السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كان يتوقع أن يقوم العدو الصهيوني بغير ماقامت به من منع الفلسطينيين من إقامة أية احتفالية ثقافية في مدينة القدس بمناسبة إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية ،في الحق كان ذلك متوقعاًِ تماماً فالعصابة الصهيونية تقوم على قدم وساق بتهديد مدينة القدس وتحويلها إلى مدينة عبرية وطمس أية معالم عربية لها ، فالهدم حول المسجد الأقصى على أشده منذ سنوات طويلة والحفريات متواصلة رغم صراخ السكان العرب الأصليين والإجلاء لم يتوقف لحظة والعرب يتفرجون ويكتفون بالإعلان عن الغضب السلبي والاحتجاج المكتوم
القدس » عاصمة للثقافة العربية عام 2009 والمثقفون العرب الذين يجهزون حقائب سفرهم ويتفقدون جوازات سفرهم ويلقون نظرة ليتأكد وا من أنها لاتزال سارية المفعول هؤلاء المثقفون مشغولون بتدبيج القصائد غير منتبهين كماينبغي أن يكون الانتباه إلى ماحل بالثقافة والتراث والإرث الحضاري الفلسطيني الذي يجري تشويه منذ سنوات طويلة على يد الإرهابيين الصهاينة وماتغير ملامح المدينة المقدسةسوى ملمح واحد من تلك الهجمة الهمجية على الشخصية الفلسطينية كان متوقعاً أن تمنع هذه الإسرائىل إقامة أي مظهر احتفالي أو نشاط ثقافي بمناسبة القدس عاصمة للثقافة العربية ) هذا العام !
ولكن هل يحول هذا المنع الذي كان متوقعاً من إقامة تلك الاحتفالية؟ .. فلتقم الا حتفالات حتى ولوكان ذلك في فضاء على أطراف المدينة وليشتد التحدي من قبل المثقفين العرب والفلسطينيين وليكن رد الفعل أقوى ألف مرة من هذا الإجراد من دولة العدو وهي مناسبة ليتحول العام كله إلى معركة حقيقيةتفضح جرائمإجراء واعتداءاها الصارخة على الثقافة العربية والإسلامية وعلى جرائمها ضد الإ نسانية وإبادتها التدريجية لأبناء فلسطين ولتكن هذه المناسبة معركة تحدٍ حقيقية ليس في القدس وحدها وإنما في كل المدن الفلسطينية بل في كل المدن العربية ،كل العواصم العربية يجب أن تتحول إلى قدس ويجب أن تقام منتجعات ثقافية معمارية على شكل مدينة القدس نفسها وأن تقام فيها مهرجانات وندوات ومؤتمرات لفضح اغتصاب فلسطين وماجرى من جرائم طوال سنوات الاغتصاب فوق الأرض الفلسطينية وضد أبنائها فالثقافة العربية ليست مجردبهرجة واستعراض وإ نما هي موقف ونضال ومواجهة وأعرف أن أغلب المثقفين العرب يتفقون حول هذه القضيةولكن رغم ذلك النداء فلا الجامعة العربية فعلت شيئاً ولا اتحاد الأدباء العرب فعل شيئاً ولاالأصوات العربية تعالت تطالب بإقامة قدس في كل عاصمةعربية لتكون كل عاصمة عربية » قدس عاصمة للثقافة العربية ) وأن يدعى مثقفوا العالم من كل أنحاء الكرة الأرضية لحضور هذه المناسبة على مدار العام وأن يكون هناك تنسيق حقيقي بين كل منظمات الثقافة في الوطن العربي حتى لاينفرط هذا العام ونحن نكتفي بالتعبير عن الحسرة والمرارة ،والموقف الصحيح في تصوري هو أن يقابل التحدي بالتحدي بل بتحدٍ أقوى منه أما الاستسلام فهو انهزامية مكروهة لاتفعل لنا شيئاً وتسر العدو ولاتفرح الصديق .
هذه مناسبة لحشدالثقافة في مواجهة العدو وهي مناسبةتوحيد للمثقفين العرب على جبهة واحدة طوال عام فالمعركة مع العدو مستمرة هو لم يتوقف عن أذكاء جحيمها يوما بينما نحن نرواح في مكاننا ..
الروابط المفضلة