أما بعد



الوقت هو الحياة


وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ





من أروع الصور التي عرض فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قيمة الوقت الكريم : (ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم , أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد , فتزود مني , فغني لا أعود إلى يوم القيامة أبدا).



ليس أغلى في الوجود إذاً من الوقت , وغن الأوقات لتتفاوت في يمنها وبركتها و وحسن حظها وسعادة جدها , فساعة أعظم بركة من ساعة , ويوم أفضل عند الله من يوم , وشهر أكرم من شهر .

ولقد جاءت الآيات الكريمة تشير إلى هذه الأوقات اليومية والأسبوعية والسنوية ,كما أكدت ذلك التوجيهات النبوية .

فالله تبارك وتعالى يقول : (فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (الروم:17) .

ويقول : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) (لأعراف:205) .

ويقول : (وَالْفَجْرِ , وَلَيَالٍ عَشْرٍ) (الفجر:1-2) .

ويقول : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) (الحج:28) .



ولقد وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيمة الوقت وطريق الانتفاع به ,فيما ورد عنه في كثير من الأحاديث , مشيرا إلى أن المؤمن بين مخافتين , بين عاجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه , وبين آجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه , فليأخذ العبد من نفسه لنفسه , ومن دنياه لآخرته , ومن الشبيبة قبل الهرم , ومن الحياة قبل الموت.



فيا أيها الأخ العزيز :

أمامك كل يوم لحظة بالغداة ولحظة بالعشي , ولحظة في السحَر , تستطيع أن تسمو فيها كلها بروحك الطهور إلى الملأ , فنظفر بخير الدنيا والآخرة , وأمامك يوم الجمعة وليلتها , تستطيع أن تملأ فيها يديك وقلبك وروحك بالفيض الهاطل من رحمة الله على عباده , وأمامك مواسم الطاعات وأيام العبادات وليالي القربات , التي وجهك إليها كتابك الكرم ورسولك العظيم , فاحرص على أن تكون فيها من الذاكرين لا من الغافلين , ومن العاملين لا من الخاملين , واغتنم الوقت فالوقت كالسيف , , ودع فلا أضر منه :



وكن صارما كالوقت فالمقت في عسى وخـل لعـل فهي أكبر علـة


ونسأل الله لنا ولك التوفيق للعمل المقبول والوقت الفاضل