أرواح المحبين :....
اعلم أخي القارئ أن أرواح المحبين خرجت بالعبادة من أبدان العادات وهي في حواصل طير الشوق ترفرف على أطلال الوجد وتيرح في رياض الأنس هؤلاء عندهم شغل عن كل شيء سوى محبوبهم ما ترى عيونهم إلا (فبي يسمع وبي يبصر )
قال أحد الصالحين : سبحان من أحرج قلوب المشتاقين في رياض الطاعة بين يديه
سبحان من أوصل الفهم إلى عقول ذوي البصائر فهي لا تعتمد إلا عليه سبحان من أورد حياض المودة نفوس أهل المحبة فهي لا تحن إلا إليه
وقال أحدهم : إن لله عز وجل عبادا قدح في قلوبهم زندي الشوق والموق فأرواحهم تسرح في الملكوت وتنظر ما ذخر لها في حجب الجبروت أولئك قوم أووا إلى كنف محبته ورحمته
سمنون وما أدراك ما سمنون .؟!
قال له بعض الخلفاء : ياسمنون كيف وصلت إليه ؟
قال : ما وصلت حتى عملت ستة أشياء : أمت ما كان حيا وهو النفس وأحييت ما كان ميتا وهو القلب وشاهدت ما كان غائبا وهو الآخرة وغيبت ما كان شاهدا وهو الدنيا وأبقيت ما هو فانيا وهو المراد وأفنيت ما هو باقيا وهو الهوى واستوحشت مما تأنسون وأنست بما تستوحشون