قصة يرويها احد كتاب الساحة البارزين الذين تركوا الساحة منذ فترة

يقول صاحبنا : كنت اكتب في احدى المنتديات المغمورة وشاء الله ان يختلف معي احد الاخوة الكتاب حول قضية معينة فدار بيني وبينه جدل احسبه مفيد لي وله ولعموم القراء ... وبعد فترة من الزمن اصبح ذلك الكاتب عدواً لي ولمشاركاتي فلا يكل ولا يمل من النيل من كلماتي ووصفها باقذر الاوصاف ونعت شخصي بالجاهل المتكبر في ظل ذهولي وذهول الاخوة المشاركين معنا في ذلك المنتدى !!

استمرت حالة العداء من جانب ذلك الكاتب حتى هداني الله الى معرفة مايسمى بالرسائل الخاصة والتي مضى علىّ قرابة الثلاثة اشهر وانا لا اعرفها ولم افتحها ... حينما فتحتها وجدت فيها كماً من الرسائل تحمل اسم " الكاتب " الذي اشهر قلمه في وجه احرفي البرئية .

الرسائل مؤرخة قديماً اي قبل نشؤ المعركة الكلامية ... فقررت ان ارسل له رسالة اعتذار .. لعدم الرد على رسائله القديمة بداعي الجهل بخدمة الرسائل الخاصة ففعلت ... كان الرد الذي تسلمته في اليوم الثاني رداً محترماً جداً ضمنه قبوله للاعتذار مع ابتسامة عريضة.

تركنا النقاش عبر المنتدى واتخذنا من الرسائل الخاصة مجالا للنقاش المفيد والذي كان يتسم بالرقي والتحضر الفكري والعلمي ... استمر حالنا على هذه الطريقة حتى اهتدينا الى ما يعرف بالماسنجر وهناك توثقت علاقتي بذلك الكاتب ... عرض على ترك المنتدى القديم والاتجاه الى الساحات واهداني اسماً مستعاراً اختاره لي فقبلت هديته وبدأت رحلتي مع الساحة.

في يوم من الايام اختلفنا مجدداً .. وكان الاختلاف قوياً وحاداً لدرجة ان صاحبي حذفني من قائمة الاسماء الموجودة على الماسنجر فما كان مني الا ان راسلته مبينا له ان الاختلاف ظاهرة طبيعية لا تخلو منها المجتمعات الصحية ... الا ان رد صاحبي كان غريبا نوعاً ما ... فقد طلب مني الا ارد على الفتيات مستخدماً الفاظاً رقيقة !! .. محتجاً بان في هذا الامر فتنة وتغرير بفتيات المسلمين وان هذا مخالف للهدي النبوي الشريف ... فوافقت ارضاء له واحتراماً لهذه المشاعر النبيلة علما بانني لا اتلاعب بالكلمات لمعاكسة الفتيات كما يفعل بعض السذج .

عاد صاحبي " الكاتب " بروح جديدة وبهمة وعزيمة ... يكتب المشاركة تلو المشاركة ولا يترك لي مشاركة والا ويعقب عليها بشكل او باخر .. اضافني على الماسنجر من جديد واستمر يناقشني دائما وياخذ الرأي مني ... اخذت أبداله بالمثل فاطلبه المشورة واخذ رأيه ... وذات يوم جائتني رسالة تهديد من شخص مجهول على ايميلي .. فقدته بعدها بايام قليلة .. وبعدها بايام أخر افقد ( يوزري ) في الساحة وأرى شخصاً اخر يكتب باسمي .. تنبه صاحبي " الكاتب " لما يحدث فقد ادرك ان الحروف ليست حروفي وان النفس الذي يحملها ليس نفسي ... ففضح السارق بمشاركات مستقلة وبردود دائمة حتى تمكن مع المشرفين من استعادة الحقوق .

رجعت علاقتي بصاحبي " الكاتب " والذي اصر على ان يعرف اسمي الحقيقي ورقم هاتفي للتواصل فيما لو حدث انقطاع اخر ففعلت ولكنه لم يتصل علي اطلاقاً فزاد الخوف في قلبي خصوصاً انني انتقد الحكومة بشدة .. فارسلت رسالة لصاحبي " الكاتب " علني اطمأن بانني في مأمن من هذا الصديق الذي بات يعرف كل شئ عني وانا لا اعرف الا اسمه المستعار .. تلك الرسالة كانت تحمل في طياتها شكوكا مبطنة لم تغب عن ذهن صاحبي لكنه تجاهل الوضع .. فاغضبني تجاهله فارسلت له مجدداً ولكن هذه المرة كانت رسالة توبيخية اعاتبه فيها والوم نفسي انني كنت صادقا

