حزمت بغداد عدة الحرب وتوجهت تماماً نحو خطوط الدفاع، وفيما يشبه إعلان حرب لمواجهة
أسوأ الاحتمالات طلب الرئيس صدام حسين من مواطنيه حفر خنادق في حدائق بيوتهم اتقاءً من القصف الجوي. ويرى خبراء في شؤون الدفاع أن هذا الإعلان يؤكد اليأس من إمكانية إحداث انعطافه في الأزمة العراقية بالطرق السلمية وإدراك بغداد أن مواجهة الحرب مصير لا بد من القبول به. ولا أحد يقرأ في وجوه المواطنين على الرغم من انهماكهم بيوميات رغيف الخبز هذه الأيام سوى الخشية من عواقب ما سيحدث. وبدا واضحاً أن استراتيجية بغداد ستتمثل بمحاولة جر القوات الأمريكية إلى قتال شوارع وإنهاك قدراتها التعبوية في حرب عصابات. وتوضحت خطة الدفاع عن العاصمة تماماً في اللقاء الذي جمع الرئيس العراقي بقيادات الوحدات الإدارية بحضور وزير الداخلية.وتقوم هذه الخطة على توزيع قوات المقاومة على ثلاثة خطوط دفاعية تكون مدينة بابل الأثرية (100 كيلو متر غربي بغداد) خطها الأول الذي يطلق عليه العسكريون اسم"الحجابات" فيما ستحتل المدن التالية الخطين الثاني والثالث قبل أن تتولى قوات القلب داخل العاصمة أية مهمة ميدانية.وشكك الخبراء في قدرة القوات الغازية على استثمار السيطرة الجوية المطلقة في عملية زحف بري أو التحامي تتسبب في وقوع آلاف القتلى. وقد توعدت بغداد بإحداث خسائر جسيمة بالقوات الأمريكية إذا هي لجأت إلى الزحف نحو المدن.وصار في حكم المؤكد أن الحرب ستقع بل إن مواطنين عراقيين يوردون في أحاديثهم توقيتات لا تتجاوز الأسبوع الأول من مارس المقبل. وعلى الرغم من أن بعض التحضيرات الأمريكية لم تستكمل حتى الساعة، فإن المؤشرات الواردة من الحدود العراقية، الشمالية والشرقية، تؤكد أن العد التنازلي للحرب قد بدأ فعلاً، ولا أحد يتوقع بعد الآن احتمالات التراجع عنها بمساع دبلوماسية أو سلمية مهما كانت الحوافز المقدمة لواشنطن لجهة إرجاء حربها أو العدول عن قرارها، كالحصول من بغداد على مكاسب أو استثمارات تتعلق بالنفط دون الحاجة إلى إطلاق نار.
الى ذلك قال مسؤولون أمريكيون إن وحدة من الحرس الجمهوري العراقي تحركت أمس في شمال العراق وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها القوات العراقية بإجراء تحركات كبيرة وإعادة انتشار أخيرا.
وقال مسؤولو الاستخبارات الأمريكية إنه من المحتمل أن يعاد نشر هذه الوحدة من الحرس الجمهوري لتتمركز إما في تكريت, مسقط رأس الرئيس العراقي, أو للدفاع عن العاصمة بغداد. ويعتقد المراقبون أن هذه الوحدة هي إحدى فرقتي مشاة الحرس الجمهوري الموجودتين في شمال العراق.
وتقوم الولايات المتحدة برصد تحركات القوات العراقية منذ عدة أيام وأظهرت الصور مطلع هذا الأسبوع أن حوالي 100 ناقلة ثقيلة تحركت من مناطق تجمعها وتوجهت لتحمل أجهزة ومعدات تابعة لهذه الوحدة.
وإذا ما تم إعادة تمركز هذه الفرقة من الحرس الجمهوري في بغداد فإن ذلك يعطي مؤشرا آخر على أن صدام حسين قد يحاول استدراج الجيش الأمريكي إلى حرب شوارع في بغداد, حسب قول المصادر الأمريكية.

المصدر
صورة التقطت من الجو وزعها البنتاجون تظهر معدات عسكرية في أحد المواقع العراقية

وبالله المتسعااااااااااااااااااان
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..