم أن دين الله ظاهر ومنصور ومعادية مقهور ومدحور ,لأن هذا الدين محفوظ بحفظ الله له , بأن حفظ كتابه الذي هو المصدر المعصوم من التحريف والتبديل ,وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي الوحي الثاني , ثم بوجود الطائفة المنصورة والفرقة الناجية التي تبقى على الأمر الأول الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام والقرون الثلاثة المفضلة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )


فلو فتحوا آلاف القنوات وألفوا ملايين الكتب وأصدروا ملايين المجلات وأطلقوا مئات الإذاعات ,فلن يحصدوا إلا السراب فدين الله ظاهر ومنصور, ولكنه ابتلاء وامتحان ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وليميز الله الخبيث من الطيب

قال العلامة بن القيم رحمه الله

والحق ممتحن ومنصور ************ فلا تعجب فهذي سنة الرحمن


ومما يناسب ذكر قصة لأحد المشايخ رحمه الله عندما كان جالسا ذات يوم وعنده شخص فقال لهذا الشخص:


كم من الناس حارب دين الله وعاداه ؟؟

فقال هذا الشخص مجيبا الشيخ: كثير

فقال الشيخ : وكم من شخص ناصر دين الله ؟

فقال هذا الشخص: كثير أيضا

فقال الشيخ : ذهبوا كلهم وبقي دين الله.





وأقول سنذهب كلنا ويبقى الدين ولكن شتان بين من ناصر دين الله وكان من أولياء الرحمن , وبين من عادى دين الله ونشر الشرك أو البدعة أو الفساد وصار من أولياء الشيطان وحزبه ..
سأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يهدي هؤلاء ليكونوا دعاة خير وأن يستغلوا ما أعطاهم الله من المالوالصحة والجاه والعمر وسائر النعم في نصرة دين الله لينفعهم هذا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم , سليم من كل شبهة تعارض خبر الله وشهوة تعارض أمره ونهيه
________________________________________

للمراسلة :
ali_aljebali@hotmail.com


منقووووووول عن الشيخ /علي بن صالح الجبالي

بارك الله فيك يااختي

وجزاك الله خيرا

بارك الله فيك

حسبي الله وكفى اللهم من ارادنا بسوء فاشغله بنفسه

جزاكِ الله خيرًا على هذا النقل ونفع بكِ
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين و احفظنا بالإسلام قاعدين و احفظنا بالإسلام راقدين و لاتشمت بنا عدوًاحاسدًا يا حي يا قيوم .

جزاك الله خيرا

بارك الله فيكم أخواتي الغاليات

ومشكورين على مروركم