قررت ترك الساحة لفترة حتى يتسنى لي تغيير اسمي والكتابة باسلوب اخر وتغيير الاتجاه النقدي الذي كنت اسلكه ... كنت اتجاهل اي رسالة تصلني من صاحبي السابق ( الغريبة انه يرسل ايميلات ) ولا يتصل على هاتفي وهذا الذي ( جمد الدم في ركبي ) ... ذات مرة ارسل رسالة فيها رقم جواله يطلب مني الاتصال عليه للمفاهمة وتوضيح الاشكالات .. فقلت في نفسي لماذا لم يتصل هو !! لا بد ان في الامر سر .. فتجاهلت طلبه وكل رسائله .. حتى اتصل على هاتفي ... وحينما رددت عليه اذا بي اسمع صوت فتاة !! تقول لي انت فلان ( باسم يوزري في الساحة ) ! ... فانكرت الاسم وانكرت صاحبه واقسمت انني لا اعرف الساحة .. فكانت تضحك بصوت مرتفع .. بينما انا اكاد اموت هلعا وخوفا ... حتى قالت انت فلان ( اسمي الحقيقي )

فقلت : اسألك بالله من انت .. ؟؟

قالت : انا فلان تقصد ( صاحبي " الكاتب " ) !!

فقلت لها : ( خذوا عقلش وكسروا رجلش )

قلت: لما كل هذا يا أخيه ؟؟!!

لم ترد فادركت ان الخجل بلغ منها مبلغه فاستأذنتها واغلقت هاتفي وبدأت في رحلة استجوابية مع نفسي ..

هل ارد عليها اذا اتصلت ؟؟

هل ارد عليها ان كتبت ؟؟

لو رددت عليها فماذا ساقول ؟؟

وهل اجد مخرجا شرعيا يعطيني الحق ان اكلم فتاة لست محرماً لها ؟؟

وهل سأفتتن بصوتها وربما أعقب الصوت نظرة وربما وربما !!! ....

لكن الشيطان كان يستبق نفسي في الرد ويقول عااااااااااادي عااااااااااادي ! رد عليها ( ومنتب ) آكل منها .. وتثني على كلامه نفسي الضعيفة حتى بلغ بي الامر ان اتصلت على الفتاة بنفسي وبدأت اختلق موضوعات للنقاش البرئ !!..

استمر وضعنا هذا فترة من الزمن حتى أتي اليوم الذي أصحبت قادرا على ان أعرض عليها فكرة اللقاء لانني اصبحت مولعا بصوتها ( الفتان ) وأجزم أنها هي الاخرى متتوقة لرؤيتي ... وتحت اصراري الشديد وتهديدي بتركها ان لم توافق وافقت ..

وقبل ان اركب سيارتي سالت نفسي :

أأرتكتب الحرام ؟؟ .. وكان الشيطان يقول : عااااااااااادي عااااااااااادي

أأقابل فتاة لا تربطني بها أية صلة ؟؟.. والشيطان يقول : عاااااااادي عاااااااادي

ركبت سيارتي المشؤمة وقلبي يقول : ( تربك تربك تربك) وأتجهت للقاء الفتاة الحالمة ..

ولكن قدر الله ان لا أراها فقد حدث لي مالا كنت أتوقعه .. ففي طريقي الى الفتاة اذا بالجوال يرن ( ترررررررن .. تررررن .. بابا فين بابا هنا هنا فين .. ) فقلت : هذه الفتاة تستعجلني

ولكن ..

المتصل كان أبي !!..

يقول لي : هل أنت من الصابرين يا بني !

قلت ان شاء الله مالامـــر يــــا ابتاه ؟؟

قال : امـك

قلت : مـــابها ؟؟؟؟

قال : أسلمت الروح لبـــارئها

فخارت قوآى .. وســــــــافرت من ساعتي الى حيث كان يقيم والداي ..

اقمت هناك فترة العزاء وقرأت القرآن الذي غفلت عنه ... قرأت قوله تعالى : ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ )

عدت الى الرياض ( وانا طــــائع لربي عـــابد له مقسم الا أرتكب معصية ) قررت أن أغير ارقام هواتف بيتي .. وأن أغير رقم جوالي وحتى سيارتي المشؤمة وأخرجت جهاز الكمبيوتر من بيتي وبقيت على هذا فترة من الزمن

لكنني أعيش الأمرين .. أعيش لوعة فراق صاحبي " الكاتبة " التي تعلقت بأحرفها وأصبحت محتاجا لرأيها حتى في اتفه الأمور ... وفي الوقت ذاته أغالب نفسي وأستمر في المقاطعة ..

واتمنى ان تعيبكم

بسم الله الرحمن الرحيم

رائعة .. فيها من العبر الشيء الكثير .. بارك الله فيك .. وأثابك ..